شبكة المصاهرات بين الملوك والرؤساء العرب

على مر التاريخ السياسى العربى، ظلت العلاقات الاجتماعية بين الملوك والرؤساء العرب وسيلة لتحقيق أهداف سياسية وعلاقات استراتيجية للعائلات المالكة فى الدول المختلفة لضمان الاستمرار والاستقرار على سدة الحكم أطول فترة ممكنة.. وظلت الخلافات السياسية بين الملوك والرؤساء العرب بعيدة عن العلاقات الاجتماعية بين العائلات الحاكمة وهو ما اتضح مؤخرا فى الانقلاب القطرى على ملوك وأمراء الخليج وسخرية بعض المسئولين فى النظام القطرى من المملكة العربية السعودية، ما كان دافعا لعائلة "آل ثان" التابعة لأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثان، للتبرؤ من الرسوم المسيئة للمملكة العربية السعودية وقدمت اعتذارها للشعبين السعودى والاماراتى، حفاظا على العلاقات الاجتماعية بينها وبين العائلات المالكة فى دول الخليج.
التاريخان المصرى والعربى حافلان بالزيجات السياسية، التى عقدت خصيصا فى بعض الاحيان لزيادة أواصر الصلة بين العائلات المالكة، ففى مصر قديما تزوجت شجرة الدر التى جلست على عرش مصر بعد وفاة زوجها السلطان الأيوبى نجم الدين أيوب، من عز الدين أيبك، أحد قادة المماليك، وذلك بعد أن لاقت معارضة شديدة من الخليفة العباسى، والأيوبيين فى الشام، ومن علماء الأزهر، المعارضون لتولى امرأة مقاليد الحكم، وحديثا، وتحديدا فى عام 1938، قرر شاه إيران، رضا بهلوى، مصاهرة الأسرة العلوية الحاكمة فى مصر، والتى كانت تعد وقتها أعرق العائلات الحاكمة فى الشرق الأوسط، لإنعاش شعبيته وزيادة نفوذه على المستويين الدولى والمحلى، فطلب من فاروق الأول، ملك مصر، خطبة أخته الأميرة فوزية لابنه وولى عهده، محمد وتم الزواج بالفعل عام 1939، رغم اختلاف المذهب الدينى بينهما، وجلس محمد رضا بهلوى على عرش أبيه بعد عامين من زواجه، وأنجب من فوزية ابنتهما "شاهيناز"، لكن تقارير سرية تلقاها فاروق من إيران أفادت بأن أخته تعيش حياة تعيسة لا تليق بها فى بلاط الشاه، وأنها تحب مدرب الخيول الذى يدربها، فقرر أن يطلقها منه، ودعم ذلك أن هناك من يكيد لها فى القصر لاستيائهم من أن تكون امبراطورة إيران مصرية، ورتب فاروق لزيارة أخته لمصر، ومنع عودتها إلى بلاد فارس، وطلب تطليقها رغم أنف الشاه، ما تسبب فى أزمة سياسية كبيرة بين البلدين.
عربيا، يكتظ التاريخ العربى بالزيجات السياسية، منها ما ذكره كتاب "أقدم أصدقائى العرب"، لجون فانيس، الذى ذكر أن الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، تزوج من 35 سيدة "على الأقل"، إذ كان يطلق واحدة ليتزوج بأخرى، بهدف مصاهرة أكبر قدر من القبائل، ليضمن ولاءها له، كذلك، فإن الأمير السعودى عبدالعزيز بن سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، الملقب بالسامر، متزوج ابنة رئيس الإمارات الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لزيادة العلاقات مع دولة الإمارات.
الزيجات العربية جعلت الملك السعودى، عبدالله بن عبدالعزيز ورفعت الأسد، عمّ الرئيس السورى الحالى، بشار الأسد، عديلان منذ الثمانينيات؛ إذ إن إحدى زوجات الملك عبدالله أخت زوجة رفعت الأسد، وحديثا، وفى يوليو 2011، أُعلن زواج الأمير خالد نجل ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، بالأميرة سحاب، ابنة العاهل السعودى الراحل عبدالله بن عبد العزيز، وذلك بعد اشهر قليلة من إرسال الرياض قوات مسلحة إلى المنامة للسيطرة على الاوضاع الامنية والمظاهرات الداعية إلى إسقاط حكم آل خليفة، تحت مظلة قوات درع الجزيرة فى مارس 2011.
ولمواجهة المد الشيعى، تحالف سنة لبنان مع السعودية، وذلك عن طريق زواج الأمير طلال بن عبدالعزيز، شقيق ملك السعودية السابق، بمنى رياض الصلح، ابنة الزعيم السنى اللبنانى رياض الصلح، أول رئيس وزراء للبنان بعد الاستقلال.
عائلة بن على القطرية
كشف "جيه. إي. بيترسون"، فى دراسة له بعنوان "الحكام والتجار والشيوخ فى السياسة الخليجية": وظيفة من وظائف الشبكات العائلية بين الدول العربية، مستندا الى ما تم فى 1972 بقطر، حيث تمت الإطاحة بالشيخ أحمد بن على بن جبر آل ثان، الذى كان قد تولى حكم قطر منذ 1960 حتى 1972، لمصلحة ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد، ليعيش بن على فى دبى، بفضل زواجه من مريم بنت راشد بن سعيد آل مكتوم، ابنة حاكم دبى وقتها، وأخت حاكم دبى الحالى محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكدا أن التحالف بين آل مكتوم وآل ثان كان سابقاً على ذلك، فالزواج من مريم كان ضمن تحالف العائلتين سياسياً، إذ كانت دبى تابعة لإمارة قطر فى عهده قبل انضمامها لاتحاد الإمارات العربية عام 1971.
فى عام 1977 بويع حمد بن خليفة آل ثان ولياً لعهد قطر، وهو العام نفسه الذى تزوج فيه موزة بنت ناصر المسند، المعارض القوى لحكم آل ثان لقطر، لتستقر الأمور لآل ثان فى الحكم، ويتوقف ناصر عن المعارضة.. ليطيح بعدها حمد بوالده خليفة بن حمد من الحكم عام 1995، بتدبير من موزة، التى ولّت أيضاً ابنها تميم مقاليد الحكم، عام 2013.
الامارات والأردن
تتصدر الإمارات قائمة الدول العربية التى ترتبط بمصاهرات بين أفراد من عائلتها الحاكمة وجوارها من الدول العربية وخصوصا دول الخليج العربى، ففى عام 2004، فوجئ الجميع بزواج الأميرة هيا ابنة ملك الأردن الراحل، الحسين بن طلال، وأخت الملك عبدالله بن الحسين غير الشقيقة، من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، وحاكم دبى، الذى يكبرها بربع قرن، دون احتفال، وداخليا، تزوجت منال ابنة محمد بن راشد آل مكتوم، من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، لتزيد العلاقات الاسرية بين أكبر عائلتين حاكمتين متنافستين فى الإمارات قوة ومتانة، خاصة أن بن زايد هو ابن رئيس الإمارات السابق، وعائلته تحكم أبوظبى وتترأس البلاد، ومنال هى بنت حاكم دبى ونائب رئيس البلاد، والزواج يقوى من متانة دولة الإمارات القائمة على النظام الفيدرالى.
آل سعود ليسوا الداعمين فقط لآل خليفة عن طريق المصاهرة، ففى سبتمبر 2009 تزوج ناصر بن حمد آل خليفة، من "شيخة"، ابنة محمد بن راشد، حاكم دبى، وبهذا النسب صار ملك البحرين مرتبط عائلياً بملك الأردن أيضاً، فهو صهر حاكم دبى.
ملك المغرب
فى عام 1961، تزوجت لمياء، ابنة رياض الصلح، من الأمير عبدالله العلوى، ابن ملك المغرب محمد الخامس، وعم الملك الحالى محمد السادس، لترتبط العائلة الملكية المغربية بالعائلة الحاكمة السعودية عن طريق أسرة آل الصلح اللبنانية.
العلاقات السعودية المغربية، كانت سببا فى انحياز السياسة السعودية للمغرب ضد الجزائر فى قضية الصحراء الغربية، وقادت دول مجلس التعاون الخليجى لاتخاذ موقف داعم للقضية.
التاريخان المصرى والعربى حافلان بالزيجات السياسية، التى عقدت خصيصا فى بعض الاحيان لزيادة أواصر الصلة بين العائلات المالكة، ففى مصر قديما تزوجت شجرة الدر التى جلست على عرش مصر بعد وفاة زوجها السلطان الأيوبى نجم الدين أيوب، من عز الدين أيبك، أحد قادة المماليك، وذلك بعد أن لاقت معارضة شديدة من الخليفة العباسى، والأيوبيين فى الشام، ومن علماء الأزهر، المعارضون لتولى امرأة مقاليد الحكم، وحديثا، وتحديدا فى عام 1938، قرر شاه إيران، رضا بهلوى، مصاهرة الأسرة العلوية الحاكمة فى مصر، والتى كانت تعد وقتها أعرق العائلات الحاكمة فى الشرق الأوسط، لإنعاش شعبيته وزيادة نفوذه على المستويين الدولى والمحلى، فطلب من فاروق الأول، ملك مصر، خطبة أخته الأميرة فوزية لابنه وولى عهده، محمد وتم الزواج بالفعل عام 1939، رغم اختلاف المذهب الدينى بينهما، وجلس محمد رضا بهلوى على عرش أبيه بعد عامين من زواجه، وأنجب من فوزية ابنتهما "شاهيناز"، لكن تقارير سرية تلقاها فاروق من إيران أفادت بأن أخته تعيش حياة تعيسة لا تليق بها فى بلاط الشاه، وأنها تحب مدرب الخيول الذى يدربها، فقرر أن يطلقها منه، ودعم ذلك أن هناك من يكيد لها فى القصر لاستيائهم من أن تكون امبراطورة إيران مصرية، ورتب فاروق لزيارة أخته لمصر، ومنع عودتها إلى بلاد فارس، وطلب تطليقها رغم أنف الشاه، ما تسبب فى أزمة سياسية كبيرة بين البلدين.
عربيا، يكتظ التاريخ العربى بالزيجات السياسية، منها ما ذكره كتاب "أقدم أصدقائى العرب"، لجون فانيس، الذى ذكر أن الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، تزوج من 35 سيدة "على الأقل"، إذ كان يطلق واحدة ليتزوج بأخرى، بهدف مصاهرة أكبر قدر من القبائل، ليضمن ولاءها له، كذلك، فإن الأمير السعودى عبدالعزيز بن سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، الملقب بالسامر، متزوج ابنة رئيس الإمارات الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لزيادة العلاقات مع دولة الإمارات.
الزيجات العربية جعلت الملك السعودى، عبدالله بن عبدالعزيز ورفعت الأسد، عمّ الرئيس السورى الحالى، بشار الأسد، عديلان منذ الثمانينيات؛ إذ إن إحدى زوجات الملك عبدالله أخت زوجة رفعت الأسد، وحديثا، وفى يوليو 2011، أُعلن زواج الأمير خالد نجل ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، بالأميرة سحاب، ابنة العاهل السعودى الراحل عبدالله بن عبد العزيز، وذلك بعد اشهر قليلة من إرسال الرياض قوات مسلحة إلى المنامة للسيطرة على الاوضاع الامنية والمظاهرات الداعية إلى إسقاط حكم آل خليفة، تحت مظلة قوات درع الجزيرة فى مارس 2011.
ولمواجهة المد الشيعى، تحالف سنة لبنان مع السعودية، وذلك عن طريق زواج الأمير طلال بن عبدالعزيز، شقيق ملك السعودية السابق، بمنى رياض الصلح، ابنة الزعيم السنى اللبنانى رياض الصلح، أول رئيس وزراء للبنان بعد الاستقلال.
عائلة بن على القطرية
كشف "جيه. إي. بيترسون"، فى دراسة له بعنوان "الحكام والتجار والشيوخ فى السياسة الخليجية": وظيفة من وظائف الشبكات العائلية بين الدول العربية، مستندا الى ما تم فى 1972 بقطر، حيث تمت الإطاحة بالشيخ أحمد بن على بن جبر آل ثان، الذى كان قد تولى حكم قطر منذ 1960 حتى 1972، لمصلحة ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد، ليعيش بن على فى دبى، بفضل زواجه من مريم بنت راشد بن سعيد آل مكتوم، ابنة حاكم دبى وقتها، وأخت حاكم دبى الحالى محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكدا أن التحالف بين آل مكتوم وآل ثان كان سابقاً على ذلك، فالزواج من مريم كان ضمن تحالف العائلتين سياسياً، إذ كانت دبى تابعة لإمارة قطر فى عهده قبل انضمامها لاتحاد الإمارات العربية عام 1971.
فى عام 1977 بويع حمد بن خليفة آل ثان ولياً لعهد قطر، وهو العام نفسه الذى تزوج فيه موزة بنت ناصر المسند، المعارض القوى لحكم آل ثان لقطر، لتستقر الأمور لآل ثان فى الحكم، ويتوقف ناصر عن المعارضة.. ليطيح بعدها حمد بوالده خليفة بن حمد من الحكم عام 1995، بتدبير من موزة، التى ولّت أيضاً ابنها تميم مقاليد الحكم، عام 2013.
الامارات والأردن
تتصدر الإمارات قائمة الدول العربية التى ترتبط بمصاهرات بين أفراد من عائلتها الحاكمة وجوارها من الدول العربية وخصوصا دول الخليج العربى، ففى عام 2004، فوجئ الجميع بزواج الأميرة هيا ابنة ملك الأردن الراحل، الحسين بن طلال، وأخت الملك عبدالله بن الحسين غير الشقيقة، من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، وحاكم دبى، الذى يكبرها بربع قرن، دون احتفال، وداخليا، تزوجت منال ابنة محمد بن راشد آل مكتوم، من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، لتزيد العلاقات الاسرية بين أكبر عائلتين حاكمتين متنافستين فى الإمارات قوة ومتانة، خاصة أن بن زايد هو ابن رئيس الإمارات السابق، وعائلته تحكم أبوظبى وتترأس البلاد، ومنال هى بنت حاكم دبى ونائب رئيس البلاد، والزواج يقوى من متانة دولة الإمارات القائمة على النظام الفيدرالى.
آل سعود ليسوا الداعمين فقط لآل خليفة عن طريق المصاهرة، ففى سبتمبر 2009 تزوج ناصر بن حمد آل خليفة، من "شيخة"، ابنة محمد بن راشد، حاكم دبى، وبهذا النسب صار ملك البحرين مرتبط عائلياً بملك الأردن أيضاً، فهو صهر حاكم دبى.
ملك المغرب
فى عام 1961، تزوجت لمياء، ابنة رياض الصلح، من الأمير عبدالله العلوى، ابن ملك المغرب محمد الخامس، وعم الملك الحالى محمد السادس، لترتبط العائلة الملكية المغربية بالعائلة الحاكمة السعودية عن طريق أسرة آل الصلح اللبنانية.
العلاقات السعودية المغربية، كانت سببا فى انحياز السياسة السعودية للمغرب ضد الجزائر فى قضية الصحراء الغربية، وقادت دول مجلس التعاون الخليجى لاتخاذ موقف داعم للقضية.