الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 09:43 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

حكايات حزينة من دفتر «المدفونون بالحيا» في بدروم وزارة الأوقاف


الإهمال لافتة كبيرة باتت تعلق داخل أروقة ومكاتب المؤسسات الحكومية التي مازالت تغط في سبات عميق.. في وزارة الأوقاف وداخل الأدوار المخصصة لقسم الأرشيف استوطن الإهمال واتخذ صوراً وأشكالاً مختلفة،حيث تلال القمامة والأدراج والمكاتب المحطمة والأتربة والفئران والحشرات التي أضحت سكان المكاتب الحكومية في دولة الإهمال الحكومي.
فور أن تطأ قدماك "الأرشيف" في الطابق السفلي بوزارة الأوقاف تري الإهمال حياً نابضاً أمام عينيك،تعتقد أن الدور قد خصص مقلباً لـ"الزبالة " أو أنه تم حظر النظافة به لوجود "كركبة" شديدة،شبابيك بلا أسلاك،وأخري بلا زجاج، وأدراج قديمة لا حاجة لوجودها، و"مواسير" صرف صحي تمر من داخل مكاتب الموظفين وفوق الأوراق الخاصة بالمواطنين.
داخل أرشيف الوزارة أكوام من القمامة والمخلفات و"الكراكيب" يطل من بينها موظف برأسه وهو يضع مجلدات من الأوراق والمستندات منكباً عليها محاولاً قضاء احتياجات المواطنين المترددين علي الوزارة.
موظفو وزارة الأوقاف من العاملين في الأرشيف تحدثوا عن المعاناة قائلين: نعيش حالة من الفزع والقلق الشديد،ونحن نعمل داخل مكاتب غير آدمية وغرف لا تصلح لتكهين المعدات أو حفظ "الكراكيب" داخل إدارة تعاني من الإهمال الشديد وسط تجاهل المسئولين،مطلوب منا أن نقضي حوائج المواطنين وأن نقابلهم بابتسامة عريضة ونحن لا نجد مكاتب أدمية نجلس عليها أو أدراجاً نحفظ بها الأوراق والمستندات خاصة أن الإدارة التي نعمل بها المفروض أنها عقل الوزارة حيث انها مكان حفظ أرشيف الأوراق والمستندات الخاصة بالوزارة.
وأضافوا: صور الإهمال عديدة جداً حيث تحولت المكاتب إلي ساحة سباق للفئران والحشرات،وبين الحين والآخر نطارد ثعباناً مختبئاً خلف المكاتب المحطمة أو أكوام الأوراق والمستندات وآخر مرة وجدنا ثعباناً وسط "الشالونات" الخاصة بحفظ الملفات.
وأكد الموظفون: أن التجاهل وإنكار الأمر هو سيد الموقف، مشيرين إلي أن المسئولين غير مهتمين بنظافة المكاتب والأرشيف، ويقومون بتضليل الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ولا ينقلون له الحقيقة رغم اجتهاده وعمله ليل نهار للارتقاء بالوزارة.
وأكد الموظفون: أنهم رأوا ثعباناً بين مكاتبهم في أرشيف الوزارة، منذ ما يقرب من 15 يوما وقاموا بـ"إبلاغ" عبدالحكيم بهجت المدير العام للشئون الإدارية، إلا أنه لم يحرك ساكناً ورد عليهم : "نعملكم إيه..المكاتب فيها ثعابين اقعدوا في الطرقة".
وأضاف أحد الموظفين : تقدمنا بمذكرة للمهندس جمال فهمي، وكيل الوزارة لقطاع المديريات، فحولها إلي وزارة الصحة لطلب تعقيم المكاتب، وكان الأولي أن يقوموا بتجديد المكاتب وإزالة الأدراج والمكاتب المحطمة وتنظيف المكان، إلا أن شكوانا لم يرد عليها أحد وبعد تكرار واقعة رؤية ثعابين قمنا بجلب "حاوي" عن طريق أحد العاملين،لتطهير المكان من الأفاعي إلا أنه لم يتمكن من الإمساك به،وقال لنا: إن المكان به أكثر من ثعبان ولن اتمكن من اخراجه إلا بعد نقل جميع الشالونات الخاصة بوحدة الحفظ خارج المكاتب،ورفض المسئولون إخلاء المكاتب.
ويضيف العاملون: مطالبنا قوبلت بالتجاهل بعد أن طالبنا أكثر من مرة بتجديد المكاتب والتخلص من الحطام وتنظيف المكان إلا أن المسئولين رفضوا بل إنهم حاولوا تهديدنا بتعليمات تنص علي: أنه من يرفض العمل في المكان، سيتم نقله خارج الديوان وسيتم مجازاته بالخصم.
الموظفون قالوا إنهم يعملون وسط كل هذه الأزمات إلا أنهم يؤدون أعمالهم حتي لا تتعطل مصالح الناس.
ويروي أحد الموظفين فصلاً آخر من فصول الإهمال قائلاً :" ظهر ثعبان منذ فترة لإحدي الموظفات بمكتبها، وصدمت من رد الإدارة عليها كبري دماغك، ومتقوليش لحد عشان ميخافوش"، مؤكدًا أنها لم تكن المرة الأولي حيث تم استخراج ثعابين من الأرشيف منذ شهور، ولم يتم الاهتمام بالأمر من وقتها.
وأكدت إحدي الموظفات، أن الأمر لا يقتصر علي وجود ثعابين فقط، بل يوجد "عرس" و"فئران" و"حشرات".
وقالت: أثناء استخراجي لبعض الملفات من أدراج الأرشيف رأيت رأس ثعبان، فأصبت بحالة من الذعر وخرجت مسرعة من المكتب، وقدمت طلباً للإدارة إلا أنهم لم يتخذوا أي إجراء ومازال الوضع كما هو عليه.
واستنكرت الموظفة عدم الاهتمام بنظافة المكان، علاوة علي وجود شبابيك محطمة وزجاج مهشم ومواسير صرف و"كركبة" بين الملفات والشالونات.
وقالت موظفة أخري: بالرغم من وجود الثعبان، وتخوفنا من العمل في ظل ذلك الوضع، إلا أن المسئولين نهرونا حين عرضنا المشكلة عليهم، وقاموا بتهديدنا بالنقل إلي مقر آخر بالوزارة بمدينة السادس من أكتوبر، مشيرة إلي أن المكان مليء بالقمامة، ولم يتم تعقيمه حتي الآن.
وأضافت: لا نعلم هل الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، علي علم بذلك أم لا؟. وقالت: المسئولون "مكتمين" علي الإهمال فعندما عرضنا الأمر علي المهندس جمال فهمي، وكيل الأوقاف لقطاع المديريات، قال لنا :"إيه يعني ما أنا عندي عرس ومفيهاش حاجة".
وأكدت : أن مدير الأمن فحص الوضع بنفسه،ووعد باتخاذ الإجراءات اللازمة إلا أن الوضع بقي كما هو عليه.
مشيرة إلي أن الموظفين يقومون بتنظيف المكاتب بأنفسهم، لعدم وجود عمال نظافة.
ومن جانبها قالت صباح عبدالباري، مديرة إدارة المحفوظات: هذا الكلام غير صحيح ولا يوجد ثعبان في المكان، والموظف الذي نشر ذلك "عاوز يزوغ"، وأشارت إلي أن "الفئران" و"العرس "موجودة ولكنها لا تشكل خطراً كما يدعي الموظفون.
ونفي عبدالحكيم بهجت المدير العام للشئون الإدارية، وجود أي ثعابين في الأرشيف قائلاً :" الموظفين بيخلقوا قصص وروايات".
نفي المسئولين لوجود إهمال في الأرشيف تكذبها الصور التي التقطتها "الموجز" للأرشيف ويظهر فيها كم الزبالة والمخلفات والأدراج المحطمة والصرف الصحي الذي يمر من فوق مكاتب الموظفين".

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.