الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الأحد 19 مايو 2024 12:09 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار
تقدم 28 جامعة مصرية في تصنيف التايمز العالمي للجامعات الناشئة 2024 (انفوجراف) قمة مصر الدولية.. تعاون بين «الرقابة النووية» ومركز طوارئ الحاسبات والشبكات افتتاح فعاليات مؤتمر «صنع السياسات الاقتصادية فى وقت تزايد المخاطر وعدم اليقين» بجامعة القاهرة حظك اليوم الأحد 19 مايو 2024.. الأسد يحتاج الصبر والجوزاء يجدّد أفكاره البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 55 مليار دولار اليوم رفض ارتداء القميص فغاب عن الجولة الأخيرة.. ماذا قدم مصطفى محمد مع نانت في الدوري الفرنسي؟ تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي بعد تعرضه لحادث سير بث مباشر مباراة أرسنال وإيفرتون في قمة الدوري الإنجليزي حظك اليوم الأحد 19 مايو 2024.. الميزان يفتح صفحة جديدة والعذراء يحقق هدفه أسعار الخضروات اليوم الأحد 19-5-2024 في سوق العبور حظك اليوم الأحد 19 مايو 2024.. الثور يبحث عن شريك حياة والجدي يراجع قرارته «خلي بالك قبل ما تروح الماتش».. 4 تنبيهات هامة من الهيئة العامة لاستاد القاهرة قبل نهائي الكونفدرالية

أقباط مصر يحجون لدير المحرق بأسيوط بديلاً عن القدس المحتلة

أقباط مصر
أقباط مصر

"اذهب إلي دير السيدة العذراء المحرق فهو القدس الثانية".. هكذا رد الأنبا غبريال أسقف بني سويف عندما سأله أحد الأقباط عن رغبته في الحج إلي القدس وإن ابنته تتجهز للزواج وأنها تريد الذهاب إلى هناك للتبرك.
ولا تعد هذه المرة الأولي التي يطلق فيها علي هذا المكان اسم "القدس الثانية"، حيث تعود هذه التسمية إلي عدة قرون مضت عندما أراد الأحباش أن يعيشوا الحياة الرهبانية في أورشليم بفلسطين ولم يتمكنوا من ذلك فعاشوا في هذا الدير الذي يقدسون ترابه باعتبار أن السيد المسيح سار عليه بأقدامه وفيه استقرت العائلة المقدسة قرابة 6 شهور و5 أيام، وهذه هى أطول فترة مكثتها العائلة المقدسة فى مكان واحد خلال رحلتها بين أرجاء مصر، كما أنه به أقدم كنيسة على الإطلاق، وهى الكنيسة الوحيدة التى دشنها المسيح مع تلامذته.. حول حقيقة الحج إلي القدس الثانية في مصر ومدي صحته داخل العقيدة المسيحية وغيرها من الأسرار التي ارتبطت بدير السيدة العذراء المحرق تأتي تفاصيل هذه السطور.
يعد دير السيدة العذراء من أهم المقاصد السياحية في مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر ويقع على بعد حوالي 12 كيلومترا غرب مدينة ومركز القوصية، وعلى مسافة 48 كيلومترا شمال محافظة أسيوط، و327 كيلومترا جنوب محافظة القاهرة.
واشتهر هذا الدير بعدة أسماء أبرزها دير السيدة العذراء مريم، نظرًا لإقامة العائلة المقدسة العذراء مريم وابنها السيد المسيح ويوسف النجار، أثناء هروبهم من فلسطين ولجوئهم إلى مصر.
كما اشتهر دير السيدة العذراء بـ"المحرق"، لأنه كان متاخماً لمنطقة تنمو فيها الحشائش والتي كان يتم التخلص منها عن طريق حرقها ولذا أطلق على المكان المحيط بالدير بالمحرق أو المنطقة المحروقة أو المحترقة، ومع مرور الوقت استقر لقب دير المحرق عليه.
كما عرف بدير قسقام أو دير "جبل قسقام" لأن الدير يقع على سطح جبل أطلق عليه قديما كلمة "قسقام" وهى كلمة فرعونية وتتكون من مقطعين "قُس" وتعنى أسم مدينة اندثرت كانت عاصمة الولاية الـ14 من الولايات الـ 22 التى كان مقسماً بها صعيد مصر؛ والثانية "قام" وهى تختص بالمنطقة التى تقع غرب الولاية الـ14 ومعناها اللانهاية - إلى الأبد ولقرب قام من قُسْ اشتهرت المنطقة والجبل المجاور بقسقام وبالتالى اشتهر الدير بدير جبل قسقام.
بعد أن باركت العائلة المقدسة المنطقة ومكثت بها مدة زمنية تقترب من 185 يوما، تم تشييد الدير وبنيت فيه كنسية العذراء الأثرية وأول مذبح فى العالم وهو الحجر الذى كان يجلس عليه المسيح؛ وبعدها أراد الأحباش أن يعيشوا الحياة الرهبانية فى أورشليم بفلسطين فلم يتمكنوا من السفر إلى هناك فعاشوا بداخل دير السيدة العذراء المحرق كحل بديل.
ويضم دير المحرق 4 كنائس وكنيستين كانتا بالدير ليستا بموجودتين الآن.
وقدم دير المحرق عدة باباوات لخدمة الكنيسة وهم البابا غبريال الرابع البطريرك 86 (1370 ـ 1378م)، وقدم لها أيضاً مع دير الأنبا أنطونيوس ودير أبو فانا البابا متاؤس الأول أو الكبير البطريرك 87 (1378 ـ 1408 م)، وفي القرن الخامس عشر قدم دير المحرق الأنبا متاؤس الثاني البطريرك 90 (1452 ـ 1465 م)، والأنبا يؤانس الثاني عشر البطريرك 93 (1480 ـ 1483 م).
الحجاج الإثيوبيين
من جانبه قال القمص فيلكسينوس المحرقى، المسئول الإعلامي لدير المحرق إن الدير يحيط به سور يبلغ ارتفاعه 12 متراً، ويشبه سور "أورشليم" القديم فى فلسطين، وشيده الأنبا باخوميوس، أول أسقف للدير فى أوائل القرن العشرين.
وتابع: أن كنيسة السيدة العذراء الأثرية تنفرد ببساطة بنائها، بالرغم مما طرأ عليها من تعديلات وترميمات، فهى لا تدخل تحت المنهج العلمى للفن المعمارى فى الآثار القبطية، أو بمعنى آخر، انفردت فى بنائها المعمارى، حيث إنها البيت الذى سكنته العائلة المقدسة، وشكل ككنيسة على مدار 20 قرناً، وهو عمر الكنيسة، وهى عبارة عن بناء بسيط غير متكلف من الطوب اللبن، والحوائط غير منتظمة، ولا توجد عليها أى نقوش زخرفية أو رسومات قبطية.
وأشار المحرقي إلى أن الدير يستقبل رحلات الحجاج الإثيوبيين مرتين سنوياً، لأداء "نصف تقديسة"، عوضاً عن الحج إلى القدس المحتلة، حيث يعتبرون الكنيسة الأثرية فى دير المحرق، بالقوصية فى أسيوط، ثانى أقدس مكان على وجه الأرض بعد القدس، لذا يحرصون على زيارة الدير سنوياً فى شهرى أغسطس ونوفمبر من كل عام، ويتم تجهيز الكنيسة لاستقبالهم، حيث يؤدون الترانيم، وعقب ذلك يلقى القساوسة الإثيوبيون المرافقون لهم العظة الدينية الخاصة بالقداس، ثم يخرجون ويحتفلون بإتمامهم "نصف التقديسة".
وأشار المتحدث الإعلامي إلى أنه يتم الاحتفال سنوياً بذكرى تدشين أول كنيسة باسم السيدة العذراء، خلال الفترة من 19 إلى 29 يونيو من كل عام، موضحاً أن الاحتفالات فى "دير المحرق" تُعد من أكثر المناسبات التى تجذب السائحين، بوصفها واحدة من أشهر المناسبات المسيحية، حيث يزور الدير فى هذه المناسبة أكثر من مليونى زائر، من المسيحيين والمسلمين، من مختلف الأعمار، يتوافدون على مدينة القوصية من جميع محافظات مصر.
من جانبه قال القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية، إن هذا يطلق عليه اسم أورشليم الثانية نظراً لمكانة وقدسية هذا المكان الذي تنبأ عنه الكتاب المقدس في العهد القديم فيما معناه بأنه سيوجد في أرض مصر كنيسة والتي ارتبطت بدير السيدة العذراء، وبمرور الوقت اعتبر دير المحرق بأنه القدس الثانية علي أرض مصر وخاصة أن العائلة المقدسة أقامت فيه فترة بلغت نحو 185يوماً، وهذا ما جعل كثير من الآباء يعتبرونه بديلاً لزيارة الأقباط للقدس المحتلة وينصحون به.
وعن مدي صحة حج الأقباط إلي دير المحرق بديلاً للقدس عقائدياً، قال حليم " القدس ليست من أعمدة المسيحية والأقباط يذهبون إلي هناك بهدف التبارك ولا تمثل الزيارة إلي هذا المكان ركناً أساسياً في العقيدة المسيحية وبالتالي إذا لم يتمكن المسيحي من زيارته فليس هناك مشكلة من ذلك".
وتابع: أما بالنسبة لدير المحرق فهو أيضاً مكان مقدس للتبارك ويستطيع الأقباط أن يقصدوه في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها القدس تحت وطأة الإحتلال الإسرائيلي.. مشيراً إلي أن هذا المكان يتمتع بمواصفات قدسية عظيمة تؤهله لأن يكون من أهم المزارات المسيحية في العالم ولذلك نناشد الدولة بالمساهمة مع الكنيسة للترويج خارجياً إلي هذا الدير وتنظيم برامج سياحية لاستقبال الزائرين من دول العالم.
وقال إن الأقباط في مصر لديهم وعي كافٍ بأهمية ومكانة دير المحرق نتيجة للرحلات الذي تنظمها الكنيسة بشكل دوري إلا أن هذا المكان "مظلوم" بالنسبة للسياحة الخارجية فأعداد الذين يتوافدون إليه سنوياً لا يُقارن بغيره من المزارات الخارجية ونأمل أن ينجح مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة الذي تتبناه الدولة حالياً في تشجيع السائحين للتوافد إلي دير المحرق وأن يحظي بالمكانة التي يستحقها بين مزارات العالم.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.