أحمد سعد:مريت بأيام بلا مال وطُردت من الأوبرا وتمسكت بحلمي حتى وصلت
أحمد سعد يكشف أسرار بداياته وتحوّل مسيرته الفنية: إصرار على الحلم وفن يبعث الطاقة الإيجابية
أول حفل في لندن يكشف الجانب الإنساني في شخصية أحمد سعد
في لقاء صريح عبر منصة BBC عربي، وعلى هامش حفله الغنائي الأول في لندن، فتح الفنان أحمد سعد قلبه للجمهور، متحدثًا عن ذكريات طفولته الصعبة وتحوّلاته الفنية التي قادته إلى النجاح الحالي. وأكد سعد أن الطريق لم يكن ممهدًا، بل واجه تحديات كبيرة منذ سنواته الأولى، أثرت على شخصيته ورؤيته للفن، ويستعرض الموجز التفاصيل.
سعد أوضح أن مشواره الفني بدأ بظروف قاسية، وأنه كثيرًا ما وجد نفسه بلا مال أو دعم، بل وتعرض للطرد من أماكن كان يحاول أن يتعلم فيها أو يشارك فنيًا من خلالها، سواء داخل دار الأوبرا أو في مهرجانات شعبية، ورغم كل ذلك، تمسّك بحلمه ورفض الاستسلام.
تحول فني كبير: من الأغاني الطربية الصعبة إلى الفن القريب من الجمهور
قال أحمد سعد إنه مرّ بمرحلة فنية كان خلالها يركز على تقديم الأغاني الطربية الصعبة فقط، محاولًا إبراز مهاراته الصوتية لكنه لاحقًا اكتشف أن القيمة الحقيقية للفن تكمن في إسعاد الجمهور، لا في إبهارهم تقنيًا.
وأضاف أن هذا التحول كان نقطة فاصلة في مشواره، بعدما أدرك أن الجمهور يبحث عن موسيقى تصل إليه بسهولة وتجعله يشعر بالطاقة الإيجابية. ولذلك اتجه إلى تقديم أعمال تحمل “ثيم” خفيفًا، وبساطة في الكلمات لكنها تظل مؤثرة، مثل أغاني ألبومه الأخير «بيستهبل».
وأشار إلى أن أغنيته الشهيرة «بطة ومكسرات» أصبحت مثالًا واضحًا على هذا التوجه الجديد، بعدما حققت انتشارًا واسعًا في مصر والعالم العربي.
لحظة لا ينسى تأثيرها: "اليوم الحلو ده" ورسالته للجمهور
توقف سعد عند واحدة من أغلى لحظاته على المسرح، حين يبدأ بغناء "اليوم الحلو ده"، موضحًا أنه يشعر بتفاعل الجمهور من أول كلمة، وأن هذه اللحظة تمنحه دفعة معنوية هائلة يشعر معها بقيمة ما يقدمه.
وأكد أن تقديم الفرح والطاقة الإيجابية هو ما أصبح يسعى إليه بكل عمل جديد، معتبرًا أن الأغنية التي تترك أثرًا إيجابيًا عند الجمهور أهم من أي صدارة ترند.
طفولة صعبة صنعت فنانًا صلبًا: “لما تكون مخلص لحلمك، الدنيا كلها هتخدم عليك”
استعاد أحمد سعد ذكريات سنواته الأولى، حين كان طفلًا في العاشرة يتعرض للطرد أثناء محاولاته للغناء أو التعلم، وكان يذهب إلى الأوبرا بلا مصاريف، أو يقف أمام المهرجانات بلا دعم. ورغم أن الظروف كانت تدفعه للتراجع، إلا أن إصراره على تحقيق حلمه دفعه إلى الاستمرار.
وقال جملة لافتة تلخص رحلته:
“لما تكون مخلص لحلمك، الدنيا كلها هتخدم عليك.”
معتبرًا أن الإيمان الحقيقي بالنفس هو مفتاح النجاح مهما كانت البداية صعبة.
موقف طريف مع BBC: سر كلمة “Bri’ish”
وخلال اللقاء، طرحت مقدمة الحوار سؤالًا طريفًا عن سبب نطق بعض البريطانيين لكلمة "British" بلهجة أقرب إلى "Bri’ish". ليرد أحمد سعد بخفة دم معروفة عنه قائلاً: "دي منطقتهم". لتجيب المذيعة ممازحة: "عشان شربوا كل الـ Tea"، وأثار الموقف ضحك سعد وتفاعل الجمهور معه.
فن مبني على البساطة والمرح وتواصل حقيقي مع الجمهور
لقاء أحمد سعد كشف جانبًا إنسانيًا ومرحًا من شخصيته، وضعه الجمهور في مكان مميز بين نجوم جيله، فهو يجمع بين الإصرار الفني، والقدرة على تقديم أعمال مبهجة وبسيطة، مع الحفاظ على هوية موسيقية واضحة.
سعد أوضح أنه يسعى في الفترة المقبلة إلى تقديم أعمال تعزز العلاقة بينه وبين الجمهور، وتكمل مسار الأغاني الخفيفة التي تحمل “روح” محببة، معتبرًا أن الفن الحقيقي هو ما يظل قريبًا من الناس.

