الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 08:04 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

المخابرات الأمريكية تفضح علاقة «الجاسوس» بتنظيم القاعدة


> الظواهري» كان علي اتصال دائم بـ «مرسي» وأمره بالإفراج عن عدد من الجهاديين
< الرئيس الإخواني منح القاعدة معسكرات للتدريب في سيناء رغم اعتراض المخابرات علي ذلك
< مندوب زعيم القاعدة التقي «مرسي» سراً في أحد الفنادق بباكستان لمدة ساعة ونصف الساعة بعدها أفرج الرئيس الإخواني عن عدد من الإرهابيين
< شقيق الظواهري كان وسيطاً بين الإخوان والقاعدة.. وحقيقة الاتصال الهاتفي بينهما الذي لم يستمر سوي 59 ثانية
تظل علاقة الرئيس المعزول محمد مرسي بتنظيم القاعدة وتجسسه لصالح حركة حماس لغزاً في المعادلة السياسية.. لكن وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية أزاحت الكثير من الغموض في تقرير لها حول هذه العلاقة الخفية كاشفة أن ما يحدث في سيناء من إرهاب بشكل يومي هو أمر ليس وليد الصدفة ولكنه كان مدبراً فوجود عدد كبير من الإرهابيين في هذه المنطقة لا يمكن أن يتم في فترة وجيزة ولكنه استغرق وقتاً ودعماً من عدة مسئولين علي رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقالت "الأسوشيتد برس" إن العام الذي قضاه مرسي في الحكم قام خلاله بتطوير علاقته مع الراديكاليين الإسلاميين، والدليل علي ذلك إصداره عفواً رئاسياً لعشرات المتشددين المسجونين، كما قيد جهود الجيش الرامية إلي محاربة الجهاديين في سيناء كما شهد عهده إتاحة الفرصة للشيوخ المتشددين لنشر أفكارهم.
ولفتت الوكالة إلي أنه يتم الآن التحقيق في اتهام مرسي بالتواصل مع الجماعات الجهادية ووقوفه وراء موجة العنف التي تعاني منها مصر وتركزت بشكل أساسي علي سيناء ردا علي الإطاحة بالرئيس الإخواني في يوليو الماضي.
وأوضحت الوكالة أنه منذ الإطاحة بمرسي والعنف من قبل الجهاديين في تزايد مستمر، كما زادت حوادث إطلاق النار والهجمات الانتحارية علي غرار الأسلوب الذي تتبعه القاعدة في تنفيذ عملياتها حيث تم استهداف عناصر الجيش والشرطة بشكل واضح، كما امتدت هذه الحوادث إلي القاهرة وعدد من المحافظات الأخري ولذلك يتم التحقيق في اتهام مرسي بالمسئولية عن قتل المتظاهرين خلال أحداث الاتحادية في ديسمبر من العام الماضي.
وقالت الوكالة إن جماعة الإخوان تنفي أي صلة لها بأعمال العنف بينما تقوم السلطة الحالية في مصر بتطبيق قوانين صارمة لمواجهة مظاهرات الجماعة في إطار حملتها للقضاء علي الإرهاب.
ونقلت "الأسوشيتد برس" عن مسئولين أمنيين مصريين قولهم إنه يتم التحقيق فيما إذا كان مرسي قد استعان ببعض المتطرفين للحفاظ علي وجوده في السلطة أم لا ووفقا للمصادر الأمنية المقربة من التحقيقات فإنه تم رصد عدد من الاتصالات خلال العام الماضي بين مرسي وعدد من الجهاديين كما أن نفس الاتهام موجه إلي اثنين من مساعديه هما عصام الحداد وخالد القزاز وهما رهن الاعتقال الآن.
وهناك شكوك قوية تفيد بأن هناك صفقة بين الجماعة والجهاديين وأعمال العنف هي جزء من هذه الصفقة، حيث إن خيرت الشاطر نائب المرشد العام - المسجون حالياً- قبل أيام من الإطاحة بمرسي كان قد هدد الفريق أول عبدالفتاح السيسي بأن خروج الرئيس الإخواني من القصر سيدفع المتشددين إلي حمل السلاح ضد الدولة إضافة إلي ذلك فإن القيادي بالجماعة محمد البلتاجي هدد من خلال تصريح تليفزيوني له بأن موجة العنف في سيناء لن تتوقف إلا بعودة مرسي للرئاسة.
ولفتت الوكالة إلي أن مرسي في الشهور الأخيرة لحكمه تقرب أكثر إلي الجماعات المتشددة وترأس في يوم 15 يونيو اجتماعاً حاشداً في استاد القاهرة لدعم الثورة السورية وظهر جنباً إلي جنب مع رجال الدين المتشددين الذين هاجموا المسلمين الشيعة واتهموا معارضي الرئيس الإخواني بالكفر.
ورأت الوكالة أن تحالف الإخوان مع الجماعات المتطرفة سيكون خطوة كبيرة في تاريخها بعد أن أعلنت نبذها للعنف منذ فترة السبعينيات وصورت نفسها علي أنها حركة معتدلة لافتة إلي أن مرسي كان في حاجة ملحة للتحالف مع الإسلاميين المتشددين طوال فترة رئاسته لأنه لم يتمكن من كسب ولاء الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وخرجت ضده مظاهرات واحتجاجات كثيرة في الشارع وبعد فترة وجيزة من حكمه أصبحت سيناء ملاذا للمتشددين حيث جذبت الجهاديين من مختلف أنحاء الوطن العربي الذين استفادوا من الكمية الرهيبة للسلاح المهرب من ليبيا إلي سيناء بالقرب من الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة وفي أغسطس 2012 قتل المتشددون 16 جندياً في كمين بسيناء، مما دفع الجيش للتحمس أكثر للقضاء علي الإرهاب لكن مرسي تصدي لهذا الأمر ووقف ضد حملات الجيش لردع الإرهابيين، وقام باستخدام حلفائه السلفيين للتوسط بينه وبين الحركات المتطرفة.
وأكدت الوكالة أن محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري كان من بين السجناء الذين عفا عنهم مرسي في إشارة إلي تودده لتنظيم القاعدة بجانب إصداره عفواً رئاسياً عن 200 مسجون ينتمون للجماعات المتشددة، بينهم من أدين بالضلوع في عمليات الإرهاب خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات في عهد الرئيس الأسبق، ومن بينهم أيضا من أدين في محاولة اغتيال مبارك في أثيوبيا، وهو الأمر الذي عارضه حينذاك وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لأن قرارات العفو لم تستند إلي تقارير أمنية.
وأوضحت "الأسوشيتد برس" أن عهد مرسي كان بمثابة نهاية لأحلك فترة للإسلاميين الذين كانوا قد أنهوا فترة اعتقالهم ولكنهم بقوا في السجون بموجب قانون الطوارئ الذي تم العمل به خلال 29 عاما في ظل وجود الرئيس الأسبق مبارك في الحكم، ولذلك يتم الآن وفقا لمصادر أمنية دراسة إمكانية إعادة اعتقال بعض المعفو عنهم من قبل الرئيس السابق محمد مرسي.
وكانت مصادر أمنية قد رصدت اتصالات بين مرسي وزعيم القاعدة أيمن الظواهري وقامت بتسجيلها، وهو الأمر الذي يفسر قرارات العفو عن بعض المنتمين لأفكار التنظيم وفتح الباب للجهاد في سوريا اتساقا مع موقفه الداعم للقتال ضد بشار الأسد.
وأوضحت المصادر بحسب الوكالة أن الاتصال الأول بين إدارة مرسي وتنظيم القاعدة كان من خلال شقيق زعيم التنظيم عقب الإفراج عنه حيث كان أسعد شيخة ورفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ينوبان عن الرئيس الإخواني كما أن "مرسي" اتصل بشقيق زعيم تنظيم القاعدة بنفسه ليهنئه علي الإفراج في اتصال هاتفي استمر لمدة 59 ثانية فقط، طمأنه خلاله بأنه لم يعد ملاحقا أمنيا كما أنه غير مراقب.
كما رصدت الجهات الأمنية مكالمة لمرسي أيضا مع عناصر من القاعدة يتحدث خلالها حول تدريبات لعناصر التنظيم الإرهابي في الصحراء الغربية، كان آخر اتصال تم رصده يوم 30 يونية حيث طلب الرئيس السابق دعم التنظيم له ضد الجيش وكان من بين المكالمات التي تم رصدها تلك التي عاتب خلالها مرسي أيمن الظواهري بعد أن صرح الأخير بأن جماعة الإخوان المسلمين لا تطبق الشريعة وانتقدها بشكل كبير.
وأكدت المصادر الأمنية أن مرسي كان علي اتصال دائم بأيمن الظواهري من خلال شقيقه محمد، ووضع زعيم القاعدة شرطا لدعم مرسي بأن يقيم حدود الله والشريعة الإسلامية فضلا عن أن محمد الظواهري أعد قائمة، بالتنسيق مع أخيه أيمن، بالأسماء التي يطالبون بالإفراج عنها، وبالفعل صدقت عليها الرئاسة ومنحتها عفوا.
وكشفت المصادر عن أن مرسي التقي وسيطا لأيمن الظواهري في فندق في باكستان لمدة ساعة ونصف الساعة وعقب عودة الرئيس الإخواني من باكستان أصدر قائمة جديدة بالعفو الرئاسي عن عدد من الإرهابيين، علي الرغم من التحذيرات الأمنية وتقارير الأجهزة السيادية، وضمت قائمة الأسماء 20 شخصاً خطراً علي الأمن القومي، وأن تنظيم الإخوان الدولي قدم 50 مليون دولار لقيادات تنظيم القاعدة، مقابل مساندة الإخوان.
وكانت صحيفة ذا تليجراف البريطانية قد نقلت تصريحا لأيمن الظواهري عقب ثورة 30 يونية هاجم خلاله الولايات المتحدة لعدم مساندتها "مرسي" واتهمها بالتآمر عليه مع الجيش الأمر الذي يؤكد وجود صفقة بين التنظيم والرئيس السابق كانت تقضي وفقا لبعض التقارير بأن الرئيس الإخواني كان سيسمح لهم بإقامة دولة في شمال سيناء.
وبحسب الصحيفة اتهم الظواهري مرسي بأنه كان لينا في تطبيق الشريعة ولولا ذلك لكان قضي علي كل معارضيه قائلا في تعليقه علي الإطاحة بالرئيس الإخواني إن الصليبيين والعلمانيين والجيش بأمريكا تحالفوا مع أموال الخليج للإطاحة بـ "مرسي".
ورغم أن البعض يشكك في حقيقة التعاون بين مرسي وتنظيم القاعدة إلا أن صحيفة فرونت بيدج الأمريكية رأت ان هذا الأمر يبدو منطقيا لعدد من الأسباب منها أن أيمن الظواهري مصري الجنسية كما أنه عضو سابق بجماعة الإخوان، ومن المعقول أيضا أن يستخدمه مرسي للضغط علي الجيش والمعارضين له لعمل هدنة داخلية بينه وبينهم، كما أن الجهاديين تمتعوا خلال حكم مرسي بحرية تامة ولم يتعرضوا للمراقبة علي عكس ما كان يحدث في السابق.
وقالت الصحيفة إن نظام مبارك كان قد نسق في بعض الأحيان مع هذه الجماعات للتعاون سويا ووأد الإرهاب إلا أن التعاون بينهم وبين مرسي كان له وجهة أخري حيث تم إعطاؤهم المال لنصرته وقت الحاجة، كما ان السماح لهم بإقامة معسكرات التدريب كان يهدف إلي تغيير قوانين اللعبة ويعمل علي تقويض الأمن القومي المصري بشكل كبير، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي دفعت المصريين إلي الاعتقاد بأن مرسي مسئول عن مقتل الجنود في أغسطس من العام الماضي، ولذلك فضلوا دعم الفريق أول عبدالفتاح السيسي وفي نفس الوقت انتقدوا الأمريكان لاستمرارهم في دعم مرسي.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.