اقتصاديون يطالبون الرئيس الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والاعتماد على الكفاءات

أكد عدد من خبراء الاقتصاد أن هناك عدة إجراءات يجب أن يتخذها الرئيس السيسى للحفاظ على شعبيته وضمان الفوز فى الانتخابات الرئاسية القادمة منها ضبط الأسعار لحماية محدودى الدخل والاهتمام بالملف الضريبى، ووضع المشروعات الصغيرة والمتوسطة على رأس أولوياته، لأنها تُساعد على حل مشكلة البطالة، وتمكين الشباب.
وأضافوا أن مجلس النواب تسبب فى زيادة غضب المصريين من الرئيس السيسى حيث أن أدائه أقل من المستوى المطلوب ويفتعل الأزمات ولا يقوم بدوره المنشود، مشيرين إلى أن الفريق الرئاسى للرئيس يحتاج إلى التغيير وإعادة تشكيل من أهل الخبرة والكفاءة، والشباب.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، خالد الشافعى إن الرئيس السيسى عمل على توحيد الصف وحماية المصريين من الأزمات الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى وضع مصر على خريطة الاستثمار العالمية، فضلًا عن توفير مناخ آمن يُساعد على الاستثمار مما ساعد على رفع التصنيف الائتمانى لمصر وما ترتب عليه من منح صندوق النقد الدولى القرض لنا.
وأوضح أن الشعب يتطلع إلى مزيد من الإجراءات التي تُحقق الأمان الاقتصادى، ومن ثم فإن هناك عدة إجراءات يجب أن يقوم بها الرئيس السيسى للحفاظ على ما تبقى من شعبيته لضمان الفوز فى الانتخابات الرئاسية القادمة، على رأسها ضبط الأسعار حتى تكون فى متناول الجميع خاصة المواطن البسيط، إضافة إلى ضرورة ضبط الأسواق من خلال سن قوانين رادعة لكل من يحتكر السلع الأساسية.
وشدد "الشافعي" على ضرورة أن يُتابع الرئيس الإجراءات الخاصة بتطوير منظومة الدعم، والتأكد من وصوله لمستحقيه، بالإضافة إلى عمل برامج حماية اجتماعية إضافية خاصة أن برنامج تكافل وكرامة غير كاف لحماية محدوى الدخل.
وأوضح الخبير الاقتصادى أن عدم الاهتمام بالملف الضريبى يعتبر من الأخطاء التى وقع فيها الرئيس السيسى خلال السنوات الثلاثة الماضية، لأن الضرائب تعتبر المحرك الأول والأخير لجذب مزيد من الاستثمارات، وسد عجز الموازنة العامة للدولة، متابعًا أنه برغم صدور قرار بإنشاء المجلس الأعلى للضرائب إلا أنه لم يُفعل، وبالتالي من الضروري الاهتمام بالملف الضريبى وتنقيحه، وتوحيد قوانين الضرائب لسد عجز الموازنة بحرفية وبشكل يُحقق العدالة الاجتماعية.
وأشار "الشافعى" إلى أنه لم يتم الاهتمام بمشكلة المصانع المغلقة وكذلك المشروعات الصغيرة والمتوسطة بشكل كاف حتى الآن، وبالتالي من الضروري بذل مزيد من الجهد فى هذا الإطار، وتحديد الأهداف والأولويات للوصول إلى النتائج التى تدعم الاقتصاد القومى من خلال تقليل الاستيراد، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الزراعية، والصناعية.
ولفت "الشافعى" إلى أن أداء مجلس النواب ضعيف، كما أنه لم يقوم بالدور المنوط به، وأكبر مثال على ذلك هو أنه لم يسن تشريعات لإيقاف محتكري الأسعار، موضحًا أن مجلس النواب يفترض أن يكون له خريطة ورؤية وبرنامج عمل محدد بالاتفاق مع الحكومة ليشعر المواطن البسيط بالتغيير.
وقال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدي المصري الاقتصادي والاستراتيجي، إن أهم خطأ وقع فيه الرئيس السيسى هو عدم الاستعانة بالكفاءات، حيث أن المجلس الاستشارى الاقتصادى لم يتضمن كفاءات، وأهل خبرة نستطيع الاعتماد عليهم للنهوض بالوضع الاقتصادى، مما أثر بالسلب على شعبيته.
وناشد الخبير الاقتصادى بضرورة استعانة الرئيس السيسى بأصحاب الخبرة والكفاءة، بالإضافة إلى ضرورة إجراء تغيير وزارى عاجل خاصة لوزراء قطاع الأعمال العام، والصحة، والسياحة، والهجرة، والقوى العاملة، والتجارة والصناعة، والاستعانة بمن لديهم مصداقية لدى المصريين.
وأشار رئيس المنتدي المصري الاقتصادي والاستراتيجي إلى أن مجلس النواب تسبب فى غضب المصريين من الرئيس السيسى، حيث أن المجلس لم يقم بالدور المنشود، ولم يُحسن بنية الاستثمار، كما أنه لم يُحدث نقلة فى المجتمع، بل على العكس يعمل على سن قوانين من شأنها زيادة الرسوم على المواطنين، وتكبيلهم بالأعباء.
وأكد الخبير الاقتصادى أن الفريق الرئاسى للسيسى يحتاج إلى تغيير، وإعادة تشكيل بحيث يتم الاستعانة بأهل الخبرة من المتخصصين، بجانب الشباب الذى يوجد لديه الحماس.
وفى نفس الصدد، قالت الدكتورة يمن الحماقي، استاذ ورئيس قسم الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن الرئيس السيسى عليه مراجعة أولويات التحرك الاقتصادى فى المرحلة الراهنة، وتوسيع دائرة المصريين من النشاط الاقتصادى، ووضع إطار للعلاقة بين المشروعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة، بحيث يحدث توازن فى الإنفاق على المشروعات.
وأوضحت "لدينا تضخم مرعب لم نصل له من قبل، كما أن الدين العام متفاقم، ولابد من تحديد أولويات التحرك الاقتصادى حتى يشعر المصريون بثمار النمو".
ولفتت إلى أن عدم وجود رؤية قومية للمستقبل تعتبر من الأخطاء التى وقع فيها الرئيس السيسى، مضيفه أن رؤية 2030 تعتبر ضعيفة وليس واضحة.
وتابعت أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتخصيص 200 مليار جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة لم تقم بدورها الفعال، مطالبه بضرورة أن يُتابع الرئيس تفعيل المبادرة على أرض الواقع، ووضعه رؤية واضحة وأدوات فاعلة لتفعيلها، فضلًا عن ضرورة إنشاء هيئة مستقلة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأكدت أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد بجامعة عين شمس أن الفريق الرئاسى يحتاج إلى تغيير، ومطالبه بضرورة أن يقوم الرئيس السيسى بتشكيل مجموعة اقتصادية قوية توضح له التحديات وأولويات التحرك الاقتصادى.
وأشارت إلى أن مجلس النواب تسبب فى زيادة غضب المصريين من الرئيس، حيث أن المجلس أقل من المستوى، ويخلق الأزمة ويبدأ فى علاجها، ومن المفترض أن دوره تجنب الأزمات، مضيفة أنه لا توجد موائمات سياسية بين نواب البرلمان بالقدر المطلوب، ولا توجد مجموعة قويه داخل المجلس.