موضوع خطبة الجمعة اليوم..  منابر الأوقاف تتحدث عن التحذير من الغلو والتعصب الرياضي

موضوع خطبة الجمعة
موضوع خطبة الجمعة

موضوع خطبة الجمعة.. كشفت عنه وزارة الأوقاف على موقعها الرسمي، مشددة على جميع الأئمة والخطباء الالتزام به اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025، الموافق 21 جمادى الثانية 1447هـ.

وتتناول خطب الجمعة موضوعات متنوعة تهم المجتمع، مثل الأخلاق، والتعاملات اليومية، والصبر، والشكر، وأهمية التمسك بالقيم الإسلامية في مواجهة التحديات المعاصرة.

موضوع خطبة الجمعة

ويحرص الخطباء على تقديم خطب ذات مضمون قوي، مستندة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، لتوعية المسلمين بأمور دينهم ودنياهم، وتعزيز الروابط الاجتماعية، كما أن وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة أسبوعيًا، لضمان تناول قضايا حيوية تمس حياة الناس وتعالج مشكلاتهم بأسلوب شرعي سليم. 

الموجز يرصد عبر النقاط التالية تفاصيل موضوع خطبة الجمعة مكتوبة، وإلقاء الضوء على أهم المحاور التي تناولها العلماء والخطباء.
 

موضوع خطبة الجمعة
 

وذكرت الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة اليوم يهدف إلى أن التطرف يمكن أن يتجلى في أي سلوك يفقد توازنه ويخرج عن حد الاعتدال، سواء كان دينيا أو رياضيا أو ثقافيا، مشددة على أن التعصب الرياضي يحمل السمات ذاتها للتشدد الفكري؛ حيث يحول الاختلاف إلى صراع، والتشجيع إلى خصومة، والمنافسة الشريفة إلى حالة من العداء بين أبناء المجتمع الواحد.

وتستند الخطبة إلى جملة من النصوص الشرعية التي تحذر من الغلو، وتؤكد أن الوسطية هي جوهر السلوك القويم، مستشهدة بقول النبي الكريم: «إيّاكم والغلو»، وبعدد من الآيات الداعية إلى الاعتدال في السلوك والأفكار.

وتوضح وزارة الأوقاف، في خطبة الجمعة اليوم أن التحذير من الغلو لا يقتصر على مجال العبادات، بل يشمل كل تجاوز يؤدي إلى الإضرار بالإنسان أو المجتمع، ومن ذلك الانفعالات الرياضية غير المنضبطة التي تُخرج التشجيع عن مقصده الترفيهي.

موضوع خطبة الجمعة اليوم
 

وتٌشير خطبة الجمعة إلى أن الانتماء فطرة طبيعية محمودة، بينما يتحول إلى أمر مذموم إذا انقلب إلى تعصب يثير الفتنة ويزرع البغضاء، مستشهدة بحديث النبي: «ليس منّا من دعا إلى عصبية».

كما تتناول الخطبة عددا من المواقف النبوية التي تجرم دعوات الجاهلية والتعصب الأعمى، مؤكدة أن الإسلام دين يجمع ولا يفرق، ويوجه أتباعه إلى صون العلاقات والابتعاد عن الخصومات.

التعصب الرياضي في خطبة الجمعة اليوم
 

وتُبرز وزارة الأوقاف خلال الخطبة أن التعصب الكروي قد يدفع البعض إلى السخرية والتنابز بالألقاب والاعتداء اللفظي وربما الجسدي، محذرة من أن الرياضة قد تستغل لإثارة الفتنة وتهديد استقرار المجتمع إذا خرجت عن إطارها الأخلاقي.

نص خطبة الجمعة اليوم 12 ديسمبر 2025

التطرف ليس في التدين فقط
 

الحمد لله رب العالمين، فطر الكون بعظمة تجليه، وأنزل الحق على أنبيائه ومرسليه، نحمده سبحانه على نعمة الإسلام، دين السماحة والسلام، الذي شرع لنا سبل الخير، وأنار لنا دروب اليسر، ونسأله الهدى والرضا والعفاف والغنى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، صاحب الخلق العظيم، النبي المصطفى الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فالتطرف ليس ظاهرة قاصرة على النصوص الدينية، أو محصورة في الزوايا الشرعية، بل هو انحراف سلوكي، واقتتال فكري، يظهر حيثما يختل ميزان العدل، ويغيب سند الاعتدال، فالغلو حالة تنشأ حينما يصادر الفهم، ويهمل العقل، فيظهر في أماكن العبادة، وملاعب الرياضة، والخلافات العائلية، والنعرات القبلية، فالمتأمل يلحظ تشابها في الجذور، وإن تباينت الألوان، وتعددت المظاهر، والتعصب لفريق يحمل سمات التشنج لمذهب، وكلاهما مرض الذهن، وعلة البصيرة، التي تحول الاختلاف إلى خصام، والرأي المخالف إلى سم زعاف، فالآفة ليست في حكم منزل، ولا رأي معتبر، بل في نفس لم تتزن، وعقلية لم توجه، وصدق الله القائل في محكم آياته مرسخا لرسالة التوازن والأمان: ﴿وكذٰلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾.

سادتي الكرام: ألم يكن منهج النبوة عنوانه: «خير الأمور أوسطها»؟، ألم يحذر الجناب المحمدي من الوقوع في مظاهر الغلو ودعاوى التعصب؟، لقد أضاءت تعاليم الإسلام بنورها الوضاء، وحملت أخلاقا رصينة وآدابا متينة، وحذرت من مزالق التطرف بشتى طرقه وأصنافه، فجاءت نصوص الوحيين صافية في دعوتها، محكمة في غايتها، تدعو إلى الوسطية منهجا، والاعتدال سراجا، فالإسلام يرسخ فينا ميزانا دقيقا، يحفظ للإنسان سكينته وتوازنه، ويجنبه مغبة الاندفاع، وعواقب الانقطاع، حتى نكون شهودا لله في الأرض على الحق واليقين، لا على النزاع والتلوين، إن هذا المنهج القويم يتجلى في أبهى صوره، كما أشار إليه الحق سبحانه في وصف عباد الرحمن بقوله سبحانه: ﴿والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذٰلك قواما﴾.

أيها النبلاء: إن الانتماء المحمود فطرة إنسانية أصيلة، واعتزاز بالمحل والمنشأ والأصل، فاعتزاز المرء بقبيلته أو وطنه دون أن يقصي الآخر فعل محمود، وغرض مقصود، فمتى تجاوز الحد، يصير تعصبا أعمى أو حمية جاهلية مذمومة تقود إلى الشقاق والمفاصلة، واستدعاء العصبة للنزاع والمغالبة، ليتحول بذلك من شعور طبيعي بالوحدة إلى داء مقيت يقطع أواصر الإيمان والمحبة، ويصرف عن الهدف الأسمى وهو التعارف والتكامل، ويستبدل ميزان التقوى والحق، الذي هو أساس التفاضل، بباطل الأحقاد ودواعي التفرقة، وقد كان هذا السلوك الانحرافي دعوة جاهلية، بعناوين قبلية، استنكرها الجناب المعظم أشد الاستنكار وقال متسائلا: «بدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟»

*********

الخطبــة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فالتطرف الرياضي بمظاهره المنفلتة، وبعصبيته المفرطة، هو انحراف خطير عن سنن الاعتدال، يضع صاحبه في مواجهة مباشرة مع المحظورات الشرعية والآداب الأخلاقية، والسلوكيات البغيضة التي تشمل السخرية المهينة، والتنابز بالألقاب المشينة، وإطلاق عبارات السب والشتم، وصولا إلى الاحتقار الذي يهدم أساس الأخوة والكرامة، ولا يقف الأمر عند الإيذاء اللفظي، بل قد ينجرف هذا التعصب إلى ما هو أشد وأخطر، من اشتباك بالأيدي واعتداء جسدي؛ لتخرج الرياضة من إطارها النبيل كوسيلة للتنافس الشريف والترفيه المباح، وتصبح بؤرة للخصومة والصراع المذموم، فالمؤمن الحق المستنير بتعاليم الوحي، يدرك أن حفظ اللسان وصون الأعراض من أهم الثوابت التي لا يجوز المساس بها تحت أي ذريعة، فالرياضة في أصلها لا يمكن أن تكون مسوغا للتعدي على حقوق الآخرين، أو تجاوز ضوابط السلوك القويم، قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسىٰ أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسىٰ أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولٰئك هم الظالمون﴾.

أيها المكرمون:

اغرسوا في عقول شباب الأمة أن روح الشريعة الإسلامية هي روح الألفة والوئام، فهي ترغب دائما في كل ما يجمع القلوب ويقيم الروابط، وتغرس في النفوس معاني الألفة بدل البغضاء والخصام، فالإسلام يقف موقف الرفض والتحذير من كل سلوك يثير العداوة أو يقطع وشائج العلاقات الاجتماعية، ويدعو إلى الاعتصام بحبل الوحدة ونبذ الفرقة، فالتنازع يبدد الطاقات، ويضعف المجتمعات، ويذهب ريحها، ويوهن قوتها، فمهما كانت محبة المرء للرياضة، يجب ألا تخرجه هذه المحبة عن حدود الشريعة وواجبات الأخلاق وضوابط السلوك، فالرياضة كاشف دقيق لمعدن الخلق الحقيقي الذي يظهر مدى التزام الإنسان بضوابط الاعتدال، وعلاج التعصب الرياضي يكمن في ضبط اللسان، واحترام المنافس، وتعميق الوعي بمقاصد الرياضة الأصيلة كأداة لبناء الجسد والروح؛ ليظل ميزان التفاضل هو التقوى والأخلاق الحسنة، لا التعصب الأعمى والانتماءات الزائلة، قال تعالى: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾.

اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وسوء، وابسط فيها بساط اليقين والأمن والأمان.

اقرأ أيضًا:

لكل المحافظات .. تعرف على مواعيد الأذان اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025 

موضوع خطبة الجمعة اليوم عن «البيئَةُ هي الرَّحِمُ الثَّانِي وَالأُمُّ الكُبرَى»

تم نسخ الرابط