نجل المشير أحمد إسماعيل بطل حرب أكتوبر يخص «الموجز» بنشر مذكرات المشير المظلوم

قال السفير محمد أحمد إسماعيل نجل المشير الأسبق أحمد إسماعيل بطل حرب أكتوبر1973 إنه سينشر خلال الفترة القادمة مذكرات والده عن حرب أكتوبر وملابسات هذه الأحداث وعلاقته بالرئيس أنور السادات صاحب القرار.
وأكد أن والده لعب دورا كبيرا في هذه الحرب وأنه كان يحب مصر كثيرا ورغم ذلك يتم تجاهله باستمرار وأن الأسرة عانت كثيرا بعد الوفاة ، والرئيس المخلوع أهمل الدور الذي لعبه المشير في حرب أكتوبر .
وأوضح أن المجلس العسكري أدي دورا متخبطا خلال الفترة الانتقالية ، وأنه بالرغم من ذلك يجب عدم المطالبة بمحاكمة المشير طنطاوي والفريق عنان بسبب حمايتهما وأعضاء العسكري الثورة.
ولفت إلي أن عدم تكريم الرئيس مرسي للمشير إسماعيل يرجع إلي خطأ بروتوكولي يمكن تداركه خلال الفترة القادمة .
وإلي نص الحوار.
تردد مؤخرا أنك ستقوم بنشر كتاب يحتوي علي مذكرات المشير أحمد إسماعيل ونود التعرف علي الأسباب التي جعلتك تقوم بذلك بالرغم من مرور 40 عاما علي وفاة المشير؟.
في الحقيقة لم أكن أفكر في نشر هذه المذكرات لأن والدي لم يكن يحب الدعايا عن نفسه إطلاقا فقد كان يقول دائما " اترك عملك هو الذي يتحدث عنك ولا تتحدث عنه " ، وأنه كان دائما يردد أيضا مقولة أن كل من شارك في حرب أكتوبر المجيدة كان بطلا ، وهناك أبطال كثيرون لم يعرفهم الشعب حتي الآن ووالدي أحد هؤلاء الأبطال ، وأنه كتب في ورقة عثرنا عليها في مكتبه جملة نصها " أنا أحد الأشخاص المهمشين الذين لا يتذكرهم أحد فقد وضعنا الله موضع القيادة لتحقيق آمال أمتي".
أما السبب الثاني الذي دفعني إلي ذلك فهو أنني لم أكن قد قرأت مذكراته وقتها ولكني بعدما قرأتها وجدت أنه من الضروري نشرها لكي يعرف الشعب المصري من هو المشير أحمد إسماعيل .. كما انني تأثرت جدا بالشعب المصري وأنا مديون لكل فرد من أبناء هذا الشعب يتذكر والدي حتي الآن وحاولت كثيرا أن أسدد الدين واستطعت بالفعل تسديد جزء منه عندما كنت سفيرا بالخارج ، والسبب الثالث هو عند عودتي من الخارج حيث كنت أعمل بالدبلوماسية المصرية وجدت العديد من الكتاب المصريين يكتبون عن والدي بكل بسالة ومنهم الدكتور محمد الجوادي في كتابه " صانع النصر" أي بعد 30 سنة من وفاة والدي تجد شخصية مثل هذا الكاتب أصدر كتابا دون أن يخاف من أحد في عز عنفوان النظام السابق ، وقال في كتابه إن المشير أحمد إسماعيل هو أحد صانعي النصر بل كتب إنه صانع النصر مع العلم أن هذا الرجل لم اعرفه ولذلك قمت بشكره علي اصداره هذا الكتاب هذا بالإضافة إلي أنني توجهت بالشكر إلي الكاتب فاروق جويدة والذي لم التق به من قبل أوحتي أعرفه عندما كتب في جريدة الأهرام مقالا عن والدي وهذا ما يثبت أن شعب مصر عريق وواع تماما ويعرف من هم أبطال النصر الحقيقيون فالحرب لها أبطال عديدون ولا أستطيع بالرغم من كل ماحدث أن أنكر الدور الكبير الذي قام به حسني مبارك خلال الحرب أيضا ولكن بعد الثورة ولعدة أسباب جاءت الحرية المطلقة وجدت أن هناك مغالطات أو بعض التكريمات التي لم تأخذ تسلسلا حقيقيا كما أنني وجدت أناسا يدعون الوطنية والسبب الرابع والأخير هو أن والدتي وأشقائي طالبوني بنشر هذه المذكرات وإن لم أفعل ذلك فسأكون مقصرا في حقهم وحق والدي وهذا ما دفعني إلي أن أجمع المذكرات وبعض المستندات الموجودة في بيتي وأقوم بإصدار الكتاب وأرجو أن يليق بوالدي ويكون إضافة حقيقية لتاريخه.
ما هي أبرز الأحداث التي يتضمنها الكتاب ومن الذي كتبها؟كيف جمعت هذه المذكرات؟
عندما كنت ابحث عن صور له في بيتنا عثرت علي أشياء كثيرة كان يكتبها والدي في دفاتر مختلفة عنه وعن الجيش ، بالإضافة إلي أنه كان يكتب بعض مقتطفات في مفكراته فقمت بتجميعها معا وأحاول حاليا دمجها ببعض وإعادة كتابتها في كتاب سيكون أبرز جزء فيه هو جهده الكبير الذي بذله في قيادته للجبهة التي يبلغ طولها 175 كيلومترا وتولي قيادتها بالكامل بعد نكسة 67 ، ثم طلب منه الفريق عبد المنعم رياض أن يتم تقسيم الجبهة إلي جزءين وأصبح بها الجيشن الثاني والثالث في الإسماعيلية والسويس ، حيث وجد المشير عندما ذهب إلي الجبهة والتقي أفراد الجيش هناك أن الوضع مهلهلا فنظم الوضع بالجبهة ، ثم جاءت مرحلة حرب الاستنزاف ، فالمذكرات تحتوي علي هذه الأحداث بالإضافة إلي تدوينه محاولات إخراجه من الجيش ورفضه الإغراءات الكثيرة التي تم عرضها عليه ومنها تعيينه في وظيفة مدنية كبيرة.
وأيضا حضوره حفل زواج شقيقتي مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان وقتها مريضا ، ولكنه أصر علي الحضور والاستمرار كما أنه قام بالإمضاء علي عقد زواجها وكان وقتها لواء في الجيش وليس كما ادعي البعض في المخابرات وأيضا الأحداث التي وقعت بينه وبين جمال عبدالناصر ومدي محاولة بعض الأشخاص الوقيعة بينهما بسبب حضور عبد الناصر حفل زواج شقيقتي .
وما هي أبرز الصفات التي كان يتمتع بها المشير ؟
في الوقت الذي تولي فيه قيادة القوات المسلحة سنة 72 لم يكن هناك أحد وقتها قريبا منه في معلوماته أوعلمه أوشهاداته أو خبراته القتالية وأتحدي إن تجد شخصا وقتها يتمتع بهذه المؤهلات والصفات التي تمتع بها والدي المشير أحمد إسماعيل ، الذي قبل أن يتولي قيادة القوات المسلحة تقلد مناصب كثيرة منها قائد فصيلة وقائد كتيبة وقائد لواء وقائد فرقة وقائد جبهة وقائد جيش ورئيس هيئة عمليات ورئيس أركان حرب في الجيش ، ثم أخيرا وزيرا وقائدا عاما للقوات المسلحة، وبعد ذلك دخل في حرب استنزاف وحرك جيوشا ولاننسي عمليته رأس العش وكانت قيادته للجيش جيدة تماما ، وأكبر دليل علي أن والدي كان يتمتع بمؤهلات حربية عالية أنه عندما تقابل مع اللواء الجمسي رئيس هيئة عمليات الجيش بالصدفة في مطار القاهرة الدولي وكان وقتها والدي رئيس المخابرات العامة فسأله متي ستحاربون ياجمسي؟ فأجابه الجمسي قائلا " عندما تتعين وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة".
والغريب حدوث لقاء آخر بينه وبين اللواء رشاد عنتر وهو رجل متخصص في الأوضاع العسكرية الإسرائيلية ، حيث سأله والدي متي ستكون الخطوط العكسية؟ فأجابه اللواء رشاد بنفس الإجابة التي قالها له الجمسي أيضا ، فلا يوجد اختلاف في الرد بالرغم من أن الموقفين مختلفان تماما وبمنصبين مختلفين وهذا دليل علي أنه كان رجلا محترما ويتمتع باحترام شديد بين زملائه .
كيف كانت علاقة المشير بكل من جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك؟
علاقته بعبد الناصر كانت قوية بالرغم من محاولات البعض الوشاية بينهما إلا أنهما تفهما الموقف وظلت العلاقة كما هي ، خاصة وأنهما دفعة واحدة من الكلية الحربية أما علاقته بأنور السادات فكانت وثيقة وطيبة إلي أبعد الحدود ، حتي أنه ذهب إليه علي الجبهة بعد النكسة لمعرفة حقيقة الوضع هناك لأن عبد الناصر" قال مش هقدر أخطب في مجلس الشعب إلا إذا أكدت لي أن خطط دفاعنا بقدر السيطرة" وبالفعل أكد له والدي أن قواتنا متماسكة وتستطيع أن ترد علي العدو، وكان وقتها السادات يعرف تاريخ المشير أحمد إسماعيل ورآه قبل ذلك إلي جانب علاقتهما الطيبة وللأمانة الرئيس أنور السادات كان وفيا جدا وجريئا لأنه اتخذ قرار الحرب في وقت حرج ووقتها عقد السادات ووالدي اجتماعا قبل الحرب بـ 6 أيام لكي يؤكدا علي التزامهما بالحرب ولو كلفهما ذلك رقبتيهما ، وأكبر دليل علي أن السادات كان وفيا أنه أصدر قرارا بعد وفاة والدي بمنحه قلادة الجمهورية وفي أول ذكري لحرب أكتوبر بعد الوفاة منحه نجمة سيناء وكان دائم السؤال عن الأسرة.
وبشأن الأسرة كانت والدتك السيدة سماح الشلقاني تشكو من ضعف المعاش هل تري أن ذلك تقصيرمن الدولة أم ماذا ؟
ليس تقصيرا ، ولكن المعاش كان ضعيفا بطبيعته خلال هذه الفترة ، وهو ما تسبب في متاعب للأسرة إلا أنه بحصول والدي علي نجمتي سيناء والشرق أصبح هناك دخل مناسب للأسرة ، بالإضافة إلي أن السادات أصدر قرارا باحتفاظ كل قادة حرب اكتوبر بمرتباتهم كأنهم يعيشون والباقي كان يأخذ مرتبه وكأنه في الجيش حتي ممن خرجوا بالرغم من أن المرتبات كانت قليلة وقتها ، أما عن علاقته بالرئيس المخلوع حسني مبارك فكانت علاقة رئيس بمرءوسه حيث كان والدي رئيسا لمبارك باعتباره أحد قادة أفرع القوات المسلحة التي كان يقودها المشير، والعلاقة بينهما كانت علي هذا الأساس ، ومبارك يعلم حقيقة الدور الذي لعبه والدي في الحرب والتخطيط لها ، إلا أننا فوجئنا بإبعاد صورته عن غرفة عمليات الحرب ، وهو ما شهدته والدتي في بانوراما حرب أكتوبر فقد كانت الصورة الموضوعة وقتها غير معبرة إطلاقا عما فعله والدي ، والتي تظهر والدي وهو خارج من غرفة بعيدة عن حسني مبارك وأنور السادات وتابع لهما الأمر الذي أغضب والدتي ، خاصة أن أي شخص كان لايستطيع التحدث حتي مع أنور السادات نفسه قبل أن يأذن له والدي فكيف يتم إبعاده في الصورة وقلب الحقيقة ؟.
هل كان مبارك غير وفي لوالدك ؟
لا أستطيع قول إنه ليس وفيا ولكن لم يعطه أي اهتمام.
كيف كان شكل العلاقة بينهما؟
لم تكن هناك علاقة بينهما فقد كانت عادية ولا أستطيع أن أقول عليه شيئاً فلم يوحد بينهما حديث من قبل يدل علي وجود علاقة بينهما غير العمل .
لماذا يتم تجاهل المشير باستمرار؟
والدي لم يكن يحب الدعاية عن نفسه ولم يكن علي اتصال بالإعلام
وتوفي بعد سنة وشهرين من الحرب والقدر لم يمهله الوقت الكافي للحديث عن دوره في الحرب ، بالإضافة إلي أن النصر عادة ما يكون له أكثر من صاحب بعكس الهزيمة التي يتحملها فرد واحد.
لماذا لم يتم تكريم المشير أحمد إسماعيل في عهد الرئيس مرسي؟
في الحقيقة لم أعلم ماهو السبب الحقيقي ولكن أستطيع أن أقول أنه خطأ في أسلوب العرض وليس خطأ من الرئيس وعموما خطأ قابل للتدارك.
كيف تري خطاب مرسي أثناء احتفالات مصر بذكري انتصارات أكتوبر الأخيرة وتجاهله تكريم الأبطال ؟
من وجهة نظري أنه خطأ تنظيمي وغير مقصود نظرا لان مرسي لم يكن رئيسا من قبل ولا يعرف ما هي إجراءات الاحتفال وأنا أعذره لأنني كنت سفيرا سابقا وأعلم ماهي تفاصيل مثل هذه الاحتفالات والمناسبات ، بالإضافة إلي أن المسئولين عن تنظيم الاحتفال لم تكن لديهم الخبرات الكافية .
كيف تري أثر زيارات مرسي المتكررة للجيش في الفترة الاخيرة؟
مدلول إيجابي بالطبع لأن الجيش يحتاج لقائد أعلي يدعمه خلال الفترة القادمة.
كيف تري أداء المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية؟
قام المجلس العسكري بتولي مهمة ليست موجودة في الكتاب الخاص به أو الخطط الموجودة في مهامه ولكنه قادها بأسلوب حكيم وعلي أعلي درجة ولا أعتقد أن هذه المسئولية كانت في مخيلته فعند حدوث هذه الثورة تعامل معها بشكل جيد إلي حد ما .
إذن تؤيد المطالبات بمحاكمة أعضاء المجلس العسكري علي الأحداث التي وقعت أثناء إدارتهم البلاد ؟
يجب ألا نطالب بذلك ، بل يجب أن نشكر المجلس العسكري لعدة حالات منها ، تسليمه الجيش قويا بالرغم من أنه مستهدف لأنه الجيش العربي الأخير المتكامل والذي لم ينكسر أويهتز كما حدث في سورايا وليبيا واليمن وهذا يدخلنا في مخطط كبير أكبر من المنطقة ولهذا لا يجب أن تختلف معه في شيء ، بالإضافة الي أنه حمي الثورة وكان يجب علي الشعب أن يتذكر هذا الأمر الذي لولاه لكان البلد عاني من حالة حرب وفوضي .
ذكرت أن المجلس العسكري حمي الثورة فلماذا تمت إقالة المشير طنطاوي وعنان؟ هل هذا نتيجة حمايتهما للثورة؟
لا يليق بالطبع وأن الجيش قام بتسليم السلطة بعد أن أنهي المرحلة الانتقالية إلي رئيس جديد ونتيجة عدم الخبرة تصور بعض أعضاء المجلس أن المشير يمكن أن يستكمل مسيرته حتي لو اصبح وزيراوكان هذا احد اخطاء المجلس والذي يدل علي أنه له مزايا وعيوب .
كيف تري المشهد الحالي لمصر، ولماذا لم تنضم إلي حزب سياسي حتي الآن؟
بالنسبة للوضع الحالي أري أن الأمور طبيعية حتي الآن بمعني أنه بعد نظام حكم ظل 30 عاما وقد ترهل ولم يحاول التجديد في خلاياه وأعضائه فزاد الفساد حتي انتشر والرئيس أيضا ترك شعبه ولم يختلط به إلي جانب مشروع التوريث الذي كان مرفوضا منذ بدايته من غالبية الشعب المصري فكان طبيعيا أن تقوم ثورة ويتولي رئاسة البلد الفصيل الأكثر تنظيما ..أما عدم مشاركتي في أي حزب فترجع إلي أنني لا أؤمن بفكر أي حزب سياسي حتي الآن.
وأكد أن والده لعب دورا كبيرا في هذه الحرب وأنه كان يحب مصر كثيرا ورغم ذلك يتم تجاهله باستمرار وأن الأسرة عانت كثيرا بعد الوفاة ، والرئيس المخلوع أهمل الدور الذي لعبه المشير في حرب أكتوبر .
وأوضح أن المجلس العسكري أدي دورا متخبطا خلال الفترة الانتقالية ، وأنه بالرغم من ذلك يجب عدم المطالبة بمحاكمة المشير طنطاوي والفريق عنان بسبب حمايتهما وأعضاء العسكري الثورة.
ولفت إلي أن عدم تكريم الرئيس مرسي للمشير إسماعيل يرجع إلي خطأ بروتوكولي يمكن تداركه خلال الفترة القادمة .
وإلي نص الحوار.
تردد مؤخرا أنك ستقوم بنشر كتاب يحتوي علي مذكرات المشير أحمد إسماعيل ونود التعرف علي الأسباب التي جعلتك تقوم بذلك بالرغم من مرور 40 عاما علي وفاة المشير؟.
في الحقيقة لم أكن أفكر في نشر هذه المذكرات لأن والدي لم يكن يحب الدعايا عن نفسه إطلاقا فقد كان يقول دائما " اترك عملك هو الذي يتحدث عنك ولا تتحدث عنه " ، وأنه كان دائما يردد أيضا مقولة أن كل من شارك في حرب أكتوبر المجيدة كان بطلا ، وهناك أبطال كثيرون لم يعرفهم الشعب حتي الآن ووالدي أحد هؤلاء الأبطال ، وأنه كتب في ورقة عثرنا عليها في مكتبه جملة نصها " أنا أحد الأشخاص المهمشين الذين لا يتذكرهم أحد فقد وضعنا الله موضع القيادة لتحقيق آمال أمتي".
أما السبب الثاني الذي دفعني إلي ذلك فهو أنني لم أكن قد قرأت مذكراته وقتها ولكني بعدما قرأتها وجدت أنه من الضروري نشرها لكي يعرف الشعب المصري من هو المشير أحمد إسماعيل .. كما انني تأثرت جدا بالشعب المصري وأنا مديون لكل فرد من أبناء هذا الشعب يتذكر والدي حتي الآن وحاولت كثيرا أن أسدد الدين واستطعت بالفعل تسديد جزء منه عندما كنت سفيرا بالخارج ، والسبب الثالث هو عند عودتي من الخارج حيث كنت أعمل بالدبلوماسية المصرية وجدت العديد من الكتاب المصريين يكتبون عن والدي بكل بسالة ومنهم الدكتور محمد الجوادي في كتابه " صانع النصر" أي بعد 30 سنة من وفاة والدي تجد شخصية مثل هذا الكاتب أصدر كتابا دون أن يخاف من أحد في عز عنفوان النظام السابق ، وقال في كتابه إن المشير أحمد إسماعيل هو أحد صانعي النصر بل كتب إنه صانع النصر مع العلم أن هذا الرجل لم اعرفه ولذلك قمت بشكره علي اصداره هذا الكتاب هذا بالإضافة إلي أنني توجهت بالشكر إلي الكاتب فاروق جويدة والذي لم التق به من قبل أوحتي أعرفه عندما كتب في جريدة الأهرام مقالا عن والدي وهذا ما يثبت أن شعب مصر عريق وواع تماما ويعرف من هم أبطال النصر الحقيقيون فالحرب لها أبطال عديدون ولا أستطيع بالرغم من كل ماحدث أن أنكر الدور الكبير الذي قام به حسني مبارك خلال الحرب أيضا ولكن بعد الثورة ولعدة أسباب جاءت الحرية المطلقة وجدت أن هناك مغالطات أو بعض التكريمات التي لم تأخذ تسلسلا حقيقيا كما أنني وجدت أناسا يدعون الوطنية والسبب الرابع والأخير هو أن والدتي وأشقائي طالبوني بنشر هذه المذكرات وإن لم أفعل ذلك فسأكون مقصرا في حقهم وحق والدي وهذا ما دفعني إلي أن أجمع المذكرات وبعض المستندات الموجودة في بيتي وأقوم بإصدار الكتاب وأرجو أن يليق بوالدي ويكون إضافة حقيقية لتاريخه.
ما هي أبرز الأحداث التي يتضمنها الكتاب ومن الذي كتبها؟كيف جمعت هذه المذكرات؟
عندما كنت ابحث عن صور له في بيتنا عثرت علي أشياء كثيرة كان يكتبها والدي في دفاتر مختلفة عنه وعن الجيش ، بالإضافة إلي أنه كان يكتب بعض مقتطفات في مفكراته فقمت بتجميعها معا وأحاول حاليا دمجها ببعض وإعادة كتابتها في كتاب سيكون أبرز جزء فيه هو جهده الكبير الذي بذله في قيادته للجبهة التي يبلغ طولها 175 كيلومترا وتولي قيادتها بالكامل بعد نكسة 67 ، ثم طلب منه الفريق عبد المنعم رياض أن يتم تقسيم الجبهة إلي جزءين وأصبح بها الجيشن الثاني والثالث في الإسماعيلية والسويس ، حيث وجد المشير عندما ذهب إلي الجبهة والتقي أفراد الجيش هناك أن الوضع مهلهلا فنظم الوضع بالجبهة ، ثم جاءت مرحلة حرب الاستنزاف ، فالمذكرات تحتوي علي هذه الأحداث بالإضافة إلي تدوينه محاولات إخراجه من الجيش ورفضه الإغراءات الكثيرة التي تم عرضها عليه ومنها تعيينه في وظيفة مدنية كبيرة.
وأيضا حضوره حفل زواج شقيقتي مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان وقتها مريضا ، ولكنه أصر علي الحضور والاستمرار كما أنه قام بالإمضاء علي عقد زواجها وكان وقتها لواء في الجيش وليس كما ادعي البعض في المخابرات وأيضا الأحداث التي وقعت بينه وبين جمال عبدالناصر ومدي محاولة بعض الأشخاص الوقيعة بينهما بسبب حضور عبد الناصر حفل زواج شقيقتي .
وما هي أبرز الصفات التي كان يتمتع بها المشير ؟
في الوقت الذي تولي فيه قيادة القوات المسلحة سنة 72 لم يكن هناك أحد وقتها قريبا منه في معلوماته أوعلمه أوشهاداته أو خبراته القتالية وأتحدي إن تجد شخصا وقتها يتمتع بهذه المؤهلات والصفات التي تمتع بها والدي المشير أحمد إسماعيل ، الذي قبل أن يتولي قيادة القوات المسلحة تقلد مناصب كثيرة منها قائد فصيلة وقائد كتيبة وقائد لواء وقائد فرقة وقائد جبهة وقائد جيش ورئيس هيئة عمليات ورئيس أركان حرب في الجيش ، ثم أخيرا وزيرا وقائدا عاما للقوات المسلحة، وبعد ذلك دخل في حرب استنزاف وحرك جيوشا ولاننسي عمليته رأس العش وكانت قيادته للجيش جيدة تماما ، وأكبر دليل علي أن والدي كان يتمتع بمؤهلات حربية عالية أنه عندما تقابل مع اللواء الجمسي رئيس هيئة عمليات الجيش بالصدفة في مطار القاهرة الدولي وكان وقتها والدي رئيس المخابرات العامة فسأله متي ستحاربون ياجمسي؟ فأجابه الجمسي قائلا " عندما تتعين وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة".
والغريب حدوث لقاء آخر بينه وبين اللواء رشاد عنتر وهو رجل متخصص في الأوضاع العسكرية الإسرائيلية ، حيث سأله والدي متي ستكون الخطوط العكسية؟ فأجابه اللواء رشاد بنفس الإجابة التي قالها له الجمسي أيضا ، فلا يوجد اختلاف في الرد بالرغم من أن الموقفين مختلفان تماما وبمنصبين مختلفين وهذا دليل علي أنه كان رجلا محترما ويتمتع باحترام شديد بين زملائه .
كيف كانت علاقة المشير بكل من جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك؟
علاقته بعبد الناصر كانت قوية بالرغم من محاولات البعض الوشاية بينهما إلا أنهما تفهما الموقف وظلت العلاقة كما هي ، خاصة وأنهما دفعة واحدة من الكلية الحربية أما علاقته بأنور السادات فكانت وثيقة وطيبة إلي أبعد الحدود ، حتي أنه ذهب إليه علي الجبهة بعد النكسة لمعرفة حقيقة الوضع هناك لأن عبد الناصر" قال مش هقدر أخطب في مجلس الشعب إلا إذا أكدت لي أن خطط دفاعنا بقدر السيطرة" وبالفعل أكد له والدي أن قواتنا متماسكة وتستطيع أن ترد علي العدو، وكان وقتها السادات يعرف تاريخ المشير أحمد إسماعيل ورآه قبل ذلك إلي جانب علاقتهما الطيبة وللأمانة الرئيس أنور السادات كان وفيا جدا وجريئا لأنه اتخذ قرار الحرب في وقت حرج ووقتها عقد السادات ووالدي اجتماعا قبل الحرب بـ 6 أيام لكي يؤكدا علي التزامهما بالحرب ولو كلفهما ذلك رقبتيهما ، وأكبر دليل علي أن السادات كان وفيا أنه أصدر قرارا بعد وفاة والدي بمنحه قلادة الجمهورية وفي أول ذكري لحرب أكتوبر بعد الوفاة منحه نجمة سيناء وكان دائم السؤال عن الأسرة.
وبشأن الأسرة كانت والدتك السيدة سماح الشلقاني تشكو من ضعف المعاش هل تري أن ذلك تقصيرمن الدولة أم ماذا ؟
ليس تقصيرا ، ولكن المعاش كان ضعيفا بطبيعته خلال هذه الفترة ، وهو ما تسبب في متاعب للأسرة إلا أنه بحصول والدي علي نجمتي سيناء والشرق أصبح هناك دخل مناسب للأسرة ، بالإضافة إلي أن السادات أصدر قرارا باحتفاظ كل قادة حرب اكتوبر بمرتباتهم كأنهم يعيشون والباقي كان يأخذ مرتبه وكأنه في الجيش حتي ممن خرجوا بالرغم من أن المرتبات كانت قليلة وقتها ، أما عن علاقته بالرئيس المخلوع حسني مبارك فكانت علاقة رئيس بمرءوسه حيث كان والدي رئيسا لمبارك باعتباره أحد قادة أفرع القوات المسلحة التي كان يقودها المشير، والعلاقة بينهما كانت علي هذا الأساس ، ومبارك يعلم حقيقة الدور الذي لعبه والدي في الحرب والتخطيط لها ، إلا أننا فوجئنا بإبعاد صورته عن غرفة عمليات الحرب ، وهو ما شهدته والدتي في بانوراما حرب أكتوبر فقد كانت الصورة الموضوعة وقتها غير معبرة إطلاقا عما فعله والدي ، والتي تظهر والدي وهو خارج من غرفة بعيدة عن حسني مبارك وأنور السادات وتابع لهما الأمر الذي أغضب والدتي ، خاصة أن أي شخص كان لايستطيع التحدث حتي مع أنور السادات نفسه قبل أن يأذن له والدي فكيف يتم إبعاده في الصورة وقلب الحقيقة ؟.
هل كان مبارك غير وفي لوالدك ؟
لا أستطيع قول إنه ليس وفيا ولكن لم يعطه أي اهتمام.
كيف كان شكل العلاقة بينهما؟
لم تكن هناك علاقة بينهما فقد كانت عادية ولا أستطيع أن أقول عليه شيئاً فلم يوحد بينهما حديث من قبل يدل علي وجود علاقة بينهما غير العمل .
لماذا يتم تجاهل المشير باستمرار؟
والدي لم يكن يحب الدعاية عن نفسه ولم يكن علي اتصال بالإعلام
وتوفي بعد سنة وشهرين من الحرب والقدر لم يمهله الوقت الكافي للحديث عن دوره في الحرب ، بالإضافة إلي أن النصر عادة ما يكون له أكثر من صاحب بعكس الهزيمة التي يتحملها فرد واحد.
لماذا لم يتم تكريم المشير أحمد إسماعيل في عهد الرئيس مرسي؟
في الحقيقة لم أعلم ماهو السبب الحقيقي ولكن أستطيع أن أقول أنه خطأ في أسلوب العرض وليس خطأ من الرئيس وعموما خطأ قابل للتدارك.
كيف تري خطاب مرسي أثناء احتفالات مصر بذكري انتصارات أكتوبر الأخيرة وتجاهله تكريم الأبطال ؟
من وجهة نظري أنه خطأ تنظيمي وغير مقصود نظرا لان مرسي لم يكن رئيسا من قبل ولا يعرف ما هي إجراءات الاحتفال وأنا أعذره لأنني كنت سفيرا سابقا وأعلم ماهي تفاصيل مثل هذه الاحتفالات والمناسبات ، بالإضافة إلي أن المسئولين عن تنظيم الاحتفال لم تكن لديهم الخبرات الكافية .
كيف تري أثر زيارات مرسي المتكررة للجيش في الفترة الاخيرة؟
مدلول إيجابي بالطبع لأن الجيش يحتاج لقائد أعلي يدعمه خلال الفترة القادمة.
كيف تري أداء المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية؟
قام المجلس العسكري بتولي مهمة ليست موجودة في الكتاب الخاص به أو الخطط الموجودة في مهامه ولكنه قادها بأسلوب حكيم وعلي أعلي درجة ولا أعتقد أن هذه المسئولية كانت في مخيلته فعند حدوث هذه الثورة تعامل معها بشكل جيد إلي حد ما .
إذن تؤيد المطالبات بمحاكمة أعضاء المجلس العسكري علي الأحداث التي وقعت أثناء إدارتهم البلاد ؟
يجب ألا نطالب بذلك ، بل يجب أن نشكر المجلس العسكري لعدة حالات منها ، تسليمه الجيش قويا بالرغم من أنه مستهدف لأنه الجيش العربي الأخير المتكامل والذي لم ينكسر أويهتز كما حدث في سورايا وليبيا واليمن وهذا يدخلنا في مخطط كبير أكبر من المنطقة ولهذا لا يجب أن تختلف معه في شيء ، بالإضافة الي أنه حمي الثورة وكان يجب علي الشعب أن يتذكر هذا الأمر الذي لولاه لكان البلد عاني من حالة حرب وفوضي .
ذكرت أن المجلس العسكري حمي الثورة فلماذا تمت إقالة المشير طنطاوي وعنان؟ هل هذا نتيجة حمايتهما للثورة؟
لا يليق بالطبع وأن الجيش قام بتسليم السلطة بعد أن أنهي المرحلة الانتقالية إلي رئيس جديد ونتيجة عدم الخبرة تصور بعض أعضاء المجلس أن المشير يمكن أن يستكمل مسيرته حتي لو اصبح وزيراوكان هذا احد اخطاء المجلس والذي يدل علي أنه له مزايا وعيوب .
كيف تري المشهد الحالي لمصر، ولماذا لم تنضم إلي حزب سياسي حتي الآن؟
بالنسبة للوضع الحالي أري أن الأمور طبيعية حتي الآن بمعني أنه بعد نظام حكم ظل 30 عاما وقد ترهل ولم يحاول التجديد في خلاياه وأعضائه فزاد الفساد حتي انتشر والرئيس أيضا ترك شعبه ولم يختلط به إلي جانب مشروع التوريث الذي كان مرفوضا منذ بدايته من غالبية الشعب المصري فكان طبيعيا أن تقوم ثورة ويتولي رئاسة البلد الفصيل الأكثر تنظيما ..أما عدم مشاركتي في أي حزب فترجع إلي أنني لا أؤمن بفكر أي حزب سياسي حتي الآن.