نقابة البيطريين تعلن الحرب على ”الزراعة” وتطالب بوزارة مستقلة

للعام الخامس على التوالى تظل مشكلة 62 ألف بيطري مع وزارة الزراعة حبيسة النفق المظلم، فرغم مطالبة البيطريين بإنشاء وزارة مستقلة لهم إلا أن مطلبهم لم يجد صدى لدى الحكومات المتعاقبة منذ ذلك الوقت، وكل ما تم اتخاذه فى هذا الشأن هو تعيين مساعد لوزير الزراعة لشئون الطب البيطري، والذى تم تهميشه بعد تدخل وزير الزراعة في اختصاصاته.
نقابة البيطريين دخلت فى مواجهة أخرى مع نقابة الصيادلة بسبب سحب تراخيص الدواء البيطري لصالح الصيادلة وهو ما رآه البيطريون بمثابة "سطو" على دورهم
من جانبهم أعد أعضاء نقابة الأطباء البيطريين مذكرة لعرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسي طالبوه فيها بالحفاظ على كرامة الطبيب البيطري، ممن يحاولون إفساد المهنة وإلغاء وجودها.
كما قام عدد من الأطباء البيطريين بمحافظة الغربية، بتدشين حملة تحت عنوان "انتفاضة بيطرية وكرامة طبيب" وذلك للمطالبة باستقلالهم عن وزارة الزراعة، واحتجاجا أيضا على عدم تمثيل الأطباء البيطريين فى جهاز سلامة الغذاء.
ومن ناحيته، قال الدكتور سامي طه، النقيب العام للبيطريين، إن الأطباء البيطريين يعانون بشدة من قرارات وزير الزراعة الذي يسعى دائما لتهميش دورهم، مشيرا إلى أنه سبق وحصل على وعد من مسئولين بالدولة بإنشاء وزارة للطب البيطري لحماية الثروة الحيوانية التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد الأمراض المشتركة، وهي أكثر من 200 مرض، ولم يتم التنفيذ حتى الآن.
وأشار إلى أن الأطباء البيطريين سئموا من ممارسات الوزير الذى قام مؤخراً بخداعهم من خلال تمرير قانون سلامة الغذاء دون عرضه علي النقابة، وهذا يعتبر إهانة قوية لكرامة الطبيب البيطرى، مؤكدا أنهم طالبوا مجلس النواب بضرورة التدخل.
وقال "طه" إنهم لن يقبلوا أن يظلوا تابعين للوزارة التي ساعدت فى تمرير مشروع قانون سلامة الغذاء لصالح وزارة التجارة، أو أن يتبعوا وزارة الصحة بل يريدون الاستقلالية بشكل نهائي ولن يتم التراجع عن هذا المطلب.. مشيراً إلى أنهم فقد يلجأون إلى الإضراب عن العمل بكل المحافظات لحين تحقيق مطلبهم.
وأكد أنه قام بتقديم مذكرات لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والبرلمان بمطالب البيطريين، رغم أنه سبق وقدمها لـ 4 حكومات سابقة ولم يتم الاستجابة لهم.
وفيما يتعلق بطلب نقابة الصيادلة بسحب تراخيص الدواء البيطري لصالحها، شدد "طه" على أنهم لن يسمحوا بحدوث ذلك نظرا لأن الصيدلي لا يعلم كيف يتعامل مع الدواء البيطري وكيف يتم وضع اللقاحات البيطرية مع البشرية في مكان واحد.
وهاجم "طه" نقيب الصيادلة لمحاولته التعدى على اختصاصات البيطريين، قائلا:" النقابة لن تتنازل عن حق أعضائها قانونيا في فتح مراكز بيع الأدوية البيطرية وإدارتها".
وأضاف الدكتور تامر سمير عضو مجلس النقابة، أن الهدف من إبعاد الأطباء البيطريين من رقابة الأغذية وسلامة الغذاء هو لصالح رجال الأعمال والمستوردين للحوم فهم من يتحكمون في أسعار اللحوم والألبان، مؤكدين أن الطب البيطري هو المختص برقابة اللحوم والأغذية والألبان.
وأكد أن مطالب البيطريين ليست فئوية، بل تأتى فى إطار السعي من أجل إعلاء مهنة الطب البيطرى، وتحسين مستوى الخدمات للحفاظ على صحة المصريين، لافتا إلى أنهم أعدوا مذكرة لعرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسي يطالبونه فيها بالحفاظ على كرامة الطبيب البيطري، ممن يحاولون إفساد المهنة – على حد قوله-.
وفى نفس السياق، أوضح الدكتور خالد العمرى، المرشح على منصب النقيب العام للأطباء البيطريين، أن وزير الزراعة يتعمد إهدار كرامة الطبيب البيطرى، لأن "المجاملات" لديه تتم على حساب كل شيء، مشيرا إلى أنهم لا يحصلون على حقوقهم على الإطلاق، فهناك أطباء تخرجوا فى كلية الطب البيطري ولا يعملون في هذا المجال لسوء الأوضاع.
وقال إن الطبيب البيطري صديق الفلاح لأنه يعمل دائما للحفاظ على سلامة الغذاء والثروة الحيوانية، كما أن الطب البيطري أعلى استثمار للدولة ولكن إذا تم استغلاله بطريقة صحيحة.
وحول مطلب الصيادلة بسحب تراخيص الأدوية من الطبيب البيطرى، قال "العمرى" إن الصيدلي إذا أراد بيع هذه الأدوية عليه أن يتعلم أولا كيف يبيعها، لوجود طرق محددة للتعامل بها مع الحيوانات، تختلف عن طريق الدواء لدى البشر، مشيرا إلى أن بيع هذه الأدوية من حق الأطباء البيطريين فقط لأنها من اختصاصهم ولا يجوز التعدى عليها.