الكفيل.. ما لا تعرفه عن ”عزام التميمى” أخطر رجل فى جماعة الإخوان

عزام التميمى
عزام التميمى
على مدار الأيام الماضية، تابع الجميع التسريبات الخاصة بالتمويلات التى تحصل عليها قنوات الإخوان، والجوازات العرفى التى تتم بين قيادات الجماعة الهاربة فى تركيا، وأبرزهم عضو الجماعة الإرهابية عزام التميمى الذى يعتبر من الممولين المهمين لجماعة الإخوان الإرهابية فى الخارج، وأضافت هذه الفضائح جرائم جديدة إلى صندوق جرائم الإخوان، وكتبت سطرًا جديدًا فى التاريخ الأسود لأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية.
فالتميمى مثال وتجسيد واضح لفكر الإخوان المحترف للكذب، والمتاجر بكل القضايا، ومن يمكن وصفهم بالمافيا التى تسعى إلى زعزعة الاستقرار في البلاد العربية، وفق مراقبين.
وعزام سلطان التميمي هو أحد قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، ويعد من أكبر المتاجرين بالقضية الفلسطينية بالخارج، وهو منتمى لحركة حماس، حيث ولد في مدينة الخليل بالضفة الغربية في جنوب القدس المحتلة، وعاش فى الخليل حتى السابعة من عمره حيث هاجرت عائلته إلى الكويت، وبعد حصوله على الشهادة الجامعية، سافر التميمى إلى لندن لمتابعة دراسته العليا، حيث حصل على الجنسية البريطانية، وتوج مساره العلمى بالحصول على درجة الدكتوراه في النظرية السياسية من جامعة ويست منستر بلندن عام 1998، وكانت أطروحته تحت عنوان: "الإسلام والانتقال إلى الديمقراطية في الشرق الأوسط: آفاق وعقبات".
وفى الفترة من 1992 حتى 1999 عمل التميمي باحثًا فى جامعة ويست مينستر، وفى عام 2000 التحق بمعهد ماركفيلد للدراسات العليا فى بريطانيا، حيث عمل لمدة أربع سنوات، وعمل التميمى أستاذًا زائرًا فى جامعتى كيوتو وناغويا اليابانيتين، وتدرج داخل التنظيم الدولى للإخوان عبر إحدى نوافذه وهو ما يُسمى بـ "الرابطة الإسلامية فى بريطانيا".
وأسس له تميم بن حمد أمير قطر مركزًا ضخمًا داخل بريطانيا وهو مسئول إدارة اللجان الإعلامية والالكترونية لحساب التنظيم الدولى.
ويتحدث "التميمي" بانتظام على شاشتى قناة الجزيرة العربية والإنجليزية، ويكتب في موقع الجزيرة نت والصحف البريطانية، ويُقدم برامج سياسية وإسلامية على قناة الحوار الفضائية.
الصعود الغامض
صعود عزام التميمى داخل الإخوان كان مرتبطًا بقناة الحوار والممولة قطريًا، والتى كانت النافذة الإعلامية للتنظيم الدولى منذ سنوات ما قبل يناير 2011، لكن علاقة التميمى بالشأن المصرى بدأت بعد الإطاحة بحكم محمد مرسى فى 2013، وقتها فر الإخوان إلى ملاذهم الأمن فى تركيا، وبدأت الحرب الإعلامية بالتمويل القطرى والرعاية المخابراتية التركية، وكان لابد من عراب معروف لدى السلطات القطرية حتى يتولى مهمة توريد الأموال لإعلام الإخوان وهنا تعاظم دور عزام التميمى.
ويشغل عزام التميمى مجموعة مناصب فى الإعلام الإخوانى، فهو عضو مجلس إدارة قناة مكملين، وأيضًا صاحب شركة لتوريد أجهزة البث الفضائى لقنوات الإخوان، تعتمد عليها جميع القنوات التى تبث من اسطنبول مقابل أجر، وقبل كل هذا هو رئيس مجلس إدارة قناة الحوار الإخوانية "فضائية التنظيم الدولى"، فهو يقبض من القنوات مرة بصفته صاحب شركة التى تؤجر أجهزة البث، ومرة أخرى بصفته مسئولًا نافذًا بهذه القنوات.
"التميمى" اشترى أيضًا عددًا من المذيعين المصريين ومدعى الشعر، والذين أسسوا حركة "أدباء ضد الانقلاب" ودشن لهم قناة وطن الإخوانية.
وفى لقاءات تليفزيونية عدة، بدا التميمى مجوفًا لا معلومات لديه، لدرجة أن المذيعين يشعرونه بالحرج، ففى لقاء له على شبكة الإذاعة البريطانية بى بى سى، وجد التميمى نفسه فى مأزق، فحينما كان يتحدث عن أن نظام الإخوان هو من سيأتى بالديمقراطية إلى الشرق الأوسط، عاجلته المذيعة: قطر والإخوان المسلمون مفهومهم القائم على السمع والطاعة هم الذين كانوا سيأتون بالديمقراطية إلى العالم العربى؟، لم يتمكن التميمى من الرد، قائلا: مفهومك خاطئ عن الإخوان.
فى نفس الحلقة أحرجت المذيعة التميمى مجددًا، المذيعة قالت: أليس المبدأ الأساسى لأن تكون عضوا فى الإخوان المسلمين هو السمع والطاعة.. عندما تقوم منظمة قائمة على عدم التفكير، وعلى السمع والطاعة. هل هذه منظمة تقوم بنشر الديمقراطية وقيم التنوع وقيم التفكير؟، فاستنكر التميمى أن تكون الإخوان قائمة على عدم التفكير.
ممول الإرهاب
الدور الأهم الذى يلعبه التميمى هو الضامن للأموال، لذا فإن دوره كان واضحًا جدًا فى الأزمة الداخلية لقناة الشرق الإخوانية، فقد كان الجميع يخطب وده، أيمن نور من ناحية لأنه يعلم أنه يمسك حنفية التمويل بيديه، والمحتجون من ناحية أخرى وحاولوا التواصل معه.
كما كشفت قناة "العربية"، فى تسريب صوتى، عن تمويل عزام التميمى لقناة "الجديد" فى لبنان.
النساء فى حياة التميمى
ومعروف عن "التميمى"، الذى يبلغ من العمر 65 عامًا، علاقاته النسائية فى الخارج مع فتيات يصغرنه بعمر كبير، ويبدو أن أيمن نور عرف جيدًا المدخل الذى من خلاله سيحصل على تمويل إضافى للقناة، إذ أن "التميمى" ليس من السهل أن يزيد الدعم بمجرد طلب نور، فلجأ الأخير إلى ما نراه فى الأفلام السينمائية، حيث استعمل "فيروز"، وهى فتاة إخوانية منتمية قلبًا وقالبًا للجماعة الإرهابية، وطلب منها السفر إلى لندن لاستمالة "التميمى" من أجل زيادة التمويل، واعدًا إياها بمكاسب ضخمة إذا تمت هذا الصفقة.
الفتاة لم تُكذب خبرًا، ويبدو أن "التميمى" جذبته الفتاة فبادر بالزواج منها عرفيًا والإقامة معها بفندق "جراند ويندهام" بإسطنبول، خوفًا من زوجته وأولاده، الذين يعيشون فى لندن، ويحملون الجنسية البريطانية، وبعد ذلك تحقق هدف أيمن نور حيث ساعد زواج عزام بفيروز، فى استغلال الموقف لصالحه، وبالفعل زاد التمويل، وساعده فى تأسيس قناة "لا" الإخوانية، بهدف الاستمرار فى التحريض ضد مصر و نظير خدمات فيروز، ساعدها أيمن نور فى العمل، إذ تولت منصب مديرة القناة رغم أنها لا تمتلك أى خبرات إعلامية أو حتى إدارية.
وكان من ضمن شروط الصفقة المشبوهة قيام أيمن نور، بتقديم كل الإمكانيات التقنية للمقاول الهارب محمد على لتطوير مستوى الفيديوهات الكاذبة التي يقوم بتسجيلها في دولة إسبانيا، حيث إنه من غير المنطقي من وجهة نظر خبراء الإعلام، أن يستمر المقاول المذكور في تقديم تلك الفيديوهات وحده بهذه الصورة والكيفية.
ولكن من الواضح أن الإخواني عزام التميمى لا يعرف تاريخ الإخوانية فيروز حليم، حيث إن اسمها الحقيقى هو فايزة عبد الحليم، وغيرت اسمها حتى تلعب على أوتار "تميمي" وتستحوذ على أمواله، وسافرت من محافظة البحيرة إلى تركيا وأقامت هناك وذاع خلال الفترة الأخيرة صيتها بأوساط أعضاء جماعة الإخوان الهاربين بتركيا نظرًا للدور الذي تلعبه من خلال جمع التبرعات ودعم الجماعة الإرهابية وبدلًا من أن تصرف فيروز حليم الأموال التي تحصل عليها من عزام التميمي على فقراء وشباب الإخوان في تركيا، فإنها تنفقها على مستشفيات التجميل، لتجميل شكلها.
أزمة قناة الشرق
"التميمى" كان له دورًا بارزًا فى أزمة قناة الشرق الإخوانية التى عاشتها على مدار عامين، والتى تتلخص فى أن العاملون في القناة سيطروا على الموقع الرسمي للقناة وحسابيها عبر منصتى تويتر وإنستجرام، وكشفوا فضائح وأسرار القناة والفساد المتغلغل في إدارتها عن طريق نشر عقود حقوق البث وعقود المذيعين في القناة الذين يتقاضون رواتب بمئات آلاف الدولارات سنويًا، بينما باقى العاملين يتقاضون الفتات ولا يحظون بنفس المزايا التي يحصل عليها نجوم شاشة القناة الإخوانية المحرضة.
وكان أول ما أشار إليه العاملون فى قناة الشرق الإخوانية، في سلسلة فضائح القناة، هو الكشف عن حقيقة التمويلات التى تتلقاها القناة بملايين الدولارات شهريًا من أجل الإنفاق على برامجها المشبوهة للمتاجرة بالقضايا الوطنية وإثارة البلبلة فى الشارع المصرى، كما أكد العاملون فى القناة الإخوانية أن المذيعين يتلقون آلاف الدولارات شهريًا إضافة إلى حصولهم على الجنسية التركية مجانًا، بينما يُعانون هم ضيق الحياة بسبب صعوبة المعيشة فى مدينة إسطنبول التركية.
وقال بيان العاملين فى قناة الشرق: "بعد ظهور بعض التسريبات الخاصة بالشاعر ياسر العمدة وادعائه تمويل القناة بملايين الدولارات شهريًا، وحتى الآن لم نجد أى رد من مالكى القناة مما يثبت صحة التمويل".
وأضاف البيان: "وبعد مطالباتنا بتعديل رواتبنا ولكن دون جدوى فى ظل الرواتب الباهظة التى يتحصل عليها بعض من مذيعين القناة فى حين أننا نتحصل على رواتب قليلة، على الرغم من صعوبة المعيشة فى إسطنبول، لأننا لسنا من علية القوم مثل غيرنا ممن يحصلون على الجنسيات التركية المجانية".
وتابع: "لذلك قررنا أن يصل صوتنا للجميع.. لذا قمنا بالسيطرة على الموقع الرسمى للقناة المملوكة لشركة إنسان والمتمثلة فى شخص الدكتور أيمن نور، وكذلك الصفحة الرسمية للقناة على موقع تويتر والصفحة الرسمية للقناة على موقع إنستجرام.. وسنقوم بنشر المستندات التى تثبت صحة ما ذكرنا من رواتب وفضائح للقائمين على قناة الشرق".
وكانت محادثة جرت بين قيادى إخوانى هارب فى تركيا، ومدان بعدة أحكام قضائية داخل مصر، وبين المقاول الهارب محمد على، يتحدث فيها الطرفان عن الأوضاع فى مصر، وعن الهارب أيمن نور، وكذلك دور الإخوان فى تركيا، وتحريضهم على النظام فى مصر، وكذلك التمويلات التى تصل إليهم.
وجاءت فى المحادثة التى سرب المقاول محمد على جزءً منها عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك، أن العمدة نصح المقاول بالابتعاد عن عناصر جماعة الإخوان الموجودين فى تركيا، بسبب أن ثوريتهم تتمثل فى كونها سبوبة، قائلًا له: "اللى بيجيب الشنطة كل شهر اسمه عبد الرحمن أبو دية فلسطينى الأصل معاه الجنسية الإنجليزية، واسم شهرته "أبو عامر" ادى معلومة على الماشى".
كما كشف العاملون فى قناة الشرق عن أسرار وفضائح أخرى لإدارة القناة الإخوانية، حيث نشروا نسخة من عقد اتفاق بيع حقوق البث على القناة لبعض الأعمال الوثائقية والفقرات الثقافية، وفى تعليقهم على صورة العقود المنشورة عبر صفحة قناة الشرق على تويتر، قال العاملون بالقناة الإخوانية: "5500 دولار مقابل حقوق بث وتوزيع بعض الأعمال الوثائقية التافهة.. كنا أولى بالفلوس دى"، وقد تضمنت بعض البرامج، وأسمائها كالتالى: "الشوكولا: مذاق الحواس"، و"نيلسون مانديلا"، و"الهند وآل غاندى"، و"الهنود الحمر: سحق حضارة"، و"عين حورس"، و"قصة المومياء"، و"حقيقة طروادة"، و"كيف تعرف الحيوانات الوقت".
وفى السياق ذاته، سرب العاملون فى قناة الشرق، ‏عقد تعاقد القناة الإخوانية برئاسة الهارب أيمن نور، مع الإعلامى الإخوانى معتز مطر لعام 2017، مقابل راتب قيمته 60.000 دولار شهريًا بواقع 3000 دولار فى الحلقة، كما نشروا نسخة من عقد الإخواني الهارب هشام عبد الحميد، المذيع بالقناة المحرضة ذاتها، لعام 2017، والذى وقعته معه إدارة القناة بقيمة 13.000 دولار فى الموسم الواحد مقابل 13 حلقة.
ولم تكن تلك الأزمة هي الأولى داخل القناة منذ اشتراها أيمن نور من مالكها السابق باسم خفاجى، في 2015، بمبلغ 20 مليون دولار، وفقًا لبيان أصدرته القناة، حيث خرج العاملون بالقناة، في أغسطس عام 2017، يتهمون نور بعدم دفع رواتبهم، ومتهمينه أيضًا بالحصول على ملايين الدولارات تحت مزاعم دفع الرواتب، وهى نفس الأزمة التي تكررت في أوائل العام ذاته.
وفي ديسمبر 2017 تكررت أزمة العاملين في القناة، بسبب عدم دفع رواتبهم وأقدم بعضهم على الاستقالة، الأمر الذي اضطر نور للإعلان عن جمعية عمومية لمجلس أمناء الشرق، خرج بعدها سيف عبدالفتاح مهاجمًا نور ومتهمًا إياه بالاحتيال، لتتصاعد الأزمة وتشتعل بعد إيقاف نور لرواتب العاملين في القناة باستثناء عدد بسيط من المقدمين الداعمين والموالين له، ما زاد من حالة تمرد عدد كبير من العاملين في القناة، ليرد نور بوقف بعضهم عن العمل نهائيًا، وعلى رأسهم الفنان الهارب هشام عبد الله.
وفي يناير 2018 أصدر أيمن نور بيانًا يصف فيه المعترضين على قراراته والمتمردين، بـ"الحمقى والمتخلفين والذباب الإلكترونى"، الأمر الذي تسبب في حالة كبيرة من الغضب لدى العاملين، إلى جانب أزمة أخرى كشف عنها المذيع الإخواني سامي كمال الدين، في تدوينة له عبر "فيس بوك" قال فيها: "يبدو أن الأزمة تتلخص فيما قالته سكرتيرة أيمن نور للعاملين.. هذه معركة بين باشا ابن باشا ومجموعة من الجعانين".
وفي أبريل 2018، أصدر مالكها الموالي للجماعة أيمن نور، قرارات بفصل 11 من العاملين بها، عقابًا على اعتراضهم على الأجور المتدنية، ومطالبتهم بتحسين أحوالهم، ما تبعه اقتحام الشرطة التركية للقناة وإلقاء القبض على العاملين المفصولين أثناء تنظيمهم وقفة احتجاجية أمامها بعد بلاغ من أيمن نور حول افتعال العاملين مشادات مع مواطنين أتراك، وفصل 12 آخرين من العاملين بالقناة بعد تضامنهم مع المفصولين.
و"التميمى" هو عم الطفلة عهد التميمى، التى فجرت قضيتها قناة الجزيرة والقنوات الإخوانية، وصنعت منها بطلة قومية ومناضلة، رغم أن عمها عزام التميمى لا يستطيع مهاجمة الكيان الصهيونى، لكونهما يسعيان للأهداف ذاتها.
وأصدر عددًا من الكتب أبرزها: "مشاركة الإسلاميين في السلطة"، و"الشريعة السياسية في الإسلام"، و"راشد الغنوشي: ديمقراطي داخل التيار الإسلامي"، و"حماس: فصول غير مكتوبة"، و"الإسلام والعلمانية في الشرق الأوسط".
تم نسخ الرابط