أبو الغيط يحذر: 90% من الغذاء يُستورد في بعض الدول العربية

أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط

أزمة غذاء متصاعدة في المنطقة العربية

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الأمن الغذائي أصبح واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في العالم العربي، في ظل تفاقم نقص الموارد المائية وتراجع الإنتاج الزراعي، مشيرًا إلى أن المنطقة تواجه فجوة غذائية تُعد الأكبر عالميًا.


جاءت تصريحات أبو الغيط خلال كلمته في المؤتمر السنوي لممثلي المكاتب الإقليمية والقطرية لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، والذي عُقد في أحد فنادق العاصمة الإدارية الجديدة بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.

50% من الغذاء مستورد.. ودول تعتمد على 90% من الخارج

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الدول العربية تستورد ما يصل إلى 50% من احتياجاتها الغذائية، بينما تعتمد بعض الدول الأخرى على الاستيراد بنسبة تقترب من 90%، وهو ما يعكس هشاشة منظومة الأمن الغذائي العربي.
وأوضح أن الموارد المائية الشحيحة تمثل تحديًا خطيرًا، إذ يصنف 10 دول عربية من أصل 22 ضمن الدول الأكثر معاناة من ندرة المياه، بينما تواجه 13 دولة حالة "شح مائي مطلق"، الأمر الذي يضع الزراعة في وضع بالغ الصعوبة ويزيد من الضغط على سلاسل الإمداد الغذائية.

55 مليون عربي يعانون من سوء التغذية

وأشار أبو الغيط إلى أن أكثر من 55 مليون نسمة في العالم العربي يعيشون في ظروف مرتبطة بنقص التغذية، ما يعكس حجم الأزمة التي تشهدها المنطقة، ويحذر من مستقبل قد يصبح أكثر تعقيدًا إذا لم تُعالج أسباب الأزمة من جذورها.

الحروب والنزاعات تفاقم الأزمة

ولفت الأمين العام إلى أن الحروب الأهلية والنزاعات السياسية في عدة دول عربية تُعد أحد أخطر أسباب تفاقم انعدام الأمن الغذائي، موضحًا أن الأوضاع في السودان منذ 2023 تمثل نموذجًا واضحًا لانهيار القدرة على توفير الغذاء بسبب الصراع الداخلي، حيث يعاني الملايين من نقص حاد في الإمدادات الغذائية.
وأضاف أن الصومال تواجه من جانبها تحديات مناخية قاسية وموجات جفاف طويلة، بينما يظل الوضع الإنساني في فلسطين شديد التعقيد، إذ يعاني 2.2 مليون فلسطيني من نقص حاد في الغذاء، إلى جانب الدمار الواسع الناتج عن الهجمات الأخيرة التي أدت إلى سقوط أكثر من 100 ألف قتيل.

تدمير الزراعة الفلسطينية ومنع دخول المساعدات

أكد أبو الغيط أن مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الفلسطينية تعرضت للحرق أو التلغيم، ما أدى إلى توقف الإنتاج الزراعي تقريبًا، ودفع السكان للاعتماد على المساعدات الإنسانية.
وطالب برفع كل القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة بشكل فوري، محذرًا من أن الوضع قد يصل إلى مستويات كارثية إذا استمرت العراقيل على المعابر.

تأثير كورونا والحرب الأوكرانية على الأمن الغذائي

وتطرق الأمين العام إلى تأثير جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي العربي، موضحًا أن تلك الأزمات العالمية كشفت هشاشة سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما ضغط على ميزانيات الدول العربية ورفع مستويات التضخم الغذائي.

دعوة لتأسيس منظومة عربية آمنة للغذاء

وفي ختام كلمته، شدد أبو الغيط على ضرورة تأسيس منظومة عربية راسخة توفر السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مستقرة، مع تعزيز التنسيق بين الدول العربية وزيادة الاستثمار في مشروعات الزراعة والري، لضمان تحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد في السنوات المقبلة.

 

تم نسخ الرابط