عادل البلتاجى ..قائد عودة ”المطاريد والمحاسيب” إلى وزارة الزراعة

>> خبراء بالوزارة يؤكدون : مشروع الـ4 مليون فدان "فنكوش"
أسوأ ما تحمله الذاكرة إرتباط بعض رجال السلطة الحاليين برجال سابقين لا تحمل لهم الذاكرة المصرية غير اللعنات على ما اقترفوه فى حق بلادهم وشعبهم فى مناصب تقلدوها ولم يقدموا فيها ما يشفع لهم عن الشعب .
الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى ،لا يحمل فى الذاكرة سوى أنه تلميذ رجل "التطبيع الأول" الدكتور يوسف والى وزير الزراعة الأسبق ،الذى دمرت على يديه الزراعة المصرية .
توسم المهتمون بشأن الزراعة خيراً فى الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة عند اختياره خلفاً للدكتور أيمن أبوحديد، ورغم أنه يبلغ من العمر"عتياً" ـ 70 عاماً ـ إلا أننا أعتقدنا أن فكره سيكون شاباً وأن عمره الكبير سيضفى على الوزارة مزيداً من الخبرة والاصلاحات المنتظر أن تطبق على يديه .
لكن الوزير خالف التوقعات وأجهض كل الظنون الحسنة ولم تعكس قراراته وخطواته منذ قدومه للوزارة النوايا الحسنة التى افترضها البعض فيه .
تحفظ الكثيرون على اختيار الدكتور عادل البلتاجى لوزارة الزراعة فى التشكيل الوزارى الجديد وخاصة أنه يبلغ من العمر 70 عاماً ويمثل امتداد لرجال يوسف والى ورفيق أمين أباظة أباطرة وزارة الزراعة ، وجاءت قرارات الوزير لتعصف بكل أحلام تغيير الوزارة بعد إعادة "العواجيز" والمستبعدين إلى الوزارة واسناد اليهم المناصب القيادية وتقريبهم منه ، كان على رأسهم :عودة المستشار سعد نصار والدكتور عبد العزيز شتا والدكتور على إسماعيل وغيرهم .
رغب البلتاجى فى تمكين أصدقائه بكافة المناصب القيادية بالوزارة ـ متجاهلاً مطالب التغييرـ ، واستعان الوزير بالمستبعدين ممن تخطوا السن القانونية بسنوات ولم يقدموا أى شئ يذكر فى فترة شغلهم مناصبهم فى وزارات سابقة .
واسرعت سهام النقد لتنال منه بسبب: الدكتور عبد العزيز شتا والذى أعيد رئيساً لقطاع استصلاح الأراضي مرة أخرى وهو ما أثار غضب بين العاملين بالقطاع حيث فشل فى إدارته من قبل، والدكتور عادل أبو النجا ، والدكتور إبراهيم صديق والدكتور حسين منصور والدكتور عبد الغني الجندي والدكتور سمير العبد والدكتور سعد نصار والذى صدر له قرار بتعيينه مستشاراً للوزير ورئيس للجنة القيادات والذى كان يشغل منصب وزير الزراعة خلال فترة ولاية كل من يوسف والى وأمين أباظة وأيمن أبو حديد والذى أطاح به فى فترة توليه الوزارة للمرة الأولى.
أما "السابقة" الأكبر فى مشوار "البلتاجى" فى وزارة الزراعة بدأت بالعلاقة المشبوهة التى جمعته بالدكتور على إسماعيل والتى جعلته يختاره رئيساً لقطاع مكتب الوزير ورئيس قطاع الهيئات بالوزارة .
عند اخيار "البلتاجى" للدكتور على إسماعيل قالوا له : " فى بيتك إخوانى يا سيادة الوزير" ، فرد عليهم :"أنا المسئول عنه ولن يستطيع أحد الإقتراب منه" .. الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى إرتبط بعلاقة وثيقة للغاية مع الدكتور على إسماعيل رئيس قطاع مكتبه ورئيس قطاع الهيئات ومدير الهيئة العامة لمشروعات التعمير السابق .
العلاقة المشبوهة التى تجمع "على إسماعيل" بوزير الزراعة نشأت منذ أن كان "إسماعيل" مديراً لهيئة التعمير ، وقتها طلب الوزير "البلتاجى" وكان على علاقة به أن يعيّن شقيقة زوجته معه فى هيئة التعمير ، وبالفعل استطاع الدكتور على إسماعيل أن ينتدب شقيقة زوجة الوزير الدكتورة عايدة غازى ـ من مركز البحوث الزراعية ـ للعمل سكرتيرة لمكتبه فى هيئة التعمير وشكلا معاً لوبى سيطر على الهيئة .. وبعد خروج الوزير صلاح عبد المؤمن من وزارة الزراعة وقدوم الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة الأسبق أطيح بـ"على إسماعيل" من هيئة التعمير وصدر له قرار بتولى إدارة معهد بحوث الأراضى والمياه ، ورحلت معه شقيقة زوجة وزير الزراعة .
وكان ميعاد رد الجميل مع اسناد وزارة الزراعة فى حكومة محلب الجديدة إلى الدكتور عادل البلتاجى فعين على إسماعيل رئيساً لقطاع الهيئات وقطاع مكتب الوزير وجاء الوزير بشقيقة زوجته مديرة لمكتبه بالوزارة .
مصادر مطلعة بالوزارة أكدت أن الوزير لم يحارب الفساد فى وزارته بل أنه جاء برجال عليهم علامات استفهام كثيرة وتسبب فى ترك شرفاء لمناصبهم بعد تشديد الخناق عليهم كما حدث مع اللواء مجدى أمين المدير التنفيذى للهيئة العامة لمشروعات التعمير السابق .
من أسباب استقالة "أمين" من منصبه محاولة "البلتاجى" وزير الزراعة فرض وصايته عليه ومطالبته بالإبقاء على قيادات فى هيئة التعمير يدور حولها شبهات الفساد وتطاردها المخالفات من أتباع على إسماعيل المدير السابق لهيئة التعمير .. "إسماعيل" ضغط على الوزير لعلاقته الوثيقة به من أجل إعادة 3 من رجاله المستبعدين مرة أخرى إلى الهيئة ليكونوا عيوناً له على مدير الهيئة وكى يستمروا فى مخالفاتهم السابقة، واستجاب الوزير لضغط "إسماعيل" الذى عينه رئيساً لقطاع الهيئات وطلب إعادة الأسماء التى طرحها مدير الهيئة السابق، إلا أن "مجدى أمين" رفض وبشدة وأصر على موقفه .
وتأتى المفاجأة الكبرى فى مشروع استصلاح الـ4 مليون فدان التى أعلن عنه الوزير عادل البلتاجى والمرحلة الأولى التى بدأ فيها التنفيذ ،وهو مشروع قدمته الهيئة العامة لمشروعات التعمير إلى الوزير إلا أن الوزير رفع اسم الهيئة وأعلن أن المشروع خارج من الوزراة ولم يذكر اسم الهيئة ولا مديرها فى المشروع .
بل أن استراتيجية الزراعة التى وضعها الوزير لعام 2030 ورفعها إلى رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وتتكلف أكثر من 110 مليار جنيه أكدت مصادر بالوزارة :"أنها خطة وهمية وأن الدكتور عادل البلتاجى تقدم بها من قبل إلى الدكتور كمال الجنزورى وقت أن كان رئيساً للوزراء فرفضها" .
وكان عادل البلتاجي، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، قد قال عن مشروعه :إن الحكومة بدأت بالفعل تنفيذ برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستصلاح وزراعة مليون فدان ضمن خطة عمل استصلاح 4 مليون فدان خلال 3 سنوات .
مشيراً إلى"أن مصر سيصل تعداد السكان فيها عام 2030 ما بين 106 إلي 110 مليون نسمة وهذا سيترتب عليه توسيع وجودنا علي الأراضي الزراعية حاليا من 4.5 % إلي 24% ، إلا أن قيادات بالوزارة أكدت على تضليلات بالمشروع المقدم لرئاسة الوزراء .