جامع أثر النبي.. حقيقة آثار أقدام الرسول المنحوتة على حجر بمصر القديمة

جامع أثر النبي
جامع أثر النبي
في منطقة مصر القديمة يوجد مسجد "أثر النبي" الذي يحوي حجراً عليه آثار أقدام يُقال أنها للرسول صلى الله عليه وسلم، ويتردد الناس عليها من أجل التبارك بها. فما حقيقة ذلك؟.
يُنسب بناء هذا المسجد إلى الصاحب بهاء الدين على ابن حِنا – بكسر الحاء- بدأ في بنائه بجوار بستان المعشوق ومات قبل تكملته، ووصى الفقيه عز الدين بن مسكين فعمّر فيه شيئاً يسيراً وأدركه الموت، وشرع الصاحب ناصر الدين محمد ولد الصاحب تاج الدين في تكملته، وقيل له "رباط الآثار" لأن فيه آثار تنسب إلى الرسول.
وفي المسجد حجر ضارب إلى الحُمرة عليه أثر قدمين ينسب للرسول، محفوظ في حجرة صغيرة مطلة على النيل وملاصقة للحائط الغربي للمسجد، وعلى هذه الحجرة قبة وفى حائطها الجنوبي محرابان أحدهما لا شيء به، والآخر ألُصق به هذا الحجر.حسبما يصف تيمور.
وتسمية منطقة أثر النبي باسمها الحالي ليس بسبب وجود آثار أقدام للرسول بها، ولكنها ترجع إلى أصل فرعوني في الأساس وهو "اتير ان نوبي" وترجمتها الحرفية ""حتحور الذهبية" أو "حتحور النوبية" وحرّفها العامة فيما بعد إلى أثر النبي.
والتسمية الفرعونية ترجع إلى عصر الأسرة الخامسة والعشرين عندما غزت مملكة قوش النوبية بجنوب البلاد تحت زعامة "بعنخي" مصر مستعيناً بقوة خارجية ممثلة في الآشوريين، واستوطنوا في هذه المنطقة التي سميت بـ"اتير ان نوبي"، واستطاع "بسمتك الأول" ابن "نكاد" تأسيس الأسرة السادسة والعشرين وطرد النوبيين وحطم المنطقة التي استوطنوا بها، وتتبعهم حتى طردهم خارج حدود البلاد في ذلك الوقت، ومن ثم يتضح أن اسم المنطقة الموجود بها الجامع معروف – وإن كان تم تحريفه - من قبل دخول الإسلام بل والمسيحية بل وقبل غزو الفرس ثم الإسكندر لمصر.
ربما تكون هذه الآثار قد حدثت في زمن سحيق كانت فيه الصخرة طينية لزجة وطُبعت عليها قدم بشرية، أو تكون بالفعل صخرية بازلتية وطُبعت عليها الأقدام لمعجزة إلهية تتخطى حدود العلم، ولكن بصفة عامة لا يوجد دليل أثري علي صحتها.
الأحجار التي عليها آثار منسوبة لأقدام الرسول لا توجد في مسجد أثر النبي فقط، وإنما توجد أيضاً في مساجد أخرى مثل مسجدي السيد البدوي في مدينة طنطا بمحافظة الغربية وإبراهيم الدسوقي في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ورغم تجديد الجامعين أكثر من مرة إلا إنهما ظلا محتفظان بهذه الأحجار التي يؤمن بها البعض إيماناً راسخاً، بل وضعوا لها تجويفات وإطاراً زجاجياً وآخر حديدي للحفاظ عليها ومنع سرقتها.
ويوضح أن آثار الأقدام لا تنسب فقط إلى الرسول محمد فهناك أقدام منسوبة إلى المسيح، ففي كنيسة "سخا" الكائنة في مدخل محافظة كفر الشيخ توجد قدم تسمى بـ"بيخا ايسوس" أى "قدم يسوع"، كما يوجد طبع في جبل الطير بمحافظة المنيا على شكل "كف" داخل مغارة يُقال انه للمسيح، ولا يوجد دليل علمي أيضاً على صحتهما .
تم نسخ الرابط