الأزهر يوضح: الصلاة في المساجد التي بها قبور صحيحة بشروط

في ظل تكرار التساؤلات حول مدى صحة الصلاة في المساجد التي تضم قبور أولياء أو رموز دينية، حسم الأزهر الشريف الجدل عبر فتوى صادرة عن الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أوضح فيها الحكم الشرعي لهذه المسألة الحساسة، مؤكدًا أن الصلاة جائزة بشروط شرعية محددة، ما دام القبر لا يُتخذ وسيلة للتبرك أو العبادة.
ويعرض لكم الموجز حكم الصلاة في المساجد التي بها قبور .
الفتوى: الصلاة صحيحة ما لم يُبْنَ المسجد على القبر
أوضح الشيخ عطية صقر في فتواه أن الصلاة في مسجد به قبر لا تكون باطلة طالما لم يُبْنَ المسجد فوق القبر، ولم يُتخذ القبر كقِبلة، أو يتم التوجه إليه تعبديًا، وأضاف أن الخطأ لا يكمن في وجود القبر نفسه، وإنما في النية والاعتقاد عند أداء الصلاة.
التحذير من النية الباطلة والتبرك بالأضرحة
وشدد الشيخ عطية صقر على أن النية بالتبرك أو الاستغاثة بصاحب القبر تُعد من الأخطاء العقدية الجسيمة التي قد تجرّ إلى الشرك، وقال إن النبي ﷺ حذّر منها، واستشهد بحديث:
"ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك" [رواه مسلم].
متى تُكره الصلاة أو تُمنع؟
تُكره الصلاة في حال وُضع القبر أمام المصلين مباشرةً دون فاصل، أو إذا خُشي من أن تُقدَّم الصلاة كعبادة عند الضريح أو كمظهر من مظاهر الغلوّ، وفقًا لما أوضحه الشيخ عطية صقر، أما إذا كان القبر في مكان منفصل أو في غرفة معزولة، فلا حرج في الصلاة شرعًا.
دعوة لصون العقيدة والابتعاد عن الشبهات
ختامًا، دعا الشيخ إلى تحرّي العقيدة الصحيحة، وعدم الانجراف وراء العادات التي تمجّد القبور، مشددًا على أهمية تنقية نية العبادة وجعلها خالصة لله عز وجل دون شريك.
بين التاريخ والواقع: قبور في أشهر المساجد الإسلامية
لفت علماء الأزهر إلى أن وجود القبور داخل بعض المساجد لا يُعد أمرًا مستحدثًا، بل إن التاريخ الإسلامي حافل بأمثلة لذلك، منها وجود قبر النبي محمد ﷺ في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، ومع ذلك، لم يكن القبر في الأصل داخل المسجد، بل أُدخل لاحقًا بعد توسعات معمارية، ويُضرب بذلك مثالًا على ضرورة التمييز بين الواقع التاريخي والنية العقدية، حيث يُراعى فيه المقصد الشرعي وليس فقط الشكل أو المظهر.
اقرأ أيضا : فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. نفحات من البركة رددها كثيرًا