الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 07:06 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

المخابرات الأمريكية تضغط على أوباما للتوسع فى حربه ضد داعش

اوباما
اوباما
أوضح موقع بلومبرج الأمريكي, على لسان الصحفى جوش روجين، أنه مع كل خطوة إضافية، يخاطر أوباما باستدراج الولايات إلى الصراع الذي أمضى خمس سنوات في محاولة تجنبه. وذلك تعليقاً على الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع كبار مسؤولي الأمن القومي في مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA أمس للبحث في خيارات زيادة الضغط على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا،
وضم اجتماع لجنة مسؤولي مجلس الأمن القومي عدداً من الوزراء الذين ضغط معظمهم على أوباما للسماح لهم ببذل المزيد لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا. وبحسب بعض التقارير، فإن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أزعج أوباما مرات عديدة محاولاً إقناعه بتوسيع نطاق المهمة العسكرية، إلى درجة أن أوباما اشترط الحصول على الإقتراحات العسكرية من وزير الدفاع فقط.
ووفقاً لاثنين من المسؤولين الرسميين في الإدارة الأمريكية، يتضمن أحد الإقتراحات المطروحة للنقاش الآن إضافة 250 جندياً من قوات العمليات الخاصة في سوريا، وهي الخطة التي يدعمها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر. وثمة اقتراح آخر يتمثل في مطالبة الرئيس أوباما بتفويض الجيش إجراء تدريب مباشر للقوات الديمقراطية السورية (ائتلاف من جماعات معظمها كردية تحارب تنظيم داعش الإرهابي في شمال شرق سوريا).
يلفت روجين إلى أن الإدارة الأمريكية تنقسم معسكرين مع وجهات نظر متناقضة إزاء كيفية محاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، إذ يرغب أحدهما في زيادة تدريب الأكراد وتسليحهم بدرجة كبيرة، باعتبارهم، برأي البعض، القوة الأكثر فعالية في محاربة داعش. ويشكك هذا المعسكر، الذي يضم بعض من كبار مسؤولي البنتاجون وقادة العمليات الخاصة المشتركة وبريت ماكجورك المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، في جماعات المعارضة السنية المعتدلة، كما يرفض قلق تركيا بشأن التوسع الإقليمي الكردي.
ويضم المعسكر الآخر المسؤولين الذين يرغبون في زيادة الدعم لجماعات المعارضة السنية التي لا تنتمي إلى داعش أو جبهة النصرة. ويجادل هؤلاء بأن هذه الجماعات هي وحدها القادرة على طرد تنظيم داعش من الأراضي السنية، ثم السيطرة على تلك المناطق وحمايتها من الإرهابيين. وتأتي الأسماء البارزة في هذا المعسكر من السفارة الأمريكية في أنقرة ومكتب الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية (الذي يغطي تركيا) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA . ويضيف روجين: "خلال الأسابيع الأخيرة، تم تعزيز هذا المعسكر من خلال تعاون جديد مع الحكومة التركية لمساعدة جماعات المعارضة السنية على فرض سيطرتها على المنطقة في شمال سوريا التي تقترب من حلب وتمتد على طول الحدود السورية التركية. وللمرة الأولى، قامت القوات العسكرية التركية والأمريكية بتنسيق ضربات لدعم جماعات المعارضة السنية التي تسيطر الآن على مساحة كبيرة مما يُطلق عليه (جيب منبج) الذي يُعد منطقة محورية استولى عليه تنظيم داعش".
وفي الوقت نفسه، يسعى الأكراد أيضاً إلى التحرك للسيطرة على هذه المنطقة الحيوية في محاولة لربط المناطق الشرقية والغربية الخاضغة لسيطرتهم. وإذا نجحوا في ذلك، سوف تمتد السيطرة الكردية من الحدود اللبنانية إلى الحدود العراقية الإيرانية، الأمر الذي يفضي، برأي روجين، إلى ترسيخ دولة كردية – بحكم الأمر الواقع – وهو ما تصر تركيا على منعه.
ويشير روجين أن اجتماع أوباما مع كبار المسؤولين سيحاول التوفيق بين الدعم الأمريكي لهذه المجموعات التي تحمل أهدافاً متناقضة.
ويقول روجين: "يشكو مشرعو الحزبين في الكونغرس من أن الولايات المتحدة باتت أكثر انخراطاً في سوريا، من دون وجود أي خطة واضحة تكشف عن كيفية قيام القوات والموارد الأمريكية بدحر تنظيم داعش الإرهابي".
وينقل روجين وجهات نظر السياسيين المعارضين لتدخل القوات الخاصة الأمريكية في سوريا وكذلك لتدريب جماعات المعارضة السورية وتسليحها، ومنهم السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي الذي يرفض، منذ فترة طويلة، زيادة التورط العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.
ويرى ميرفي أنه على الولايات المتحدة إدراك حدود قوتها ومقاومة اللجوء إلى استخدام الحلول العسكرية في الصراعات المعقدة التي تتطور بصورة مفرطة وتخرج عن السيطرة الأمريكية. ويتفق ميرفي مع وجهة نظر الرئيس أوباما الذي كثيراً ما يتحدث عن الفخ الذي يمكن أن يقع فيه صانعو السياسات من جراء التصعيد البطيء للالتزام العسكري للولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن النواب الذين يؤيدون التدخل العسكري في سوريا، يشككون في أن يسفر بحث الرئيس أوباما في مزيد من الخيارات لمحاربة داعش خلال هذا الأسبوع، عن نتائج إيجابية على أرض الواقع. وينقل روجين انتقاد السناتور الجمهوري جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونجرس للسياسة التدريجية التي ينتهجها الرئيس أوباما في سوريا والتي كانت بمثابة "إشكالية".
ويرى ماكين أن أموراً مثل قيام الولايات المتحدة بنشر المزيد من القوات الخاصة في سوريا أو حتى زيادة تدريب الأكراد وتسليحهم، تُعد بمثابة تكتيكات يفسد التركيز عليها تحقيق الهدف، ويوضح قائلاً: "يشبه الأمر الزحف لتحقيق مهمة من دون وجود إستراتيجية، ومن ثم يكون الوصول إلى النجاح، على الأرجح، من الأمور البعيدة المنال... عليهم إخبارنا عما يفعلونه وعدد الأشخاص الموجودين هناك، وماهية خططهم، فضلا عن وضع خطوط عريضة للإستراتيجية التي لا يزالون يفتقرون إليها حتى الآن".
ويلفت روجين أن إستراتيجية الإدارة الأمريكية المُعلنة تتمثل في حرمان تنظيم داعش الإرهابي من الأراضي والأموال والجنود والدعم، والعمل مع القوى الكبرى للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، الأمر الذي من شأنه أن يقود إلى تمكين جميع الجهات الفاعلة من التركيز على المعركة ضد الإرهابين.
ويختم أن محادثات السلام السورية في جنيف تمنح للولايات المتحدة وحلفاءها متنفياً لتحقيق هذه الاستراتيجية التدريجية والبحث عن مقاربات أخرى. ولكن إذا انهارت هذه المحادثات، جنباً إلى جنب مع وقف إطلاق النار أو "الهدنة"، ستنقلب الأمور رأساً على عقب، وسيكون متوقعاً أن يتوافر لدى الرئيس أوباما "خطة" لا مجرد تكثيف تلك التكتيكات التي لم تحرز إلا تقدماً "متواضعاً" حتى الآن.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.