الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 12:26 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

علاء وهيب.. حكاية أول ضابط مسلم في صفوف الجيش الإسرائيلي

علاء وهيب
علاء وهيب
يحاول الكيان الصهيوني بشتى الطرق إقناع العالم بأن دولته القائمة على القمع ودماء الفلسطينيين، ليست دولة عنصرية، وإنما هي دولة تتسع للجميع، ومؤخرا صدر هذا الكيان للإعلام "علاء وهيب" أحد الضباط المسلمين بجيش الاحتلال من عرب 48 ،لترسيخ هذه الفكرة حيث أعطاه رتبة عالية بالجيش , كما حصل على وسام التميز، نظرا لخدماته.
حصل الضابط المسلم علاء وهيب على وسام التميز من وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ،نظرا لخدماته المتميزة في صفوف جيش الاحتلال.
وعقب استلامه الوسام ،صرح وهيب بأن خدمته في صفوف الجيش الإسرائيلي لا تعني قتل الفلسطينيين، زاعما أن دوره هو والعديد من الضباط المسلمين ، حماية المواطنين، وأن قياداته لا تفرق في المعاملة بين اليهود وغير اليهود.
وكان من اللافت حضور والدة وهيب مراسم استلامه الوسام، وهي سيدة مسلمة من أصل فلسطيني ترتدي الحجاب، وتم التقاط الصور مع ابنها وهو يحمل شهادة التقدير الحاصل عليها، وبدت عليها تعبيرات الفخر والإعزاز بنجلها، وكأنها لا تعلم شيء عن المذابح التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد أبناء جلدتها من الفلسطينيين.
يحظى وهيب باهتمام كبير من قيادات الجيش الإسرائيلي ،كونه المسلم الأعلى رتبة ،حيث وصل إلى رتبة عقيد، وقد اهتم أفيجدور ليبرمان نفسه بنقل الجملة الأهم من تصريحات وهيب في أحد تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر"، ناسبا إياها للضابط المسلم، حيث قال: "كيف يقولون إن إسرائيل دولة عنصرية ،في حين أن المسلمين يتمتعون بكامل حريتهم ولا يتم التفريق بينهم وبين اليهود".
وذاعت شهرة وهيب منذ سنوات حين نشر له المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صورة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" ، وكان حينها برتبة رائد، مشيرا إلى أنه من قرية الرينة ، وأنه يعمل ضابط عمليات في قاعدة التدريبات العسكرية الأكبر بجنوب إسرائيل.
وأضاف أدرعي أن علاء قال في عدة حوارات صحفية أجريت معه إن إسرائيل لديها الكثير، ويعيش بها شعبان، وبالتالي على الجميع الإسراع في إدراك الحقيقة والتقليل من الضرر، على حد قوله.
ويزعم "وهيب" أن كونه ضابطا مسلما في الجيش الإسرائيلي فإن ذلك يبعث برسالة ايجابية للعرب الذين يعيشون في فلسطين، موضحا أن تجربته شجعت نجل اخيه ونجل عمه للانضمام إلى حرس الحدود بجيش الاحتلال، وأنه يؤيدهما ويساعدهما، كما أنه يتمنى أن يكون في المستقبل المزيد والعديد من الضباط والجنود العرب المسلمين في الجيش الإسرائيلي، فمن الواضح من تصريحاته أنه يؤيد فكرة وطنا واحدا لكلا الشعبين، وهي فكرة يحاول بعض العرب الذين يؤمنون بالصهيونية ترويجها، بل ويسعون ليكونوا من أهم القيادات فيها، بينما تعنى ضياع فكرة دولة فلسطين العربية.
وكانت صحيفة "إسرائيل هيوم" قد أفردت لـ "وهيب" أربع صفحات للتحدث عن نفسه وعن تجربته بجيش الاحتلال، حيث احتفت بكلماته لاسيما التي ينفي فيها عن الكيان الصهيوني صفة العنصرية.
وزعم "وهيب" خلال حواره مع الصحيفة العبرية أنه منذ ولادته قيل له إن إسرائيل سيطرت على فلسطين، ولكن عندما بلغ الرابعة عشر من عمره تفتحت عيناه على الحقيقة ، وفقا لقوله، وهي أن اليهود ليسوا أناسا سيئين .
وسألته الصحيفة عن سبب خروجه بصوره واسمه ، على الرغم من معاداة الكثير من أبناء قريته له وتسميته بالخائن، أوضح أنه فعل ذلك لأن هناك الكثيرين حسب زعمه يريدون الانضمام لصفوف الجيش الإسرائيلي لكنهم يخافون، وهو يريد أن يشجعهم، ليكون بمثابة قدوة لهم ، ليروا ما الذي يمكن أن يحصل عليه أي شخص بمجهوده عندما ينضم للجيش.
واللافت أن تقرير إسرائيل هيوم حاول توصيل رسالة مفادها ،أن الكيان الصهيوني لا يفرق بين اليهود وغير اليهود، وتجاهل حقيقة أن أغلب المجندين من غير اليهود يوضعون في وحدات خاصة تسمى وحدات الأقليات، وأن "وهيب" ومثله من باب بعض الاستثناءات فقط .
ورغم اعتراف "وهيب" بأن هناك من يقابله بالمجتمع الإسرائيلي ، وحتى زملائه في الجيش بنوع من الشك والريبة ، إلا أنه عازم على طريق الصواب كما يرى، وخدمة الكيان الصهيوني كعربي إسرائيلي يؤمن بالصهيونية .
واستكمل وهيب ادعاءاته خلال الحوار بأنه اكتشف أن اليهود ليسوا أناسا سيئين، وهنا توقفت الصحيفة عند استخدامه لكلمة يهود، موضحة أن هذا الأمر يدق ناقوس الخطر عند القاريء الإسرائيلي،لكن سرعان ما أوضح الضابط المسلم غرضه من استخدام المصطلح، فهو كان يريد أن يحكي عن زيارته مع ضباط آخرين إلى بولندا، لأحد معسكرات المحرقة النازية، حيث زعم أنه تربى في مجتمع ينكر المحرقة ،لكنه ذهل عندما وصل للدولة الأوروبية ورأى المعسكرات النازية ، وهناك بكى كثيرا، وفقا لروايته، وكان من الصعب عليه استيعاب معنى محو شعب،وأضاف أنه كان شيئا عظيما أن يقف هناك ، مرتديا ملابس جيش الدفاع الإسرائيلي، من موقف قوة وفقا لقوله، وقال:" لقد كان إثبات أننا لا ننكسر"
وعلقت الصحيفة على استخدام وهيب في حديثه لضمير المتكلم، رغم أنه ليس يهوديا والمحرقة النازية لم ترتكب ضد عائلته ،بل ضد يهود أوروبا وألمانيا، وسألته الصحيفة عن ذلك ،فأجاب بأنه مؤمن بدينه الإسلامي ،ولا يريد أن يغيره، ولكنه يعتقد أن الصهيونية أكثر بكثير من مجرد دين،موضحا أنها أمر يمثل شعوره بدولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي،وأن هذا واجبه من أجل الحفاظ على الدولة التي هو جزء منها، وفقا لقوله.
ويبدو ان "وهيب" ومن على شاكلته، سوف يحققون مقوله بن جوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني، الذي كان يردد عن الفلسطينين الذين عاصروا النكبة، أن الكبار سيموتون والصغار سينسون، ومن الواضح أن هدف تصدير الإعلام الإسرائيلي لـ "وهيب" هو الترويج لهوية إسرائيلية صهيونية بغض النظر عن الدين، لوأد الصمود الفلسطيني، والمطالبة بدولة عربية عاصمتها القدس.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.