إسرائيل تعلن بناء جدار خرساني على الحدود مع سوريا لتعزيز الحماية الأمنية

شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ خطة لبناء جدار خرساني ضخم على طول الحدود مع سوريا، في خطوة أثارت جدلًا سياسيًا وأمنيًا واسعًا في المنطقة، ويأتي هذا التحرك في وقت تتزايد فيه التوترات الحدودية، وتبرز فيه المخاوف الإسرائيلية من تسلل محتمل لعناصر مسلحة عبر الجولان السوري المحتل، أو شن عمليات فدائية مستوحاة من أحداث غزة والضفة الغربية.
ويعرض لكم الموجز التفاصيل .
أهداف أمنية معلنة
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الجدار يهدف إلى "تعزيز الحماية على الجبهة الشمالية"، مشيرة إلى أن المنطقة الحدودية مع سوريا أصبحت أكثر هشاشة في السنوات الأخيرة نتيجة الحرب الأهلية السورية، وانسحاب قوات النظام من بعض النقاط المتاخمة للحدود، وأوضحت أن المشروع يتضمن إقامة حواجز خرسانية، وخنادق عميقة، وسياجًا إلكترونيًا مزودًا بكاميرات حرارية وأجهزة رصد.
ويشمل المخطط، وفق تقارير إسرائيلية، تحويل الحدود إلى منطقة أمنية مغلقة، تضم دوريات متحركة على مدار الساعة، ومنصات مراقبة عسكرية، ومن المتوقع أن يمتد الجدار لأكثر من 70 كيلومترًا، في مناطق ذات تضاريس وعرة، وسط مشاركة وحدات هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي فقط دون تدخل شركات مدنية.
تحذيرات دولية واعتراضات سورية
في المقابل، أدانت سوريا الخطوة واعتبرتها انتهاكًا صريحًا لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، التي ترعاها الأمم المتحدة، وتنص على إقامة منطقة عازلة خالية من التحصينات العسكرية الثقيلة، ونددت وزارة الخارجية السورية بما وصفته بـ"تصعيد خطير" قد يُشعل المنطقة، متهمة إسرائيل بمحاولة فرض واقع جديد في الجولان.
كما حذرت منظمات حقوقية ودبلوماسيون عرب من أن بناء الجدار سيمثل سابقة خطيرة، قد تُفقد الثقة بأي مفاوضات مستقبلية، خاصة أن الجدار يمر في بعض نقاطه داخل أراضٍ سورية تعتبرها الأمم المتحدة محتلة.
سياق استراتيجي أوسع
يرى مراقبون أن الجدار يأتي في إطار سياسة "التحصين الحدودي" التي تنتهجها إسرائيل منذ سنوات على حدودها مع لبنان وقطاع غزة ومصر، لكنها هذه المرة تُنذر بتصعيد أشد خطورة، نظرًا لحساسية الجبهة السورية، وتعدد الأطراف المتداخلة فيها، مثل إيران وحزب الله وميليشيات أخرى.
ويبدو أن الاحتلال يمضي قدمًا في تعزيز وجوده العسكري جنوب سوريا، مستغلًا حالة الانقسام الداخلي هناك، ومؤكدًا مرة أخرى أن الأمن الإسرائيلي يُبنى على حساب السيادة العربية.
اقرأ أيضا : إصابة نتنياهو بالتهاب في الأمعاء.. وعائلات الأسرى تطالبه بصفقة شاملة
إيران: وقف إطلاق النار مع إسرائيل هش.. وردنا جاهز لأي عدوان مفاجئ