إيران: احتمال اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل قائم وسط تصاعد التوترات الإقليمية

الجمعة 05/سبتمبر/2025 - 05:53 م

تصريحات إيرانية مثيرة للقلق

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، خلال زيارته الرسمية إلى العراق اليوم الجمعة، أن المنطقة تقف على حافة مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل، وأوضح في تصريحاته، التي نقلتها شبكة «روسيا اليوم»، أن طهران تسعى بكل قوة لمنع انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب شاملة، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن احتمالية اندلاع صراع مسلح مع "النظام الصهيوني" تبقى مرتفعة للغاية، ويرصد الموجز التفاصيل.

خلفية التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب الهجوم العسكري الواسع الذي شنته إسرائيل على إيران في يونيو الماضي، والذي استمر 12 يوماً متواصلاً بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة، واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة منشآت نووية إيرانية حساسة، أبرزها محطة "فوردو" النووية الواقعة تحت الأرض.
وبررت تل أبيب العملية بأنها رد وقائي على ما وصفته بـ"التهديدات المتزايدة" الناجمة عن البرنامج النووي والصاروخي الإيراني. لكن خبراء القانون الدولي اعتبروا تلك الضربات انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

الرد الإيراني بالصواريخ الباليستية

في المقابل، ردت طهران بقوة عبر إطلاق صواريخ باليستية استهدفت الأراضي المحتلة، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً، وفق بيانات رسمية، أما الجانب الإيراني فقد تكبد خسائر بشرية كبيرة جراء الغارات الإسرائيلية، حيث قُدر عدد الضحايا بما يقرب من ألف شخص.
وقد أثار هذا التصعيد العسكري المتبادل قلقاً واسعاً على المستويين الإقليمي والدولي، إذ حذرت منظمات حقوقية من الكارثة الإنسانية الناتجة عن استهداف المدنيين، ودعت إلى فتح تحقيقات عاجلة بشأن الانتهاكات التي وقعت خلال النزاع.

قلق دولي ومطالب بالتهدئة

التوترات الأخيرة بين طهران وتل أبيب لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تمتد إلى الملف النووي الإيراني، الذي يثير جدلاً متصاعداً داخل أروقة السياسة العالمية. وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق عن زيادة في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، ما يضاعف المخاوف من إمكانية تطوير قدرات نووية عسكرية.
وفي ظل هذه التطورات، تزايدت المطالب الدولية بضرورة ضبط النفس والدخول في مفاوضات سياسية عاجلة، لتجنب إشعال حرب جديدة قد تمتد آثارها إلى دول الجوار وتؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

مستقبل الصراع مفتوح على كل الاحتمالات

يرى محللون أن الأوضاع الحالية تنذر بمرحلة أكثر خطورة في العلاقات بين إيران وإسرائيل، حيث إن غياب حل سياسي شامل، مع استمرار تبادل الضربات والتصريحات العدائية، يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالية اندلاع مواجهة جديدة قد تكون أعنف من سابقتها.
ويؤكد خبراء أن أي حرب جديدة في المنطقة لن تقتصر تداعياتها على الأطراف المباشرة فقط، بل ستؤثر بشكل عميق على أمن الطاقة العالمي وأسعار النفط والغاز، فضلاً عن تهديد طرق الملاحة الحيوية.