”الرهبنة في الميزان”.. قصة الكتاب الذى تسبب فى عدم الصلاة على جثمان مؤلفه

أرشيفية
أرشيفية
خاضت الكنيسة الأرثوذكسية خلال الفترة الماضية معارك ضارية ضد العديد من الكتب والمؤلفين بدعوي أن مؤلفاتهم تخالف التعاليم المسيحية من ناحية وتهاجم وتحرض الأقباط علي رأس الكنيسة والسلطان الكهنوتي من ناحية أخري.. وفي هذا الإطار تحركت الكنيسة كعادتها فى اتجاهين، الأول يتمثل في التحذير من تلك الكتب ومنع تداولها فى الكنائس والمكتبات التابعة للكنيسة، والثاني هو الرد على ما أتى بها من أخطاء.
"الرهبنة في الميزان" أحد هذه الكتب التى اثارت الرأى العام لصاحبه القس إبراهيم عبد السيد, أشهر الكُتاب الذين مُنعت كتبهم من التداول داخل الكنيسة وحظر عرضها في معرض الكتاب القبطي، ووصل الأمر إلى إصدار قرار من البابا الراحل شنودة الثالث، بعدم الصلاة على جثمانه.
كانت البداية بمحاولة تكفيره والتشكيك في إيمانه ، بسبب دعوة أطلقها في مقال له نُشر بجريدة "الأخبار" ، بتاريخ 5/3/1999، يحمل عنواناً "لا للتبني الوثني، نعم للتكافل الإسلامي"، وتسبب هذا المقال بهجوم حاد من الكنيسة عليه.
وقد زاد الخلاف بينه وبين البابا شنودة الراحل عام ١٩٩٢، بسبب العديد من مؤلفاته ومنها "البدع والهرطقات خلال عشرين عاماً"، و"المحاكمات الكنسية"، و"أموال الكنيسة من أين؟ وإلى أين؟"، و"المعارضة من أجل الإصلاح الكنسى"، و"البطريرك المقبل ممن يُختار؟ ومن الذى يختاره؟ وكيف؟"، و"متى يعود الحب المفقود فى الكنيسة القبطية؟"، و"أموال الكنيسة من يدفع؟ ومن يقبض؟"، و"الإصلاح الكنسى عبر العصور"، و"الإرهاب الكنسى"، و"الخطبة والزواج عند المسيحيين رؤية واقعية".
ومن أبرز الكتب التي أثارت غضب البابا كتاب "الرهبنة في الميزان" حيث أكد فيه أن الرهبنة بدعة وصناعة بشريه، ولا يوجد نص في الانجيل يدعوا الي الانعزال وترك الدنيا، وأيضا كتاب "المحاكمات الكنسية" والذي تناول فيه المحاكمات الكنسية التى تتم ضد كل من يختلف مع البابا، بلا سند قانوني أو لوائحي.
وتم إيقاف "عبدالسيد" عن الخدمة حيث كان راعي لكنيسة المعادي، إلا أنه لم يُشلح، وذلك لعدم وجود اتهامات محدّدة يمكن توجيهها إليه، لكن بعد وفاته عام ١٩٩٩، اتخذ البابا قراراً بمنع الصلاة عليه فى أىٍّ من الكنائس التابعة للبطريركية، وأغلقت كنيسة العذراء بأرض الجولف أبوابها فى وجوه مشيعيه، ولم تجد أسرته فى النهاية سوى حمل جثمانه والصلاة عليه فى كنيسة المدافن.
تم نسخ الرابط