الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 27 أبريل 2024 07:57 صـ 18 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

”قولوا لعين الشمس ماتحماشي” قصة أغنية شادية وبليغ التي كشفت أول عملية اغتيال سياسي

في عام 1966، بثت الإذاعة أغنية شادية الجديدة "قولوا لعين الشمس ما تحماشي"، والتي كانت من كلمات الشاعر الشاب وقتها مجدي نجيب وألحان الملحن المعجزة بليغ حمدي، هذه الأغنية التي نجحت بشدة فور طرحها، كانت لها قصة طويلة ومثيرة، ولم تكن شادية هي أول صوت يغني قولوا لعين الشمس، فالأغنية الأصلية تغنت يوم 28 يونيو عام 1910.

width="640">غنى الكلمات الأصلية للأغنية العالمة والأسطى" نعيمة شخلع"، والتي كانت تعد واحدة من أشهر أسطوات شارع عماد الدين، وكانت تقول الأغنية "قولوا لعين الشمس ما تحماشي، أحسن غزال البر صابح ماشي"، وقصة الأغنية تعود للبطل الذي لقب بـ"غزال البر".

في عام 1910، عندما كانت مصر تحت الاحتلال الإنجليزي، وكان الحاكم وقتها هو الخديوي عباس حلمي الثاني، وهو آخر من حمل لقب الخديوي حيث تم خلعه في مايو عام 1914 وتم تعيين عمه حسين كامل سلطان على مصر لينتهي عصر الخديوات، كان رئيس وزراء مصر حينها هو بطرس باشا نيروز غالي، وكان قد جهز مشروع لمد امتياز قناة السويس لمدة 40 عاما أخرى أي أن الامتياز يمتد حتى عام 2008، ولكن في أكتوبر عام 1909 استطاع الزعيم الوطني محمد فريد أن يحصل على نسخة من المشروع الذي يعده بطرس غالي، لتبدأ حركة وطنية هدفها مناقشة المشروع في الجمعية العمومية للبلاد، وبالفعل يرضخ الخديوي لمطالب الحركة الوطنية بزعامة محمد فريد، ويقرر أن يتم مناقشة المشروع في الجمعية العمومية يوم 10 فبراير عام 1910.

وفي ذلك الحين حضر اجتماع الجمعية العمومية شاب يدعى إبراهيم ناصف الورداني، وهو الذي توصل لحل جذري ونهائي لتلك المشكلة وأزمة مد امتياز قناة السويس ولكن تلك الفكرة كانت دموية، كان الورداني يعمل صيدلي ودرسها في سويسرا ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة الكيمياء، وعاد إلى مصر عام 1909 وانتمى للحزب الوطني الذي كونه مصطفى كامل وزعمه من بعده محمد فريد، وانضم لجماعة سرية لمقاومة الاحتلال، وكانت تدعى "جمعية التضامن الأخوي".

الحل الذي اقترحه إبراهيم كان يتلخص في اغتيال بطرس غالي، فمن وجهة نظر الورداني كانت جرائم غالي قد عظمت فهو من ترأس محاكمة فلاحين دنشواي، وأقر قانون المطبوعات الذي كان يصادر الصحف ويغلقها، واتفاقية الحكم الثنائي لإقليم السودان التي جعلت إنجلترا تحكم السودان بالمشاركة مع مصر، فتربص له إبراهيم الورداني يوم 20 فبراير عام 1910، الساعة الواحدة ظهرا أمام وزارة الحقانية "العدل" وأطلق عليه 6 رصاصات أصابته إثنين في رقبته فمات على الفور، وتم إلقاء القبض على إبراهيم الورداني.

لم ينكر إبراهيم الورداني فعلته بل اعترف بها وأنه قام بقتل "خائن"، لتصبح تلك الحادثة هي أول حادثة اغتيال سياسي في مصر الحديثة، وفي 21 ابريل 1910 عرض الورداني على المحكمة، والتي حكمت بإعدامه في 18 مايو وطلبت المحكمة رأي المفتي، والذي قال إنه لا يجوز إعدام مسلم بدم غير مسلم، ولكن المحكمة قررت رفض رأي المفتي وتنفيذ الحكم الذي تم في 28 يونيو من نفس العام.

ما علاقة أغنية "قولوا لعين الشمس" بهذه القصة، فهي أنه بعد إلغاء فكرة تمديد امتياز قناة السويس، وعقب اغتيال بطرس غالي، تحولت القضية لرأي عام وكان الشارع المصري كله يتعامل مع الورداني بصفته البطل الذي خلص مصر من أحد الخونة، لدرجة أنه تم إطلاق عليه لقب "غزال البر" كما تم تجهيز وتلحين وغناء الأغنية وقبل إعدامه بيوم خرج الجميع في مظاهرات يتغنون بكلماتها، وبالطبع نست الأغلبية العظمى الأغنية مثلما نسوا غزال البر حتى جاء مجدي نجيب وأحياها.

وبعد أن إنتشرت صورة هذا البطل في كل بيت من بيوت مصر ، صدر قانون خصيصاً يحرم ويجرم أي شخص معه صورة إبراهيم الورداني.

ومر الزمن وأعاد مجدي نجيب كتابة كلمات الأغنية ولحنها بليغ وغنتها شادية، والغريب أن ما نسمعه الآن ليست أيضًا الكلمات التي كتبها مجدي نجيب كما هي، لأن بليغ طلب تعديل العديد منها لتتوافق مع اللحن الذي وضعه.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.

موضوعات متعلقة