روجينا ..نجمة رمضان بلا منازع

فنانة شاملة صنعت لنفسها مكانة خاصة على شاشة التلفزيون، خلال مشوارها الفنى المتميز، فمنذ ظهورها على الشاشة وهى تعمل جاهدة على أن تظل متألقة من خلال أدوارها
وخلال رحلتها الفنية الطويلة وعشرات الأعمال التى قدمتها، لكن لم تحظ روجينا بالبطولة المطلقةحتى الآن رغم أنها تستحق، ولكن نجد أن غالبية أدوارها كانت مؤثرة، جعلتها بطلة فى نظر جمهورها، وجسدت روجينا خلال رحلتها الفنية شخصيات متنوعة، قدمتها ببراعة شديدة جعلتها فى مقدمة نجوم الصف الأول، كما رسمت لنفسها طريقًا ثابتًا ضمن لها احترام الجمهور فى كل أعمالها، فهى تختار أعمالها بميزان من ذهب، وتعمل على تطوير نفسها دائما، وتتقن دراسة كل شخصية تلعبها على الشاشة حتى أصبحت تلقب بالنجمة الشاملة.
خلال الأيام الحالية تعيش روجينا حالة من النضج الفنى، بعدما ظهرت خلال أحداث مسلسل "البرنس"، الذى يتحدث عن عائلة محمد رمضان الذى يمتلك سبعة أخوة، كل منهم لديه همومه ومشاكله وسقطاته النفسية، أما هو فيبدو الأكثر اتزانًا بينهم فيسعى دائمًا لمساعدتهم ومساندتهم رغم أنه يعيش عذابًا كبيرًا بسبب حبه الكبير لنور اللبنانية التى تقاسمه البطولة.
روجينا تلعب خلال أحداث المسلسل دور "المعلمة" التى يخافها الرجال ويحبها أحمد زاهر، وتسيطر على الجميع بقراراتها ولا يمكن لأحد الهروب منها أو عدم تنفيذ تعليماتها.
روجينا تحب أحمد لكنها تخضعه تحت سيطرتها، تظهر للناس أنها طيبة لكنها بالواقع خبيثة تستخدم مشاعرها وطاقاتها لتتحكم بالأشخاص الذين يسقطون دائمًا بمواجهتها.
"المعلمة" تلعب أحد أفضل أدوارها، وتجعلنا نعجب بأدائها للشخصية الصعبة، ولا نصدق أنها نفسها الراقية التى لطالما عهدناها، والممثلة التى تخجل بلقاءاتها وتتحدث بلباقة كبيرة.
روجينا نجت فى تجسيد دور المعلمة "فدوى" تاجرة المخدرات بسبب إتقانها للدور بشكل كبير من حيث الملابس وردود الأفعال وطريقة الحديث مع تجار المخدرات التى تستورد منهم، وهو ما تبين خلال أحد مشاهدها فى الحلقة الأولى، بعدما تدخلت فى الصلح بين أكبر تاجر للمخدرات والأدوية الممنوعة وبين زوجها "فتحى" الذى تسبب فى نشوب أزمة بينهما بسبب تعامله فى المبالغ المادية بينهما بحيل نصب وغير جيدة، فتتدخل المعلمة "فدوى" وتسيطر على جلسة الصلح بينهما وتجعل زوجها "فتحى" يقبل رأس هذا التاجر لترضيه حتى لا تخسر توريده للمخدرات.
وفى الحلقة الثانية وبالجلباب البلدى، ظهر جزء من جبروت "المعلمة فدوى" بعد أن حاول أحد صبيانها أن يستخدم حيلة عليها بأن أحدى كماين الشرطة كانت ستلقى القبض عليه ولكنه تخلص من "البضاعة"، وقذفها بعيدا، لتكشف له أنها علمت بأنه يخفى البضاعة وحصلت عليها وعاقبته بتسليط رجاله بضرب زوجته حتى أسقطت طفلها، وطردته بعد ذلك، الأمر الذى تسبب فى صدمة زوجها "فتحى" أثناء وجوده.
الممثل المحترف وحده من يتقمص الأدوار التى لا تشبهه بل تناقضه بالكامل، وهذا ما فعلته روجينا التى أبدعت، وضمن المشهد الواحد أظهرت عددًا من المشاعر بين الطيبة والحقد واللؤم والأنانية والتسامح وحب السيطرة، لتبهرنا بطريقة تبديل نظراتها عندما اجتمعت بحبيبها وبعامل خانها، فتنظر بحب نحو أحمد زاهر، وتعود وتنظر بغضب نحو العامل فتبلغه أنها أرسلت رجالًا ليضربوا زوجته الحامل عقابًا له، ثم تعود لحبيبها وتطعمه وتبتسم له.
لا شك أن "البرنس" سيحقق نقلة نوعية للنجمة روجينا، وربما يكون أحد أهم نجاحاتها بعد التفوق الكبير الذى حصدته بمسلسل "مع سبق الإصرار"، عندما فاجأت الجميع بإتقانها لعب شخصية الفتاة الشعبية لأول مرة.
يذكر أن روجينا غابت عن الموسم الرمضانى الماضى، حيث أعلنت حينها أنها لم تجد الدور الذى يناسبها من بين كل المسلسلات التى عرضت عليها، مما دفعها للغياب عن الماراثون، لتعود بقوة هذا العام من خلال "البرنس" الذى يعد التعاون السادس بينها وبين المخرج محمد سامى.
السنوات الماضية شهدت تعاون الفنانة روجينا مع المخرج محمد سامى فى العديد من الأعمال سواء فى السينما أو الدراما، وذلك بعدما أسهم سامى فى عودة روجينا إلى بريقها من جديد بعد فترة من تواجدها بشكل غير قوى فى الأعمال التى قدمتها، وذلك باعترافها فى أكثر من تصريح فى السنوات الأخيرة، حيث قدمها بشكل جديد ومميز وبشخصيات لم تكن تتوقع أن تجسدها.
6 أعمال للمخرج محمد سامى اختار فيها روجينا لتجسيد أحد الأدوار الهامة فيها خلال 5 سنوات فقط، لتكون روجينا الممثلة المفضلة له فى أعماله، وبدأ التعاون بينهما فى مسلسل "مع سبق الإصرار" للنجمة غادة عبد الرازق عام 2012 لتظهر فى دور فتاة لعوب ورغم خوفها من تقديم هذا الدور إلا أنه حقق ردود أفعال جيدة جدًا وأدخلها مناطق جديدة فى نوعية الأدوار لم تكن تقدمها من قبل.
فى العام التالى مباشرة استعان محمد سامى بروجينا مرة أخرى فى مسلسل "حكاية حياة" مع النجمة غادة عبد الرازق أيضًا، وأسند لها دورًا جديدًا ومختلفًا عليها تمامًا، إذ ظهرت بدور شقيقة غادة عبد الرازق وأحمد زاهر القوية وصاحبة صوت مرتفع للغاية فى تعاملها وشريرة فى نفس الوقت، لتنجح فى ذلك وتكون مفاجأة العمل عقب عرضه.
وللمرة الثالثة على التوالى قرر محمد سامى العمل مجدداً مع روجينا فى مسلسل "كلام على ورق" للنجمة اللبنانية هيفاء وهبى، وجسدت دور فتاة تنهى دراستها الجامعية فى مصر، وتضطرها الظروف للسفر إلى لبنان وتدخل فى علاقة مع رجل بلا ضمير، حيث يتربح من وراء العمل بالدعارة، ويجند فتيات للعمل لحسابه.
وغاب محمد سامى عن الدراما فى عام 2015، وعندما عاد فى العام التالى بمسلسل "الأسطورة" للنجم محمد رمضان، اختار روجينا من جديد للمشاركة فى العمل ليكون التعاون الرابع بينهما وجسدت فى العمل شخصية حنان زوجة "رفاعى الدسوقى" الذى يتم قتله وتضطر للزواج من شقيقه ناصر لرغبة حماتها فى ذلك، وظهرت بشكل مميز من ناحية الأداء التمثيلى وحظيت بإشادات واسعة بعد عرض العمل الذى حقق نجاحًا كبيرًا.
فى السينما أيضاً رغم ابتعاد روجينا عنها لسنوات، قرر سامى الاستعانة بها فى فيلمين من إخراجه، الأول هو "سرى للغاية" والذى تظهر فيه كضيفة شرف، إضافة إلى فيلمه "3 شهور".
روجينا استطاعت خلال رحلتها الفنية أن تحقق نجاحات عديدة فى عالم السينما والتلفزيون، خطفت بها قلب وعقل الجمهور بتلقائيتها وبساطتها وإجادتها لكل أدوارها، فهى تثبت عامًا بعد آخر أنها من مدرسة الممثلات المتمكنات، أو بلغة المخرجين "ممثلة قماشتها واسعة" فأى دور يسند إليها تقدمه ببراعة وتبدع فيه، كما تجيد تقديم أدوار بنت البلد الجدعة الخيرة، كما تقدم بنفس البراعة أدوار الشر فهى لديها المقدرة على التلوين والتباين فى الأداء من دور لدور، ودائمًا ما تطارد روجينا الشائعات بأن زوجها الدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين يفرضها على المنتجين وأن الأدوار التى تعرض عليها يتم تفصيلها من أجل زوجها، ولكنها لا تلتفت لمثل هذه الشائعات وردت عليها فى تصريحات مختلفة بابتسامة، وقالت بكل هدوء:" الجمهور هو من يرد على مثل هذه الشائعات السخيفة".