الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الجمعة 29 مارس 2024 04:00 مـ 19 رمضان 1445 هـ
أهم الأخبار

رهام عبدالله عضو مرصد الأزهر: ”جوجل” و”فيس بوك” يُساعدان في إعادة تأهيل المتطرفين

رهام عبدالله
رهام عبدالله

قالت الدكتورة، رهام عبدالله، مشرفة وحدة الرصد باللغة الأردية، في مرصد الأزهر، إنَّ وسائل مكافحة التطرف متعددة ولا تقتصر على الوسائل العسكرية فقط.. مشيرة إلى أن المواجهة الإعلامية تسلط الضوء على قضية الإرهاب وكذلك المواجهة الفكرية بتفنيد فكر المتطرفين وأيديولوجياتهم وتوعية الشعوب بعدم صحتها وأنها ليس لها أي أساس ديني بل تتنافى مع مبادئ جميع الأديان ومع الفطرة البشرية السليمة.
وأضافت "عبدالله" لـ"الموجز" أنَّه يمكن إعادة تأهيل المتطرف وتحويله من أداة لهدم البشرية والإفساد في الأرض إلى أداة بناء وتعمير وإصلاح في الأرض، عن طريق إخراج مواطن صالح للمجتمع، وهذا ما فعلته مؤسسة "جين نيكست" غير الهادفة للربح التي اتخذت من بناء الإنسان وسيلة لمكافحة التطرف وصناعة السلام، حيث تعمل على برنامج، أهلت من خلاله أكثر من 100 متطرف أوروبي منذ عام 2008.
وتابعت: "جوجل" و"فيس بوك" يدعمان هذه المنظمة وتقوم بشكل أساسي على إعداد برامج تأهيلية لمن يحمل أفكارًا جهادية متطرفة، حيث تتعاون معهما في مكافحة غرف الدردشة التي يتم عبرها نشر محتوى متطرف؛ كما يقوم العاملون بها والبالغ عددهم 20 فردًا بتسجيل مقاطع فيديو مضادة للأفكار الجهادية، وذلك من أجل استهداف الجهادين ببرامجهم المضادة، وإرسال متطرفين سابقين تم تأهيلهم، كما تتعاون هذه المنظمة مع معهد لندن للحوار الاستراتيجي وكذلك موقع jigsaw ونجحوا بالفعل في تأهيل 450 متطرفًا حتى الآن.
واستطردت: النهج الذي نهجته المؤسسة من إعادة تأهيل المتطرف وإخراج فرد صالح للمجتمع عن طريق خلق مجتمع افتراضي يعمل على تبادل الأفكار وتصحيح المفاهيم وإرساء قيم التعايش السلمي ليس ببعيد عن المبادئ الإسلامية السمحة التي تقر بأن الأصل في الكون هو الإنسان وهو خليفة لله في الأرض بالإصلاح والتعمير وليس بالقتل والهدم، إذ إنه كما أن هناك المفسد هناك المصلح الذي لولا وجوده لفنيت الأرض ومن عليها، فالأرض يرثها عباد الله الصالحون المصلحون في الأرض، كما أن الاختلاف هو سنة كونية أكد عليها القرآن الكريم، فهو ليس سببًا للعنف بل هي سبيل للتعارف والتعايش والتراحم، وإنكار هذا الاختلاف ورفضه هو ما يفضي إلى العنف، وهذا بعيد كل البعد عن الإسلام الذي أقر هذا الاختلاف وحث على التعايش مع وجوده.
وأشارت إلى أنَّ الأزهر الشريف، أكد هذا المعنى في كلمته بالملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم 2017، التي نصت على أنَّ الإسلام يقوم على مبادئ ثابتة وأُسس واضحة تُقر المواطنةَ والتعايش السلمي وقَبول الآخر، وهي مبادئ ساميةٌ تخدم الأهداف الإنسانية وتحقق المصالح البشرية المشتركة، وأهمُّها ترسيخ الاستقرار، واستتباب الأمن، وتعزيز السلم، وردع العدوان، والتصدي للظلم والاضطهاد، شريطةَ أن تكون هذه المبادئ قائمةً على أسسِ الاحترام المتبادَل بين أصحاب الديانات المختلفة والثقافات المتنوعة، بما يدعم تقدم الأوطان ورُقيَّها، ويخدِم القضايا الإنسانية العادلة، ويرسخ قيمَ الخير والعدل والمساواة، ولا يؤدي إلى انتهاك حقوق الآخر، أو الاعتداءِ على معتقداته، أو إيذاء مشاعره، أو الإساءة لمقدساته، أو تشويه تاريخه وحقائق دينه.
وأوضحت أنَّ هناك حالات اعتنقت فكر "داعش" وعادت بعد لقاءات المؤسسة معهم، قائلة: "هانا" سيدة بريطانية من أصل هندي، انضمت إلى جماعة إسلامية مسلحة عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، كانت هندوسية الأصل وبدأت دراسة الإسلام خلال عامها الأول في جامعة لندن، وبناء على اقتراح من زميلها رشاد علي، حضرت اجتماعًا لجماعة "حزب التحرير" وهو تكتل سياسي إسلامي يدعو إلى إعادة إنشاء دولة الخلافة الإسلامية وتوحيد المسلمين جميعًا تحت مظلة دولة الخلافة.
وتضيف: ثبت فيما بعد تورطها في عمليات قتل ودعوات للجهاد، وبعد عدة لقاءات مع جماعة "حزب التحرير" اعتنقت الإسلام وتركت وظيفتها في إحدى شركات الأعمال الدولية؛ لتصبح خادمة تعمل عند امرأة تنتمي إلى جماعة "حزب التحرير"، كما توقفت عن ارتداء الملابس الغربية، حيث تقول "هانا" "لقد كانوا في الأساس يقومون بعمليات غسل العقول".
وأوضحت: كانت "هانا" مسئولة عن تجنيد الآخرين في الجامعات والمساجد، وفي نهاية المطاف أصبحت مسئولة عن فرع جماعة "حزب التحرير" في غرب لندن، حيث أشرفت على انضمام 20 متطرفًا للحزب، غير أن فكرة الموت تحت مسمى الجهاد دفعتها لإعادة التفكير في هذه الجماعة ومن ثم تركتها.
وذكرت: وبعد فترة وجيزة التقت "هانا" بـ"علي" للمرة الثانية وهو اللقاء الذي غير حياتها بشكلٍ جذري، حيث أخبرها أنه انشق أيضًا عن "حزب التحرير" لأنه أصيب بخيبة أمل من أيديولوجيته المتطرفة، وبدأ في تقديم النصائح للجهاديين الذين يحتاجون المساعدة عبر الإنترنت بشكل شخصي عبر منظمة "جين نيكست"، تقول عنها "هانا" أنها منظمة لأولئك الذين "تعرضوا لمواقف مشابهة"، وقامت "هانا" على الفور بالتطوع في المنظمة عام 2013.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.