الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 18 مايو 2024 01:14 مـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

الدكتور محمد منصور عضو المجلس الرئاسي بحزب النور: ”مرسى” كان مغيّبا عن الواقع وخطابه الأخير عجّل بسقوطه

أكد الدكتور محمد إبراهيم منصور عضو المجلس الرئاسى لحزب النور السلفى أن جماعة الإخوان أخطأت تقدير الموقف فى 30يونيه الماضى مشيرا إلى أن الرئيس السابق محمد مرسى كان مغيّبا عن الواقع واعتمد فى إدارة الدولة على سياسة ترحيل الأزمات وعدم الوفاء بوعوده.
وأوضح منصور فى حواره لـ"الموجز " أن حزب النور حاول أكثر من مرة حل الأزمة السياسية مع الرئيس مرسى وجماعة الإخوان قبل 30 يونيو ولكنهم رفضوا كل المبادرات .
وأضاف منصور أن سبب مشاركتهم فى خارطة الطريق التى طرحها الجيش هو إحساسهم بالمسئولية تجاه مصر والتيار الإسلامى إلى جانب عدم وجود خيار آخر ،ونفى فى الوقت ذاته خيانة النور للتيار الإسلامى موضحا أن تخوين البعض لهم يأتى نتيجة إختلافهم معهم فى قراءة الأزمة.
في البداية.. كيف ترى المشهد السياسي الآن في مصر؟
الاحتقان والانقسام هما سيدا الموقف على المستوى السياسي والشعبي، ودماء أبناء هذا الوطن أصبحت للأسف هي الوقود الذي تدار به المعركة، والأمر يتطلب وقفة جادة من جميع الأطراف لاستدراك الموقف وإعلاء مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة وإتمام مصالحة وطنية شاملة تنقذ الأمة من الدخول في نفق مظلم لا يعلم مدى خطورته إلا الله.
= فى رأيك.. ما الفرق بين ثورة 25 يناير وبين خروج المصريين 30 يونيو؟
الفرق كبير جدا بين ثورة 25 يناير وما حدث في 30 يونيو، فالمصريون في الأولى كانوا يدا واحدة على الظلم، لم يكن يجمعهم إلا هدف واحد وهو إزالة النظام البائد والقضاء على الدولة البوليسية التي عاني منها الجميع، أما ما حدث في 30 يونيو فهو إنقسام كبير بين أبناء الشعب نتيجة إخفاق الإخوان في إدارة الدولة مما أدى إلى حراك شعبي تدخل الجيش على أثره وقام بتغيير السلطة المدنية.
رؤية النور
= وماذا كانت رؤية حزب النور للخروج من الأزمة قبل 30 يونيه؟
كانت رؤيتنا تتلخص في أهمية إشراك كافة أطياف المجتمع في صنع القرار وعدم استئثار فصيل واحد بالمشهد السياسي لأن المرحلة حرجة لا تحتمل إقصاء أحد بل تحتاج إلى إشراك جميع الكفاءات من أبناء وطنهم ،وباختصار كانت البلد تحتاج إلى توسيع دائرة تحمل المسئولية لأن مصر أكبر من أن يتحمل مسؤوليتها فصيل واحد، ، وقد قمنا بطرح هذه الرؤية من خلال مبادرة حزب النور واقترحنا فيها تحديدا تغيير حكومة هشام قنديل بحكومة تكنوقراط ليس لها انتماءات سياسية، وحل مشكلة النائب العام وقانون السلطة القضائية بما يحقق مصالحة بين مؤسسة الرئاسة والقضاء.
= وماذا كان رد الدكتور مرسى وجماعة الإخوان على هذه الرؤية؟
لقد فوجئنا أنهم شبه مغيبين عن الواقع؛ حيث قالوا إن حركة "تمرد" التي أحدثت هذا الحراك لم يوقّع لها على مستوى الجمهورية إلا 150 ألفًا فقط، ولن يخرج في 30/6 إلا 5% منهم، أي من خمسة إلى سبعة آلاف فقط، وقالوا لنا لا تشغلوا بالكم، ونحن لم نأتكم من أجل 30 يونيو؛ وإنما من أجل التواصل فقط، فأصابنا إحباط ويأس من أن نصل إلى حلول حقيقية للأزمات، فسلمناهم نصائحنا التي بلورنا أهم نقاطها في بيان أذعناه بعد هذا اللقاء، وركزت نقاطه على عدم إظهار التحدي للمعارضة بإعلان حركة المحافظين التي كانوا ينوون إعلانها،
ومراجعة التعيينات التي تمت على أساس الثقة، حتى يتم خلخلة أعداء الإخوان الذين يعادونهم لمجرد أنهم إخوان ، وكذلك لاستيعاب المكون القوى السياسية الوطنية.. وكان من بين المقترحات أيضا حكومة تكنوقراط يمكن من خلالها استيعاب الكفاءات الهاربة، وطمأنة المكون الشعبي في المعارضة بأن هناك حكومة يمكنها أن تبحث في حل أزماته، وخطاب تصالحي لا تصادمي، مما يقلل من حدة التكتل.. ولكنهم رفضوا هذه الرؤية للأسف ولم يقبلوها إلا بعد أن فات الأوان ودخلت البلاد في مرحلة أخرى تتطلب حلا يفوق هذه الرؤية ويتطلب مزيدا من التنازلات من قبل مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان.
= وما هو الحوار الذي دار بين حزب النور ومكتب الإرشاد فى 18 يونيه لحل الأزمة السياسية فى ذلك الوقت؟
عرضنا على وفد مكتب الإرشاد في هذا اللقاء تقريرا عن الواقع الحالي وأكدنا لهم أن ما يحدث من احتجاجات شعبية واسعة الآن إنما هو بسبب مقدمات لابد من علاجها، وأنه لابد من الاعتراف بوجود أزمة تحتاج لعلاج مؤلم قبل فوات الأوان، وأوضحنا لهم ضرورة الاعتراف بوجود ممارسات خاطئة، وأن لابد من تبني حوار جاد حقيقي بدلا من الحوارات السابقة التي لم تكن سوى مكلمة بلا فائدة.. كما حذرناهم من وجود فكر وخطاب داع إلى الصدام الدموي ومدى خطورة هذا الأمر شرعا وسياسة وقلنا لهم أنه مقدمة للسقوط، وأكدنا على ضرورة عدم تصوير المعركة على أنها بين معسكرين إسلاميين وغير إسلاميين، وعلى ضرورة الانحياز للشعب في مشاكله وطرح حلول عملية لها وعدم تركه للعلمانيين بسببها.. وتطرق اللقاء إلى لتذكير بأهمية تنفيذ بنود مبادرة ما قبل إعلان نتيجة الانتخابات التي طرحناها وقتها فيما يتعلق بالإصلاح التدريجي وإشراك مؤسسات الدولة في تنفيذه، وكذلك أهمية تغيير الوزارة بما فيها رئيس الوزراء مع تأكيدنا على ضرورة إشراك القوى الفاعلة في تحديد شخص رئيس الوزراء وإعطائه صلاحية اختيار الوزراء.. وتكلمنا عن مدى الحاجة إلى تغيير الفريق الرئاسي لفشله في إدارة أغلب الملفات المطروحة على الساحة وأكثرها خطرا مثل ملف سد النهضة، وملف إيران والمد الشيعي، وملف الخليج، وملف سوريا، كما طالبناهم بتعجيل الانتخابات البرلمانية في شهرين مثلا مع وضع قانون موافق للدستور.. وبينا لهم رفضنا لفعاليات ما قبل 30/6 لأنها تؤدي للاحتقان والاستفزاز وأكدنا على حرمة الدماء وعلى خطورة لغة العنف في الخطاب لعدم إعطاء مبرر لتدخل الجيش.
= وماذا كان دوركم أثناء اجتماع الرئيس المعزول بالأحزاب الإسلامية قبل خطابه؟
كررنا النصيحة بأهمية أخذ هذه الاعتراضات الشعبية مأخذ الجد والعمل على حلها قبل فوات الأوان، ونصحنا بقبول المبادرة التي قدمتها القوات المسلحة والتى كانت تتضمن نفس بنود مبادرة النور، ولكنه للأسف رفض حيث كان أكثر ميلا للرأي المقلل من خطورة وأهمية هذه الاحتجاجات الشعبية.
= وما هي آخر نصيحة قدمها الحزب للرئيس السابق قبل انتهاء مهلة اليومين؟
نصحناه بإجراء انتخابات مبكرة للحفاظ على الدستور وعلى المكتسبات التي تم تحقيقها من بعد توليه السلطة والتي حققها الشعب المصري من بعد ثورة 25 يناير.
= وكيف قرأت خطاب دكتور محمد مرسى بعد ساعات من مهلة اليومين؟
كان في هذا الخطاب ملمح خطير جدًا، يدل على تهور من أعد له هذا الخطاب، ومن أشار عليه به؛ فقد ظلم الدكتور محمد مرسي وجميع الإسلاميين فيه؛ خاصة فى قوله إن دمه فداء لهذه الشرعية، وفي هذا دعوة واضحة صريحة لكل الأتباع والموالين أن ينزلوا ويجعلوا دماءهم فداء لدمه وشرعيته، وهذا فيه من التهور والتغرير بالشباب الإسلامي؛ فالدكتور مرسي كان يعلم أن هناك سخطًا شعبيًا عارمًا أخرج جموعًا غفيرة من الشعب، وانحاز إليهم الجيش والشرطة والمخابرات، مع علم الجميع بوجود بلطجية النظام السابق الذين لا يبالون بحرمة الدماء بطريقة لا يمكن شرعًا أن يجاريهم فيها التيار الإسلامي، هذا إذا كان له قدرة على مواجهة هؤلاء جميعًا أصلاً.
وكان في إمكان الدكتور مرسي في هذا الخطاب أن يتحدث عن الشرعية كما تحدث أو ببعض مما تحدث، ثم يقول: "جئت بإرادة الشعب وبالشرعية، أما وقد انقسم الشعب علي فأنا الآن مرة أخرى أعرض نفسي على الشعب باستفتاء حر، فإن قبلني أكملت وكنت خادمًا للشعب، وإن رفضني فأنا لا أرضى لنفسي أن أحكم شعبًا لا يريدني، ولا أرضى لشعبي أن يحكمه من لا يريد".
سياسة الترحيل
= وما هو تقييمك لتعامل "مرسى" مع الأزمات التى واجهته على مدار رئاسته للجمهورية؟
للأسف اعتمد الدكتور محمد مرسي في تعامله مع الأزمات على سياسة الترحيل عن طرق تجاوز الأزمة من خلال الوعود، بحيث إذا مرت الأزمة لم يتم الوفاء بها، مثل تدخل الرئاسة عند احتجاجات مؤسسة القضاء على تعديل قانون السلطة القضائية، أو عن طريق تجاوز الأزمة بطول النفس السياسي، وكذلك الإعتماد على الحشود المؤيدة مقابل الحشود المعارضة مثل أزمة 30 يونيو.
دعوة الجيش
= لماذا استجاب حزب النور لدعوة الجيش للتشاور في اليوم الأخير قبل إصدار بيان عزل "مرسى"؟
استجبنا للتشاور مع الجيش بعد ما نفذت المهلة التي أعطاها الفريق عبد الفتاح السيسي لمؤسسة الرئاسة، وكذلك بعد أن تصدر الجيش للمشهد وفرض سيطرته على مؤسسات الدولة، فكان لزاما أن ندلي برؤيتنا في خارطة الطريق الجديدة التي ستحدد مستقبل العمل السياسي والإقتصادي في المرحلة المقبلة، وهذا من منطلق مسئوليتنا أمام الشعب وأمام التيار الإسلامي.
ومن ناحية أخرى.. تخوفنا من مخاطر وضع الإسلاميين جميعًا في سلة العنف والمواجهة حتى لا تنقلب البقية الباقية من تعاطف الشعب إلى عداوة للتيار الإسلامى ؛ لأن إدارة هذا المشهد الدموي ستكون للطرف الآخر الذي معه الإعلام والشرطة والمخابرات والقضاء، وكنا نتوقع تجرؤ الناس والشرطة على كل الإسلاميين ومن ثم دخول الإسلاميين في نفق أشد من نفق الستينيات، خاصة أن بعض المتهورين من التيار الإسلامى ستكون تحركاتهم ظاهرة في المشهد، وسينسب هذا لكل الإسلاميين، وإلى الإسلام.. كما كنا نريد أيضا الحفاظ على المكاسب الشرعية في الدستور حتى لا يصاغ دستور جديد كما يحدث الآن.. وكنا نحاول أيضا الوجود على الساحة حتى لا يكون هناك انطباعًا عند عامة الشعب أن المشروع الإسلامي فشل بالكلية، وأنه لا يصلح لإدارة البلاد، خاصة بعد أن انتهى بقتل الشعب وإراقة الدماء بدلاً من أن يكون سببًا في الأمن والرخاء وهو ما أ فقدنا الظهير الشعبى الذى كان يحمينا .

= تشير فى تفصيلك للمشاركة أن التيار الإسلامى يعانى من حالة تربص من بعض القوى السياسية الأخرى للقضاء عليه.. فهل هذا حقيقى؟
بالفعل كانت توجد بعض الفصائل التى تريد توريط التيار الإسلامى ،وإظهاره بصورة الإرهابيين ، ولكننا أثبتنا لبعض العلمانيين من خلال مشاركتنا فى لقاء "السيسي" أننا نبحث عن مصلحة الوطن ومحاولة التوافق أفشلنا مخططات البعض لإقصائنا .
= وما ردكم على تخوين التيار الإسلامي لحزب النور وقياداته؟
هذا التخوين الصادر عن بعض أبناء التيار الإسلامي إنما هو ناتج عن الاختلاف في قراءة واقع الأزمة ومعطياتها، ولا شك أن طرحنا لوجهة نظرنا وقراءتنا للأزمة ورؤيتنا لعلاجها قد أزال الكثير من هذا الاحتقان تجاهنا، ونحن لم ندخر وسعا في النصح للدكتور مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين حتى آخر لحظة، وعرضنا عليهم من سبل العلاج ما طرحوه هم أنفسهم كمخرج من الأزمة بعد فوات الأوان، فكيف يقال أننا قد خذلناهم، هذا كلام يفتقر إلى الصحة والمنطقية.
= وما هو ردكم على إتهام البعض لكم بأنكم تبحثون فقط عن تمكين الحزب وليس المصلحة العامة؟
لو كنا نبحث عن تمكين الحزب لكان منا الآن وزراء في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، وهو ما رفضناه بشدة رغم الإلحاح علينا، لأن رؤينا في إصلاح الوضع الإقتصادي للبلاد الآن أن تكون الوزارة من الشخصيات التكنوقراط غير الحزبية وهو ما لم يُستجب له كما ينبغي للأسف.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.