الإفتاء تجيب: هل يجوز الاستنجاء بالمناديل الورقية فقط؟

الاستنجاء بالمناديل
الاستنجاء بالمناديل

أصدرت دار الإفتاء المصرية توضيحًا مهمًا بشأن حكم استخدام المناديل الورقية والورق النشّاف في الاستنجاء بعد البول أو الغائط، وذلك ردًّا على التساؤلات المتكررة حول ما إذا كانت هذه الطريقة كافية لإزالة النجاسة أم لا، ويرصد الموجز التفاصيل. 

الاستنجاء بالجامد: الأساس الشرعي

يعد الاستنجاء بالجامد أحد الإجراءات المقررة شرعًا لإزالة نجاسة البول والغائط وتطهير مكانها، وقد نص الفقهاء على جواز استخدام كل ما يقوم مقام الحجارة في إزالة النجاسة، مثل الخِرَق، والقطن، والصوف، والجلد، والديباج، وغيرها من المواد الجامدة الطاهرة.

 وأكدت الإفتاء أن الاعتماد على هذه المواد مبني على السعة والتيسير، فلا يشترط أن تزيل الأثر تمامًا، بل يكفي أن تحقق إزالة النجاسة على وجه اليقين قدر الإمكان.

حكم الاستنجاء بالمناديل الورقية

قالت الإفتاء إن المناديل الورقية أو الورق النشّاف يجوز استخدامها في الاستنجاء شرعًا، قياسًا على معنى الحجر المنصوص عليه في الأحاديث النبوية، وقد بينت أن هذه المواد أقوى في التجفيف والتنظيف مقارنة ببعض الجامدات التقليدية، لأنها مصممة خصيصًا لهذا الغرض. 

 

وأوضحت أن القول بعدم فعاليتها في إزالة أثر النجاسة كليًا لا يضر، لأن الاستنجاء بالحجارة وما يقوم مقامها قائم على التخفيف والتيسير، وليس على الإلزام المطلق بإزالة كل أثر.

شروط استعمال المواد الجامدة

أشارت الإفتاء إلى أن المواد الجامدة يجب أن تتوافر فيها بعض الشروط حتى يجوز استخدامها في الاستنجاء، وهي: أن تكون طاهرة، مزيلة للنجاسة، وغير محترمة للاستخدامات الأخرى، وغير ملوثة. 

وبذلك يدخل تحت هذا الحكم كل من الخشب، الخِرَق، القطن، الجلد المدبوغ، والخزف، وغيرها من المواد التي تقوم مقام الحجر في التنشيف والتنظيف.

أفضلية الجمع بين الجامد والماء

أكدت دار الإفتاء أن الأفضل للطالب أو المحدّث أن يجمع بين الاستنجاء بالجامد والماء عند الإمكان، وإذا اقتصر على أحدهما، فالفضل للماء، أما إذا اقتصر على الجامد فقط، فيجوز شرعًا بلا خلاف بين العلماء، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا ذهب أحدكم لحاجته فليستطب بثلاثة أحجار».

الاستنجاء في العصر الحديث

وأشارت الإفتاء إلى أن انتشار المناديل الورقية في العصر الحالي يعد بمثابة انتشار الحجارة في العصور السابقة، وبالتالي يجوز استخدامها على نطاق واسع، خاصة في المدن والحضر، لأنها متاحة وسهلة الاستعمال، وتحقق الغرض من الاستنجاء بكفاءة. كما أكدت أن هذه المناديل لا تدخل تحت الورق المنهي عنه، مثل الورق المستخدم للكتابة أو المحترم شرعًا، لأن هدفها الاستنجاء والتنظيف فقط.

 

بناءً على ذلك، فإن الاستنجاء بالمناديل الورقية أو الورق النشّاف جائز شرعًا، ويعد من الطرق الميسرة والعملية لإزالة النجاسة، ويعتبر استخدام هذه المواد أفضل من بعض المواد الجامدة الأخرى، لما تتميز به من قوة في التجفيف والإنقاء، مع مراعاة أن تكون طاهرة وغير محترمة، ويستحب عند القدرة الجمع بين الجامد والماء للحصول على أفضل طهارة ممكنة.

 

تم نسخ الرابط