خامنئي يهاجم واشنطن وتل أبيب: الشعب الإيراني لن يخضع للإملاءات

المرشد الإيراني يتوعد: صواريخنا قادرة على تدمير مراكز الأبحاث الإسرائيلية
في تصريح جديد يحمل رسائل سياسية وعسكرية حادة، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أن بلاده تمتلك قدرات صاروخية متطورة تمكنها من ضرب أهداف داخل إسرائيل، مشيرًا إلى أن "الصهاينة لم يتخيلوا أن الصواريخ الإيرانية يمكنها اختراق عمق مراكزهم الحساسة".
وأضاف خامنئي، خلال لقائه مجموعة من الأبطال الرياضيين والحاصلين على ميداليات في المنافسات العلمية والأولمبياد، أن الإنجازات العسكرية الإيرانية جاءت ثمرة جهود الشباب الإيراني، الذين استطاعوا تطوير منظومة دفاعية وهجومية تُرعب أعداء الجمهورية الإسلامية.
خامنئي: لدينا صواريخ أخرى سنستخدمها عند اللزوم
المرشد الإيراني لم يكتفِ بالكشف عن قدرات بلاده العسكرية، بل وجّه أيضًا رسالة تحذيرية مباشرة قائلاً: “لدينا صواريخ أخرى سنستخدمها عند الضرورة، ولن نتردد في الرد على أي تهديد يستهدف سيادة إيران أو أمنها القومي”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد حدة التوتر في المنطقة بعد سلسلة من التصريحات الأمريكية والإسرائيلية التي تدعو إلى فرض قيود جديدة على البرنامج النووي الإيراني.
اتهامات حادة ضد الولايات المتحدة
وفي سياق متصل، شن خامنئي هجومًا لاذعًا على الولايات المتحدة الأمريكية، متهمًا إياها بالازدواجية في مواقفها من قضايا الإرهاب، قائلاً: “تدّعي واشنطن أنها تحارب الإرهاب، بينما استشهد أكثر من 20 ألف طفل في غزة بفعل دعمها للكيان الصهيوني. الإرهابي الحقيقي هو الولايات المتحدة نفسها”.
وتعكس هذه التصريحات تمسك إيران بخطابها السياسي المناهض للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والدعم العسكري لإسرائيل.
رد على تصريحات ترامب بشأن "صفقة السلام"
وردّ خامنئي أيضًا على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي دعا مؤخرًا إلى “صفقة سلام مع إيران” خلال زيارته إلى الشرق الأوسط، معتبرًا أن تلك الدعوة “مجرد إملاءات مرفوضة”.
وقال المرشد الإيراني: “الصفقة التي ترافقها التهديدات والترهيب ليست صفقة، بل إملاءات مرفوضة من الشعب الإيراني، ولن يخضع لها مهما كانت الضغوط”.
توتر متصاعد بين طهران وواشنطن
يأتي هذا التصعيد اللفظي في ظل استمرار التوتر بين إيران والولايات المتحدة حول عدد من الملفات، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، ودور طهران الإقليمي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى دعمها لفصائل المقاومة في لبنان وغزة.
ويرى مراقبون أن تصريحات خامنئي تمثل رسالة واضحة لكل من واشنطن وتل أبيب بأن إيران مستعدة للدفاع عن مصالحها الإقليمية والعسكرية، وأنها لن تخضع لأي اتفاقات تُفرض عليها بالقوة أو بالتهديد.
تؤكد هذه التصريحات أن الصراع الإيراني الأمريكي لا يزال بعيدًا عن التهدئة، وأن التصعيد السياسي والإعلامي مرشح للاستمرار، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي. وبينما تصر طهران على استقلال قرارها السياسي والعسكري، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التوترات قد تكون أكثر سخونة من أي وقت مضى.