الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الخميس 18 أبريل 2024 09:02 مـ 9 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

حكايات مثيرة من داخل سجن النساء ..راقصة بدرجة تاجرة مخدرات .. وتفاصيل ليلة سقوط نجمة الفضائيات

خلف القضبان حكايات مثيرة وحزينة لكنها تستحق الوقوف أمامها لأخذ الموعظة خاصة فى سجن النساء بالقناطر فيوجد نموذجين من السيدات في سجن النساء، نموذج دخلن السجن لأول مرة وقررن ألا يرجعن إليه مرة أخرى، ونموذج آخر داخل السجن تعودن على هذه الحياة فهن تخرجن من السجن وسرعان ما تعُدن إليه في قضية أخرى، وبصرف النظر عن الأسباب الحقيقة وراء دخول النساء السجن فهذا أمر لا يعنينا الآن، فنحن بصدد رصد حكايات مختلفة من داخل السجون فماذا وجدنا؟. قالت بعد إلقاء القبض عليها والابتسامة لا تفارق وجهها: "أنا لسُت قاتلة، أنا نجمة الفضائيات، أنا الراقصة الشعبية الأولى، حلمت بالشهرة لكن لم يسعفني الحظ، كنت أمضي ليلتي وأنا غارقة في أحلام اليقظة، استعرض نفسي وجسمي، فكرة الشهرة لم تفارق خيالي قط، كثيرًا ما راودتني فكرة أن يكتشفني أي شخص لأصبح نجمة الفضائيات، لكن دون جدوى، كنت ارتدى أجمل وأرقى بدل الرقص في الأحياء الشعبية بالقاهرة".

وأضافت: "زبائني كانوا يأتون لي بالاسم، إلا أن كل هذا لم يكن يرضيني، كنت أحلم أن أصبح نجمة شهيرة في الفضائيات، لكن بمرور الوقت وجدت نفسي محصورة فقط بين الملاهي الليلية والكباريهات، ولم أعُثر على ضالتي للدخول لعالم الأضواء والشهرة، بحثت كثيرًا، حاولت أكثر، وكنت أفشل مع بداية كل خيط يأخذني إلى طريق الشهرة والمال، أما نهايتي فكانت غير متوقعة".

بهذه الكلمات والعبارات بدأت الراقصة القاتلة، تروي قصتها في سطور المحضر الرسمي الذي حمل كل اعترافاتها بداية من احترافها الرقص، وحتى احترافها تجارة المخدرات، ثم قتلها زبون حاول اغتصابها، التفاصيل المثيرة نقدمها في سطور التحقيق التالي..

عشقت الرقص منذ صغرها، كانت كثيرًا ما تقف أمام المرآة وتمني نفسها أن تصبح في يوم من الأيام راقصة مشهورة، اتخذت من الراقصات الشهيرات في عالم الفن قدوة لها، وساعدها في تنمية هذا الحلم الغريب انفصال الأب عن الأم ومكوثها بمفردها في كثير من الأوقات، حيث نشأت في جو بعيد كل البعد عن أجواء الأسرة الطبيعية والأخلاق السليمة، والدها منذ أن انفصل عن والدتها وهو يكاد لا يرى أو يسأل عن طفلته الوحيدة، أما الأم فكانت من أهل الفن الشعبي والأفراح والموالد، كانت مطربة مغمورة حياتها مختلفة عن معظم البشر ليلها نهار ونهارها ليل، النهار يشهد النوم ثم بروفات الغناء والرقص، أما الليل فهو للسهرات والفرفشة.

هكذا نشأت الفتاة وسط أسرة تعمل في مجال الغناء والرقص الشعبي، وفي نهاية الليل يتحصلون على بعض الأموال التي تكاد تكفيهم على العيش، لذا بدأت الصغيرة تقلد كل تصرفاتهم وبمرور الوقت كشفت عن موهبة كبيرة في الرقص الشرقي، لاحظتها والدتها، ومن هنا بدأت القصة الحقيقة للراقصة الصغيرة «ملك» وهذا هو الاسم الذي اشتهرت به، لم يكن طموحها أن تغني وترقص في الموالد والأفراح الشعبية، وإنما كان حلمها أن تصبح راقصة مشهورة تتصدر صورتها أفيشات الملاهي الليلية، ونجمة الحفلات وأفراح رجال الأعمال، لذا قررت أن تترك بيت والدتها الملبد أصلًا بالغيوم، لتهرب إلى عالم أكثر ضبابية وهو عالم الملاهي الليلة، وسهرات الفرفشة، كانت تظن أنها بهذه الطريقة تختصر المسافات سريعًا، ظنت أن هذا الطريق هو الأسرع والأسهل ولكن لم يخطر ببالها أن الثمن سيكون غاليًا جدًا.

«ملك»، كانت تعتمد على قوامها الممشوق وإثارتها الفاتنة، رغم صغر سنها الذي لم يتعد الـ25 عامًا، كان كل من تقع عينيه عليها يراها فتاة ناضجة وفي كامل وأوج نشاطها وحيويتها، لذا اتخذت قرارها أن تغادر عالم والدتها المحدود في القرية الصغيرة، وتنطلق إلى عالم الشهرة والأضواء، لملمت ملابسها وحزمت حقائبها وتوجهت لموقف سيارة الأجرة واستقلت سيارة ميكروباص في طريقها للقاهرة وأثناء الطريق لم تلفت ولو لمرة واحده خلفها وكأنها كانت تستبق الأحداث، وهي لا تعلم ماذا تخبئ لها الأيام القادمة؟، فهي ذهبت إلى طريق اللاعودة.

جلست ملك في المقعد الأمامي بجوار السائق وطوال الطريق وهي شاردة الذهن، كان يبدو عليها أنها لأول مرة تطأ قدميها أرض القاهرة، كانت كثيرًا ما تسأل سائق الميكروباص عن أسماء الشوارع، ومعالم القاهرة، وبمرور الوقت أوضحت للسائق أنها تريد الذهاب لإحدى الأماكن المعروفة التي من خلالها يمكن أن تطرق أبواب عالم الفن والشهرة، وعلم من السائق من خلال حديثها معه أنها بدون مأوى ولا تعلم أين ستقضي ليلتها، فعرض عليها السائق أن تبيت ليلتها بمنزلة حتى الصباح وبعدها تقرر ماذا تفعل؟!

لم يكن أمام «ملك» أي مجال للاختيار، وافقت على هذا العرض واعتبرته طوق النجاة بالنسبة لها، ولم تكن تعلم أنها بداية النهاية وأن حياتها ستتبدل بشكل غير الذي رسمته لنفسها.

طالت إقامة «ملك» لدى السائق لفترة تجاوزت عدة أسابيع وخلال هذه الفترة كان السائق يقنعها بأنه يبحث لها عن أحد الأصدقاء الذين سيساعدها في ما تطمح إليه، حتى جاء الوقت الذي بدأ يطلب منها المقابل، وهو مساعدته في تجارته المحرمة «المخدرات»، كانت هذه هي بداية انحرافها عن الطريق الذي رسمته لنفسها، كانت تاجرة مخدرات نهارًا، وراقصة ليلًا في الأفراح الشعبية، لكنها لم تكن سعيدة بما وصلت إليه فهي تركت والدتها وهربت من أجل أن تصبح مشهورة، لا من أجل الرقص في الأفراح الشعبية.

كرهت حياتها وبدأت تفكر في طريق آخر حتى جاءت لها الفرصة المناسبة على طبق من ذهب عندما ألقي القبض على سائق الميكروباص بتهمة الإتجار في المخدرات، بدأت في التحرر من القيد الذي كان يحيط بحياتها.

مطرب مغمور
تعرفت «ملك»، على مطرب شعبي شاب في المنطقة التي كانت تسكن فيها، عاشت معه قصة حب جميلة، أوهمها الشاب أنه يحبها ونجح في إقناعها أنه سيكون بوابة عبورها لعالم الشهرة والفضائيات بحكم علاقاته المختلفة داخل الوسط الفني، صدقته بكل جوارحها، تزوجته عرفيًا وبدأت حياتها تأخذ منحنى آخر مع حبيبها المزعوم، الذي لم يكن في حقيقة الأمر سوى «قواد» حاول أن يستغلها في الأعمال المنافية للآداب.

ليلة سقوط نجمة الفضائيات

اكتشفت ملك بمرور الوقت حقيقة زوجها العرفي، وكيف نجح في أن يستغل عدم وجود سجل جنائي لها في أعماله الإجرامية المختلفة، فجأة وجدت نفسها متورطة معه في شبكة آداب كبرى، حاولت الهرب والنجاة بنفسها لكن دون جدوى، حتى جاءت اللحظة الحاسمة عندما طلب زوجها أن تذهب لقضاء سهرة حمراء مع أحد الزبائن بمقابل مالي كبير، رفضت بشدة، حاول زوجها إقناعها أن هذا الرجل سيمضي معها ساعة واحدة بعدها سيغادر القاهرة إلى غير رجعه وبالتالي فهي لن ترى وجهه مرة أخرى في مقابل مبلغ مالي كبير ستحصل عليه، لكنها أصرت على الرفض، والمشكلة الحقيقة تمثلت في أن هذا الزبون قام بدفع العربون للزوج.

ومن هنا نشبت بينهما مشادة كلامية عنيفة تطورت إلى مشاجرة قام على أثرها الزوج القواد بضرب زوجته بشدة، مما جعلها تهرول إلى المطبخ وتحضر سكينًا وتهدد به زوجها الذي لم يعرها أي اهتمام وحاول أن يجبرها على الذهاب معه لهذا الزبون، فما كان منها إلا أن طعنته طعنه قوية في رقبته، لفظ على أثرها أنفاسه الأخيرة.

فجأة وبلا مقدمات وجدت «ملك» أحلامها تنهار أمامها، فجأة تبدلت طموحاتها من نجمة للفضائيات إلى قاتلة تواجه مصيرها المحتوم.

لم تمر سوى عدة ساعات على ارتكابها جريمة القتل، حتى نجح رجال المباحث في إلقاء القبض عليها أثناء محاولتها العودة إلى قريتها مرة أخرى، وهي تصرخ في وجوههم أنا لسُت قاتلة.

بعد إلقاء القبض عليها بكت بشدة، وقالت في اعترافاتها أنها لم تتخيل أن تنتهي أحلامها هكذا بسبب زوجها المخادع، لكنها كانت تؤكد دائما أنها كانت في حالة دفاع شرعي عن النفس، «ملك» الآن تقضي فترة عقوبة 15 سنة بالسجن المشدد بتهمة قتل زوجها، تركناها لسنواتها المقبلة خلف القضبان، أما طموحاتها فلن تتحقق سوى في أحلام اليقظة فقط بعد أن خسرت كل شئ.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.