الأزهر يحذر: إيذاء الأطفال جريمة دينية وإنسانية تهدد سلامة المجتمع كله

خطيب الأزهر: كل جرم
خطيب الأزهر: كل جرم بحق طفل جرم ضد المجتمع بأكمله

أكد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وخطيب الجامع الأزهر، في خطبته يوم الجمعة، أن تعذيب الأطفال أو الاعتداء عليهم نفسيًا أو بدنيًا يُعد جريمة مكتملة الأركان لا تمس الطفل فقط، بل تمس ضمير المجتمع بأكمله، وأضاف أن الإسلام دين الرحمة، ورسول الله ﷺ كان القدوة الأولى في الرفق بالصغار، مشيرًا إلى أن الرسول لم يُعرف عنه قط أنه ضرب طفلًا، أو أساء معاملة أحد من أبنائه أو أحفاده أو حتى أطفال الصحابة.

ويعرض لكم الموجز التفاصيل كاملة .

التربية بالرحمة لا بالعنف

وشدد خطيب الأزهر على أن الإسلام وضع أسسًا واضحة للتربية، ترتكز على اللين، والاحتواء، والحوار، لا على العنف والتعذيب والإهانة، وقال إن الطفل كائن ضعيف، أودعه الله في أيدينا أمانة، وعلينا أن نرعاه ونصونه ونحميه، لا أن نكون سببًا في تحطيمه نفسيًا أو بدنيًا ،واستشهد بقول الله تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، للدلالة على أن الأطفال ليسوا عبئًا، بل نعمة من نعم الله.

التعذيب لا يُصلح.. بل يُفسد

وأشار الدكتور لاشين إلى أن بعض الآباء والأمهات يبررون استخدام العنف مع أطفالهم بدعوى التربية أو "التقويم"، مؤكدًا أن هذه المفاهيم خاطئة وخطيرة، فالعنف لا يُنتج إلا الحقد والانغلاق والخوف، بينما التربية السليمة تقوم على الاحترام وبناء الشخصية السوية.

دعوة لمجتمع متماسك يحمي أطفاله

وفي ختام الخطبة، وجّه دعوة للمجتمع بكافة أطيافه، مطالبًا بضرورة وضع قوانين صارمة تحمي الأطفال من التعذيب والإهمال، إلى جانب إطلاق حملات توعية مستمرة تستهدف الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام، لترسيخ ثقافة "اللا عنف" في التعامل مع الصغار، كما دعا الجهات المعنية للتدخل السريع في حالات الإساءة التي يتعرض لها الأطفال، والتعامل معها كجرائم وليست "مشكلات أسرية داخلية".

وأكد أن كل جرم بحق طفل هو جرح في جسد المجتمع، وتأثيره لن يتوقف عند الضحية، بل سيمتد إلى أجيال قادمة إذا لم يُجتث من جذوره.

الرسالة إلى المجتمع: مسؤولية مشتركة لحماية الأطفال

وفي ظل هذه التصريحات، دعا الدكتور عطية لاشين إلى ضرورة تكاتف المجتمع ككل، وليس فقط المؤسسات الدينية، لمكافحة ظاهرة تعذيب الأطفال، وأكد أن الحماية تبدأ من الأسرة التي تقع عليها المسؤولية الأكبر في توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال، ولكن لا تقتصر المسؤولية على الآباء والأمهات فقط، بل تشمل المؤسسات التعليمية، والجهات الحكومية، والمجتمع المدني الذي يجب أن يتعاون جميعه من أجل القضاء على هذه الظاهرة المدمرة.

اقرأ أيضا : فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. نفحات من البركة رددها كثيرًا

موضوع خطبة الجمعة اليوم 2 مايو 2025.. "ونغرس فيأكل من بعدنا"



 

 

تم نسخ الرابط