الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الجمعة 29 مارس 2024 06:50 صـ 19 رمضان 1445 هـ
أهم الأخبار

فقه الدم .. ”قرآن داعش” الذى يستمد منه آياته لقتل المسلمين فى أنحاء العالم

فقه الدم
فقه الدم

>> الكتاب يتكون من 600 صفحة ويحتوى على 20 فصلا جميعها تحث على قتل الكفار
>> ألفه أبو عبدالله المهاجر مصرى الجنسية تلقى تعليمه فى باكستان وعاد إلى مصر بعد ثورة يناير قبل مقتله بغارة أمريكية
>> الكتاب يحرف معنى الجهاد في الإسلام ويستغل فهمه الخاطئ لإضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية
>> يحتوى على عدة "مسائل" كل مسألة مخصصة للحديث عن أحد القضايا الأساسية في فكر التنظيم الإرهابي
اتخذوا من القتل عنوانا لهم.. يحتكرون الدين باسمهم .. يعطون ويمنعون كيفما شاءوا .. يرون أنهم الأحق بالإسلام دون غيرهم.. يعتمدون فى ذلك على كتب لا تمت للإسلام بصفة ويتخذون منها مرجعا لهم من خلالها يحرمون ويحللون.. على رأس هذه الكتب هو كتاب "فقه الدم" الذى يعتبره تنظيم داعش الإرهابى مرجعا أساسيا له ومنه يصدر أحكامه.. صحيفة "الأوبرزفر" البريطانية، كشفت مؤخرا عن أسرار خاصة وخطيرة لتنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك وفقًا لدراسة دقيقة قامت بها منظمة مكافحة التطرف "كويلام" البريطانية، استمرت فيها لمدة عامين من البحث للعثور على الدليل الذي يعتمد عليه التنظيم الإرهابي في فهمه وتحليله للدين الإسلامي، وتبرير عملياته الإرهابية من قطع للرؤس واختطاف وقتل للأطفال.
ووجدت منظمة مكافحة التطرف البريطانية، أن الدليل الذي يستمد منه "داعش" الإرشادات والتعاليم الإرهابية للقيام بكافة جرائمه، هو كتاب يسمى "فقه الدم" مكون من 600 صفحة، والذي كتبه منظر التنظيم المصري "أبو عبد الله المهاجر".
ويعتمد تنظيم "داعش" الإرهابي، على كتاب "فقه الدماء" كمرجع جهادي يبرر لهم جرائمهم وسفكهم للدماء تحت عباءة الشريعة والدين، وما يقومون به من ذبح وقطع للرقاب، فهو يحلل لهم حمل السلاح ويبيح الدمار وقتل المدنيين، وارتكاب المجازر والسبي والاختطاف.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى اهتمام خبراء منظمة مكافحة التطرف "كويلام" البريطانية، بالوصول إلى مرجع التنظيم الإرهابي والمحرض له على إرتكاب الجرائم البشعة التي تسعى لسفك الدماء وقتل الأبرياء، حيث عكفوا على تحليل الكتاب لمدة عامين، وأعدوا تقييمًا منهجيًا دقيقًا له، وبينوا كيف أن الكتاب يحرف تعاليم الإسلام، ويمنح الغطاء الشرعي للأعمال التي يقترفها التنظيم.
وقال كبير الباحثين في المنظمة البريطانية، صالح الأنصاري، إن كتاب "فقه الدم" يحرف معنى الجهاد في الإسلام، ويستغل فهمه الخاطئ لإضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية، حيث إن القارئ الضعيف الساذج الذي ليس لديه معرفة جيدة في الفقه الإسلامي، يمكن أن يغريه ذلك الكتاب بسهولة، لأنه مكتوب بطريقة تعطي انطباع أنه يبرز التعاليم الدينية الإسلامية فى حين أن النص يستند إلى قراءات تقليدية إلى حد ما، فإنه لا يعكس التعاليم المتنوعة والتعددية للأحكام الإسلامية.
وتضمن الكتاب بحث 20 مسألة، وكانت أولى تلك المسائل التي تطرق إليها بعنوان: "دار الحرب" والتي اعتبر فيها أن كافة الدول في العالم وفي مقدمتها العربية والإسلامية، قد دخلت في حد الردة والكفر، ويجب قتالها.
واشتمل "فقه الدم" على بحث كامل للمؤلف عنونه بـ "مشروعية قطع رءوس الكفار المحاربين"، حلل فيه قطع رءوس الكفار سواء كانوا أحياء أو أموات، وقال "إن الله لم يقل اقتلوا الكفار فقط، لأن في عبارة ضرب الرقاب من الغلظة والشدة ما ليس في لفظ القتل، لما فيه من تصوير القتل بأشنع صوره، وهو حز العنق".
وأشار المؤلف في كتابه، إلى أن قطع الرءوس أمر مقصود بل محبوب لله ورسوله، رغم أنوف الكارهين، وأن صفة القتل بقطع الرأس صفة مشروعة درج عليها الأنبياء والرسل، وهي من الشرع المشترك بينهم، حيث جاء ذلك في المسألة السابعة من الكتاب بعنوان "مشروعية رمي الكفار وقتالهم بكل وسيلة".
كما أباح الكتاب، العديد من المسائل المتعلقة بالعمليات الانتحارية، وعمليات الاختطاف والاغتيال، وتكتيكات العنف والرعب، وقتل وقتال الكفار بكل وسيلة تحقق المقصود.
وقال المؤلف، إن نقل وحمل رءوس الكفار من بلد إلى آخر أمر ضروري، حيث إنه في ذلك تبكيت وإغاظة للكفار والمشركين، كما دعا إلى أهمية امتلاك أقوى الأسلحة وأشدها، والسعي بكل قوة ممكنة في امتلاك أسلحة الدمار الشامل من أسلحة نووية وكيماوية، حسبما جاء في المسألة التاسعة من الكتاب بعنوان "رمي الكفار المحاربين بكل ما يمكن من السلاح".
وحصلت منظمة "كويلام" البريطانية، على نسخة من كتاب "مسائل من فقه الجهاد" المعروف باسم "فقه الدم" من الإنترنت عام 2015، واستمرت في دراسته وفحصه لمدة عامين، بعدما علمت أن القائمين على التجنيد فى تنظيم "داعش" يعتمدون على محتويات هذا الكتاب لإقناع الناس بالسفر إلى "الخلافة " في سوريا.
وينقسم كتاب "فقه الدم" المكون من 600 صفحة إلى 20 فصل، أطلق عليهم المؤلف أبو عبد الله المهاجر، "مسائل" وكل مسألة مخصصة للحديث عن أحد القضايا الأساسية في فكر التنظيم الإرهابي، ولكل منهم عنوانًا خاص به، حيث جاءت العشر مسائل الأولى من الكتاب بعنواين كالتالي: المسألة الأولى بعنوان "دار الحرب"، والثانية بعنوان "لا عصمة إلا بإيمان"، والمسألة الثالثة بعنوان "أحكام دعوة المحاربين"، والرابعة "مشروعية اغتيال الكافر المحارب"، والخامسة "العمليات الإستشهادية"، والمسألة السادسة بعنوان "من لا يجوز قتله قصدًا من الكفار المحاربين"، والسابعة "مشروعية رمي الكفار وقتلهم بكل وسيلة"، والثامنة "مشروعية رمي الكفار بكل ما يمكن من أسلحة"، والتاسعة "مشروعية أعمال التخريب في أراضي وأملاك العدو"، والعاشرة بعنوان "مشروعية خطف الكفار".
وكانت أول مسألة بعنوان "دار الحرب"، اعتبر فيها "المهاجر" أن دول العالم بأكملها، وفي مقدمها العربية والإسلامية، قد دخلت فى حد الردة والكفر ويجب قتالها.
وجاء في المسألة الخامسة من الكتاب، شرح للعمليات الاستشهادية وما يجب أن تكون عليه اليوم، حيث قال المؤلف إنه هناك فرق بين صور العمليات الاستشهادية القديمة والمعاصرة، حيث يجوز اليوم انغماس شخص واحد من المسلمين وسط العدد الكثير من العدو وإهلاكهم، كما يجوز إتلاف النفس لمصلحة إظهار الدين.
وفي المسألة السادسة، أشار المؤلف إلى من يجوز قتلهم من الكفار المحاربين، حيث قال إن الفقهاء والأئمة اتفقوا على جواز قتل كل كافر حربي مطيق للقتال بالقتل قاتل أو لم يقاتل، كما اتفقوا على عدم جواز قتل الأطفال والنساء المحاربين، ولكن يجوز قتل القسيس والسياح الذي يخالط الناس، والذي يجن ويفيق والأصم وأقطع اليد أو أقطع أحد الرجلين والرهبان ونحوهم.
وأكد المؤلف في المسألة السابعة من كتابه، أن الله شرع لعباده المجاهدين في سبيل إعلاء كلمته، قتل الكفار بكل وسيلة تخطف نفوسهم وتنزع أرواحهم من أجسادهم،تطهيرًا للأرض من رجسهم، ورفعًا لفتنتهم عن العباد أيًا كانت هذه الوسيلة، مشيرًا بذلك لاستخدام كافة أنواع السلاح.
وأضاف عبد الله المجاهد، في المسألة الثامنة، أن مشروعية قتل الكفار بكل الوسائل تشمل قتل عدد من المسلمين، ممن يقدر وجودهم حال القتال لأي سبب، بضرورة عدم إمكان تجنبهم، والتمييز بينهم وبين الكفار، مشيرًا أن تلك هي الصورة المعاصرة للقتال، وهي تهدف إلى عدم وجود أي سبب لتعطيل الجهاد.
وتضمنت تلك المسألة من الكتاب، عنوان "حفظ الدين مقدم على حفظ النفس"، حيث قال المؤلف إن الدين أعظم من النفس والعرض والعقل والمال، فهو أعظم الضروريات الخمس وأساسها وحفظه مقدم على حفظها.
ونصت المسألة التاسعة من الكتاب، على مشروعية تخريب الأراضي والمنشآت، حيث يجوز هدم ديار المسلمين وغيرهم ليتسع موضع القتال، كما أن أعمال الخراب والتخريب في أملاك ومنشآت العدو عند الحاجة أمر جائز، كما أجاز المؤلف تخريب الأشجار وكل شيء عامر في سبيل القتال.
وقال المؤلف في المسألة العاشرة، إن الخطف لأفراد العدو وجماعته، من الأمور المشروعة في ديننا الحكيم، باعتباره عملًا من أعمال الحرب، حيث إن أخذ الكفار بالقهر وإلقائهم في أسر المسلمين يكون في مصلحة المسلمين، ويجوز خطفهم في البحر أو الجو أو البر.
وجاءت العشرة مسائل الأخرى من الكتاب بعناوين أخطر، حيث كانت المسألة الحادية عشر بعنوان "أحكام المثلة"، والثانية عشر بعنوان "مشروعية قطع روؤس الكفار"، والثالثة عشر بعنوان "القتال في الأشهر الحرم"، والرابعة عشر بعنوان "القتال في الحرم"، والخامسة عشر "الإستعانة بالكفار في القتال"، والسادسة عشر "أحكام الجواسيس من الكفار"، والسابعة عشر "حكم الجاسوس من المسلمين"، والثامنة عشر بعنوان "أحكام الأسرى من الكفار"، والتاسعة عشر "أحكام انهزام العدو أمام المسلمين"، والمسألة العشرون والأخيرة بعنوان "أحكام أسرى المسلمين في يد العدو".
وقال المؤلف في المسألة الثانية عشر والأخطر من بينهم، إن الله أمر المؤمنين وعلمهم كيفية قتال المشركين، عن طريق ضربهم بالسيف وأن يضربوا فوق الأعناق منهم والأيدي والأرجل، لذلك القتل عن طريق قطع الرأس بالقوة والعنف أمر محبب لدينا.
ويستند الكتاب في محتواه على بعض الآيات من القرآن الكريم ومن أقوال الأنبياء، ولكن يندرج تحتها تفسير خاطيء يحرض على العدوانية ويحلل ما حرمه الدين الإسلامي من قتل للآبرياء وتخريب ودمار في الأرض.
ومن المفاجئ أن يحمل مؤلف كتاب "فقه الدم"، أبو عبد الله المهاجر، أو الشيخ عبد الرحمن العلي، الجنسية المصرية، لكنه تلقى علومه الإسلامية في باكستان، وتخرج من الجامعة الإسلامية في إسلام آباد، وظل في أفغانستان كما أنشأ مركزًا علميًا دعويًا في معسكر "خلدن".
درس أبو عبد الله، في مركز تعليم اللغة العربية في قندهار، ثم في معسكرات المجاهدين في كابل، وكان ممن درس وتلقى عنه في تلك الفترة أبو مصعب الزرقاوي، كما كان مرشّحًا لتولي منصب مسئولية اللجنة العلمية والشرعية في تنظيم القاعدة، وكان معتقلاً بإيران، وأفرج عنه ويشاع أنه عاد إلى مصر بعد أشهر من ثورة يناير.
وكان لـ "المهاجر"، دورا كبيرا في تشكيل فكر القاعدة، حيث أصبح أحد أكبر المراجع الفكرية للتنظيم، كما انتقل من أفغانستان برفقة أبو مصعب الزرقاي، مؤسس فرع القاعدة في العراق، الذي تأسس "داعش" على أنقاضه لاحقًا.
وأشار مفتي تنظيم القاعدة السابق الليبي عطية الله، إلى أن أبو عبد الله المهاجر كان له تأثير في الشيخ "أبى مصعب"، كما أن كتابه "فقه الدم" هو الأساس الفقهي المعتمد، ودليل العمل والنهج للزرقاوي وجماعته ومن سار على خطاه، وهو أحد أهم الكتب التي تفسر المنطلقات الفقهية والدينية لتنظيم "داعش".
ومن المثير للدهشة، أن أبو عبد الله عند مقتله، لم يكن منتسبًا لداعش، بل للتنظيم المنافس له في سوريا، جبهة فتح الشام أو جبهة النصرة سابقًا، وهو تنظيم التحق به في فترة ما، خلال سنوات ماضية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، آواخر عام 2016، مقتل أبو عبدالله المهاجر الذي يعتبر المنظر الأول لداعش، في ركن من شمال شرقي سوريا بضربة جوية أمريكية، كما أكدت وزراة الدفاع، أنه لولا هذا الرجل لما وصلت القاعدة أو داعش إلى هذا الحد من تجنيد الأتباع والمتطرفين.
ونشر "داعش" فيديو تدريبي عام 2015، ضمن التسجيلات التي صورها في العراق، ويظهر في الفيديو القصير فصل دراسي به مجموعة من الكتب الدراسية، كان أولها كتاب إرشادي يستخدمه "داعش" وهو كتاب "فقه الدم".
وأوصى الزرقاوى، قبل مقتله، بتدريس الكتاب، حيث تم نسخه بعد ذلك على يد عناصر التنظيم، وتدريسه باسم "مسائل في فقه الجهاد" بمدارس داعش.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.