هل ينفجر العالم إذا أغلقت إيران مضيق هرمز ؟ 5 أسئلة تفتح باب الجحيم !

 مضيق هرمز
مضيق هرمز

سلّطت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية الضوء على السيناريوهات المحتملة إذا قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، وهو أحد أهم الممرات الحيوية لنقل النفط في العالم، في ظل التصعيد العسكري المتسارع في المنطقة.

وأشارت الوكالة إلى أن القصف الجوي الإسرائيلي الأخير أسفر عن تدمير أجزاء من القدرات الصاروخية الباليستية الإيرانية، إضافة إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين.

وفي تصعيد خطير، جاء القصف الأمريكي الذي استهدف مواقع نووية إيرانية صباح اليوم، ما أثار المخاوف من انفجار أوسع في المنطقة.
يرصد موقع الموجز أن هذه التطورات قد تفتح الباب أمام مرحلة أكثر اضطراباً في الخليج.

وذكّرت "بلومبيرغ" بتصريحات المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي هدد برد لا يمكن إصلاحه إذا تدخلت الولايات المتحدة في النزاع لصالح إسرائيل.

يرصد موقع الموجز أن هذا التهديد يعكس مدى خطورة السيناريوهات المطروحة، في حال اتخذت طهران قراراً بتصعيد أكبر قد يشمل إغلاق المضيق.

وأوضح الخبير الإستراتيجي في مجال النفط، جوليان لي، في تلك المادة أن ربع تجارة النفط العالمية تقريبا يمر عبر هذا الممر المائي الضيق عند مدخل الخليج، وإذا حالت إيران دون وصول الناقلات العملاقة التي تنقل النفط والغاز إلى الصين وأوروبا وغيرها من المناطق الرئيسية المستهلكة للطاقة، إلى مياه الخليج فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل هائل وسريع وربما زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي.

واختار لي 5 أسئلة لشرح أهمية هذا المضيق وتداعيات إغلاقه:

أين يقع مضيق هرمز؟

هذا الممر المائي يربط الخليج بالمحيط الهندي، حيث تقع إيران شماله والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان جنوبه.

ويبلغ طوله 161 كيلومترا وعرضه 32 كيلومترا تقريبا في أضيق نقطة فيه، حيث يبلغ عرض الممرات الملاحية في كل اتجاه 3 كيلومترات ونيف.

غير أن أعماقه الضحلة تجعل السفن التي تمخر عبابه عرضة للألغام، كما أن قربه من اليابسة -وإيران على وجه الخصوص- يجعل السفن تواجه خطر الصواريخ التي تنطلق من الشواطئ أو الاعتراض من قبل زوارق الدوريات والمروحيات.

ومما يعكس أهمية مضيق هرمز أن السفن العملاقة نقلت عبره في عام 2024 وحده ما يقرب من 16.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران، وفقا للبيانات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ. كما أن أكثر من خُمس الإمدادات العالمية من الغاز -معظمها من دولة قطر– عبرت من خلاله في الفترة نفسها.

هل يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز بالفعل؟

يؤكد الخبير الإستراتيجي في مقاله أن إيران لا تملك الحق القانوني في إيقاف حركة المرور عبر المضيق، لذا فإن الأمر يتطلب منها استخدام القوة أو التلويح بها لفعل ذلك.

وإذا حاولت قواتها البحرية منع الدخول إلى المضيق، فمن المرجح أن تواجه ردا قويا من الأسطول الخامس الأميركي وغيره من القوات البحرية الغربية التي تقوم بدوريات في المنطقة، وهو ما قد يجعل الملاحة فيه محفوفة بالمخاطر للسفن التجارية التي قد تغامر بالمرور فيه.

ومن شأن إغلاق مضيق هرمز أن يلحق أضرارا سريعة باقتصاد إيران نفسها لأن ذلك سيمنعها من تصدير نفطها.

هل سبق لإيران أن أعاقت حركة الشحن البحري؟
يورد المقال حالات تعرضت فيها السفن في الخليج لمضايقات من قبل إيران في العقود الماضية. ففي أبريل/نيسان 2024، احتجز الحرس الثوري الإيراني سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل قرب المضيق وذلك قبيل ساعات من شن هجوم بطائرة مسيرة على دولة الاحتلال.

كما احتجزت إيران في أبريل/نيسان 2023 ناقلة نفط أميركية بزعم أنها اصطدمت بسفينة أخرى، وناقلتي نفط يونانيتين في مايو/أيار 2022 لمدة 6 أشهر قبل الإفراج عنهما.

هل أغلقت إيران مضيق هرمز من قبل؟

وفق بلومبيرغ، فإن ذلك لم يحدث حتى الآن.

ما الدول الأكثر اعتمادا على مضيق هرمز؟

إن أكثر الدول التي تعتمد على المضيق في تصدير نفطها هي تلك المشاطئة له. فالسعودية تصدِّر عبره معظم النفط، لكنها تستطيع تحويل شحناتها إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب بطول 1200 كيلومتر تقريبا عبر المملكة إلى محطة على البحر الأحمر، مما يسمح لها بتجنب كل من مضيق هرمز وجنوب البحر الأحمر.

ويمكن للإمارات تصدير بعض نفطها الخام دون الاعتماد على المضيق، عن طريق إرسال 1.5 مليون برميل يوميا عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان إلى الجنوب من هرمز.

ومع إغلاق خط أنابيب النفط المتجه إلى البحر الأبيض المتوسط، يعتمد العراق حاليا في تصدير شحناته النفطية كلها بشكل كبير على مضيق هرمز.

أما الكويت وقطر والبحرين فلا خيار لها سوى شحن نفطها عبر الممر المائي، بينما تعتمد إيران أيضا عليه كليا.

اقرا ايضا :

الكنز المشتعل .. لماذا لا تنام القوى الكبرى عن الشرق الأوسط؟

إيران تُربك الحسابات : أسلحة الظل تلوح في الأفق وتُهدد قواعد أمريكا

تم نسخ الرابط