السوريون يحيون الذكرى الأولى لرحيل الأسد.. احتفالات واسعة وتعهدات بإرساء نظام عادل

احتفالات السورييون
احتفالات السورييون

تحيي سوريا اليوم الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، في وقت تسعى فيه البلاد إلى تثبيت خطوات التعافي السياسي والاقتصادي بعد أعوام طويلة من الصراع، وتتصدر مظاهر الاحتفال مختلف المدن السورية، بينما يواصل الرئيس الجديد أحمد الشرع الدفع نحو مرحلة انتقالية تُبنى على الشفافية والشمولية، ويرصد الموجز التفاصيل. 

احتفالات مركزية في دمشق ومدن عدة

امتلأت ساحة الأمويين في دمشق منذ ساعات الصباح بالتجمعات التي رفعت العلم السوري الجديد، ضمن استعدادات رسمية وشعبية لإحياء ذكرى 8 ديسمبر، اليوم الذي غادر فيه الأسد البلاد متوجها إلى روسيا قبل عام بعد سيطرة قوات المعارضة على العاصمة.
حماة ومدن أخرى شهدت بدورها فعاليات احتفالية واسعة خلال الأيام الماضية، حيث خرج الآلاف في شوارعها للتعبير عن فرحتهم بسقوط النظام السابق وبداية مرحلة جديدة.

 

غياب الفعاليات في الشمال الشرقي لأسباب أمنية

الإدارة الذاتية الكردية هنأت السوريين بذكرى سقوط بشار الأسد، إلا أنها حظرت التجمعات والفعاليات في مناطقها، مشيرة إلى نشاط متزايد لما وصفتها بـ"الخلايا الإرهابية" التي قد تستغل المناسبة لاستهداف المدنيين.
ورغم ذلك، تؤكد الإدارات المحلية في الشمال الشرقي تمسكها بالحفاظ على استقلالها الإداري ضمن الإطار الوطني.

 

خطاب الشرع: دعوة للوحدة ومحاسبة المسؤولين عن العنف

الرئيس أحمد الشرع، وفي خطاب ألقاه أواخر نوفمبر، دعا السوريين إلى النزول للساحات لإظهار وحدتهم الوطنية، مؤكدًا أن سوريا اليوم "تعيش أفضل فتراتها" رغم تكرار حوادث أمنية متفرقة.
الشرع تعهّد بمحاسبة المسؤولين عن أي أعمال عنف خلال المرحلة الانتقالية، في خطوة تهدف لطمأنة الشارع وتعزيز الثقة في الإدارة الجديدة.

 

تحولات جذرية في السياسة الخارجية السورية

منذ توليه الحكم، أعاد الشرع صياغة العلاقات الدولية لسوريا، مبتعدًا عن التحالفات التقليدية مع إيران وروسيا، ومقتربًا من الولايات المتحدة ودول الخليج العربي.
كما رفعت أغلب الدول الغربية العقوبات التي كانت تعيق الاقتصاد السوري، مما فتح الباب أمام عودة تدريجية للاستثمارات والنشاط التجاري.

 

طريق طويل نحو انتخابات ودستور جديد

كشف الشرع أن المرحلة الانتقالية ستستمر أربع سنوات إضافية، بهدف وضع دستور جديد يُطرح للاستفتاء الشعبي، يلي ذلك إجراء انتخابات عامة.
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى بناء مؤسسات قوية، وضمان عدم عودة البلاد إلى ما قبل 2025.

 

التحديات الاقتصادية والإنسانية مستمرة

رغم عودة نحو مليون ونصف المليون لاجئ، وفق البنك المركزي السوري، لا تزال البلاد تواجه احتياجات إنسانية هائلة، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 16.5 مليون شخص سيحتاجون إلى المساعدة خلال 2025.
كذلك ما تزال مناطق عديدة تشهد اعتداءات إسرائيلية متكررة، وهو ما تدينه دمشق بشدة وتعتبره تعديًا على سيادتها.

 

بعد سقوط حكم استمر 54 عامًا لعائلة الأسد، تقف سوريا أمام مفترق طرق حاسم، فبين احتفالات التحرر وتحديات إعادة البناء، يسعى السوريون اليوم لتثبيت واقع جديد يتطلع إلى دولة أكثر عدلًا واستقرارًا، بينما تبقى السنوات المقبلة حاسمة في صياغة مستقبل البلاد.

تم نسخ الرابط