الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 27 أبريل 2024 12:36 صـ 17 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

منها الثعبان الاقرع ..حقائق وخرافات لاتعرفها عن عذاب القبر

 

يعد عذاب القبر أحد القضايا الخلافية الشائكة بين علماء المسلمين باعتبارها من الأمور الغيبية، وقد ارتبط عذاب القبر علي مر السنين بكثير من الخرافات ومنها الثعبان الاقرع وفيما يلي نستعرض أراء العلماء في هذه القضية:

قطع الشيخ محمد متولي الشعراوي،رحمه الله الشك باليقين عندما كشف في برنامج تلفزيوني حقيقة عذاب في القبر، قائلاً: «لا يوجد عذاب في القبر، لأنه لا عذاب إلا بعد حساب، والحساب حيبقى في الآخرة، إنما القبر بس شُروة الحياة مُنعت من النفس، وشاف نفسه مجندل في التراب، فيعرض عليه عذابه في الآخرة، إن كان صالحًا يعرض عليه العذاب، وإن كان مؤمنًا يعرض عليه الثواب، يقوم طول ما هو شايف الحاجة الحلوة يبقى في سرور، وشايف الحاجة اللي بتنظره في الآخرة يبقى فيه عذاب».

وتابع «الشعراوي»: «يبقى كده عذاب القبر عرض لمنازل الآخرة، ولذلك اقرأ قول الله سبحانه وتعالى في (قوم فرعون): (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ.. غافر (46)».

وأضاف : «الزمن بالنسبة للإنسان يبقى إيه؟ حياته مماته، وبعثه، آل فرعون ما عرضوش في الحياة على النار، خلاص، إذن لم يبق سوى زمنين اثنين، زمان الموت اللي هو البرزخ، وزمان الآخرة، أما زمان البرزخ فقال: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا)، ولما زمان الآخرة قال: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)، يبقى هنا عرض وهنا إدخال، وهذا الفرق بين الاثنين».

واختتم «الشعراوي»: «يعني مثلا، رئيس الجمهورية أو الملك عزمنا، وبعدين دخلنا لقينا موائد جميلة، يبقى ده اللي هاناكله ونفضل مبسوطين لغاية ما نروح ناكل، طيب إذا كان ولد دخل قسم في جريمة، وشاف الفلكة والكرباج والسلسلة والقيد، ولسه ما عملوش فيه حاجة، يبقى معروضة عليه، إذن فيه عذاب».

width="640">

من جانبه أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن عذاب القبر يعني أن هناك تضييقا يتمثل في ضمة القبر، وحساب القبر، والقبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

وقال جمعة، في لقاء سابق مع الإعلامي عمرو خليل ببرنامج "والله أعلم" عبر فضائية "سي بي سي" ، إن القبر إما أن يكون مريحا فسيحا، أو ضيقا لكن مايردد حول وجود الثعبان الأقرع وغيره غير صحيح ولم يرد في السنة، لافتًا إلى أن ما يقال عن عذاب القبر عبارة عن أشياء سمعية ممن نزل عليه الوحي، وهو الرسول الكريم، فنحن لم نمت قبل ذلك.

وأشار المفتي السابق عبر صفحته الرسمية علي الفيسبوك،إلي أن الروح تُرَدُّ في الجسد بهيئة مخصوصة لسؤالها في القبر وتنعيمها أو تعذيبها فيه ، ويُرَدُّ للإنسان من الحواس والعقل والعلم ما يتوقف عليه فهم الخطاب ، ويَتَأَتَّى معه رد الجواب حتى يسأل .

فيسأل الميت بعد تمام الدفن وعند انصراف الناس منكرٌ ونكيرٌ ، وهما ملكان ، يسألانه ثلاث مرات . ويسألان كل أحد بلغته .

يسألانه عن الشهادتين ، وعن توحيده الله ، وعن إيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم .

ويستثنى من السؤال الأنبياء فلا يسألون ، وكذلك شهداء الجهاد في سبيل الله بأنفسهم ، وكذلك الأطفال لعدم تكليفهم .

ثم يُسَلَّطُ على المنافقين والكافرين عذابٌ في القبر ويُضَيَّقُ عَلَيْهِ ، ويُنَعَّمُ المؤمنون والصالحون في قبورهم ويوسع عليهم إلى يوم القيامة .

وليس عسيرا على الله جل جلاله أن يعكس الحياة مرة أخرى على ذرات الجسم سواء كانت مجتمعة في قبر أم موزعة في فلاة أم متفرقة في بطن سبع فيعي بذلك السؤال والجواب ، ويرى المَلَكَ الذي يسأله ، ويكلمه ، وليس مطمع في أن تعلم كيفية ذلك تفصيلا ، فحقائق ما بعد الموت متعلقة بنظام آخر مختلف كل الاختلاف عما قبل الموت .

وأما عذاب القبر ونعيمه فقد أشارت إليه بعض الآيات :

قال تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام : 93]

قال تعالى : (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) [محمد : 27]

قال تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) [غافر : 46]

فلما عطف فيها قوله ويوم تقوم الساعة على غدوا وعشيا علمنا يقينا أن النار التي يعرضون عليها غدوا وعشيا غير التي يعرضون عليها يوم القيامة ، ولا شك أنه واقع ما بين الموت والنشور .

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ : «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ». ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً ، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ ، فَغَرَزَ فِى كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ : « لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا » . صحيح البخاري

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَيُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » . (صحيح البخاري)

وأهل السنة والجماعة وجمهور المسلمين قالوا : إن عذاب القبر ونعيمه يكون للروح والجسد معا ، إذ هو من قبيل الممكن ؛ ولأن ظاهر النصوص الواردة تقتضي ذلك ، ولا حاجة إلى التأويل .

وكل ما جوزه العقل وورد به الشرع من أمور الغيب وجب الإيمان بثبوته بلا تأويل ، كعذاب القبر ونعيمه ، ورد الروح إلى الميت في قبره ، والميزان ، والصراط ، والحوض ، والشفاعة .وهكذا فإن كل ما يتم تداوله عن الثعبان الأقرع وغيرها من الخرافات والإسرائيليات تسربت إلى الدين الإسلامي عبر العصور متأثرة بثقافات الشعوب الأخرى، حيث تم العثور على رسومات تمثلها داخل مجموعة من الأهرامات وقبور الفراعنة الذين عاشوا قبل ظهور الإسلام بآلاف السنين.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.

موضوعات متعلقة