أسرار اغتـ.ـيال تشارلي كيرك.. صديق ترامب وإسرائيل بين رصـ.ـاص الديمقراطيين وظلال الموساد

في مشهد أقرب لفيلم هوليوودي دموي، اغتـ ـيل الناشط اليميني الأمريكي تشارلي كيرك، أحد أبرز حلفاء الرئيس السابق دونالد ترامب، مساء الأربعاء الماضي، برصاصة قنّاص أصابته في الرقبة خلال فعالية سياسية في جامعة وادي يوتا بمدينة أوريم، كيرك البالغ من العمر 31 عامًا، لم يكن مجرد ناشط عادي، بل شخصية مثيرة للجدل ومؤثرة داخل أوساط اليمين الأمريكي، خصوصًا بين الشباب المحافظين والإنجيليين، ويرصد الموجز تفاصيل العملية واسرار عنها.
اغتيال يهز أمريكا
العملية تمت بدقة عالية: رصاصة واحدة من سطح مبنى قريب، في وضح النهار، أمام أكثر من ثلاثة آلاف شخص، السلطات أعلنت أن القاتل مازال طليقًا، رغم العثور على السلاح في منطقة غابات مجاورة، فيديوهات مصورة بالهاتف انتشرت كالنار في الهشيم، أظهرت لحظة سقوط كيرك من على كرسيه وسط حالة من الهلع والفوضى.

وبعدها ترامب خرج غاضبًا في خطاب متلفز من المكتب البيضاوي، مؤكدًا أن "اليسار المتطرف" يقف وراء الاغتيال، وقال بحدة: "هذا النوع من الخطاب مسؤول بشكل مباشر عن الإرهاب الذي نشهده في بلدنا اليوم، وهذا الأمر يجب أن يتوقف فورًا"، وذهب أبعد من ذلك حين وصف كيرك بـ"شهيد الحقيقة والحرية"، وأمر بتنكيس الأعلام في عموم الولايات المتحدة حتى الأحد.
رواية نتنياهو.. إسرائيل في قلب المشهد
لكن الأكثر إثارة للجدل كان تفاعل إسرائيل مع الحادثة، فقد تحولت تل أبيب إلى ما يشبه "بيت عزاء" لتشارلي كيرك، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نعاه بكلمات مؤثرة، واصفًا إياه بأنه "صديق شجاع بقلب أسد"، وكشف أنه تحدث معه قبل أسبوعين فقط ودعاه لزيارة إسرائيل، زيارة قال بحسرة إنها "لن تتم".

يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، ذهب أبعد من ذلك حين كتب أن كيرك كان يدرك “أن الحضارة اليهودية–المسيحية تواجه تهديدًا وجوديًا من الإسلام الراديكالي واليسار المتطرف معًا"، أما الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، فوصفه بـ"الصديق الحقيقي"، فيما أكد إيتمار بن غفير أن ما حدث في أمريكا قد يتكرر في إسرائيل إذا نجح اليسار هناك.
هذا التفاعل المبالغ فيه من الجانب الإسرائيلي أثار تساؤلات عميقة حول سر هذه العلاقة الخاصة، خاصة وأن بعض التسريبات أشارت إلى أن كيرك بدأ مؤخرًا يعيد النظر في دعمه المطلق لتل أبيب.
هل غيّر كيرك موقفه من إسرائيل؟
المعروف عن تشارلي كيرك أنه كان مؤيدًا قويًا لإسرائيل، ودائمًا ما يربط بين دعمها وبين الدفاع عن "القيم المسيحية–اليهودية"، لكن قبل أسابيع من اغتياله، ظهرت مؤشرات على تغيير في خطابه.
فقد بدأ يلمّح إلى أن الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل قد يكون عبئًا على واشنطن، تمامًا كما يحدث مع أوكرانيا، في أحد مقاطع الفيديو، ربط كيرك بين توقيت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 ومحاكمة الفساد التي كان يواجهها نتنياهو، ملمحًا إلى أن تل أبيب ربما تستخدم الأزمات الأمنية لصالح قياداتها السياسية.
هذا التحول، إن صح، جعله في مرمى سهام جهات كثيرة، داخل إسرائيل، والتي لم تتسامح تاريخيًا مع شخصيات غيّرت مواقفها بشكل يضر بالمصالح الإسرائيلية.

وتوجد رواية في الكواليس، من مقرّبين من تشارلي كيرك قالوا إن آخر شهور في حياته بدأ يغيّر لهجته تجاه إسرائيل، بعد ما كان واحد من أكتر الأصوات الداعمة لنتنياهو وسياساته، ومحللين قالوا إن انقلابه المفاجئ جعله عدو غير مرغوب فيه، وفي صحف عبرية صغيرة نشرت مقالات تسأل: "هل الموساد رفع الغطاء عن حليف الأمس؟".
صديق بقلب أسد.. لكن النهاية بالرصاص
واستكمالا لسلسلة المدح في الراحل فصفه نتنياهو بأنه "صديق بقلب أسد"، وقال عنه سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إنه "ترك بصمة لا تُمحى على جيل كامل من الشباب الأمريكي"، لكن أصدقاؤه داخل الولايات المتحدة كانوا أقل رومانسية في حديثهم.
فقد أكد البعض أن كيرك كان يعيش ضغوطًا متزايدة نتيجة تهديدات مستمرة، خاصة بعد انتقاداته الأخيرة للنفوذ الإسرائيلي، بل إن مصادر مقربة منه تحدثت عن أن كيرك نفسه كان يلمح إلى أنه قد يكون هدفًا للموساد إذا استمر في نهجه الجديد.
هل الديمقراطيون وراء الاغتيال؟
رواية ترامب وحلفائه واضحة: الديمقراطيون واليسار المتطرف يقفون وراء العملية، فكيرك كان أحد أبرز الأصوات المحافظة المناهضة لهم، ونجح في بناء قاعدة قوية من الشباب المؤثرين عبر منصته الإعلامية ومنظمة Turning Point USA.
لكن مع عدم القبض على القاتل حتى الآن، تبقى أصابع الاتهام متشابكة: هل هي رسالة ديمقراطية للتيار اليميني؟ أم صفعة إسرائيلية سرية لمنع شخصية مؤثرة من الانقلاب عليهم؟
بين رصاص الديمقراطيين وظلال الموساد
ما يزيد الشبهات هو المعلومات التي ظهرت عن طائرة خاصة غادرت المنطقة بعد ساعة فقط من الاغتيال، مملوكة لرجل أعمال من ولاية يوتا يقيم في الصين،. هذه التفصيلة الغامضة زادت من نظرية أن العملية ليست عشوائية بل جزء من شبكة أكبر.
خسارة شخصية مثل كيرك ليست مجرد حادث داخلي أمريكي، بل جزء من صراع عالمي على النفوذ والرواية، فإسرائيل التي تخوض معركة إعلامية شرسة لتحسين صورتها، لا تتحمل أن تخسر "سفيرًا مجانيًا" مثل كيرك في صفوف اليمين الأمريكي.
وفي المقابل، الديمقراطيون الذين يرون في خطابه تحريضًا دائمًا، قد يكون لهم مصلحة في إسكات صوته إلى الأبد.
اغتـ ـيال تشارلي كيرك فتح بابًا واسعًا للتأويلات: ترامب ونتنياهو قدما روايتين مختلفتين، لكن كليهما متفق أن الاغتيال سياسي ومدبّر، صديق ترامب الأقرب، الذي كان حتى الأمس داعمًا شرسًا لإسرائيل، رحل برصاصة واحدة، لكن ظلال الموساد وحسابات الديمقراطيين جعلت القضية أكثر تعقيدًا من مجرد "مطلق نار مجهول".
والسؤال الذي سيبقى معلقًا: من الذي أراد أن يسكت قلب الأسد إلى الأبد؟
اقرأ أيضًا:
تصعيد خليجي جديد.. قطر تدعو لإغلاق السفارة الإماراتية في تل أبيب
مسؤول مصري يحذر إسرائيل: أي عمل على الأراضي المصرية ستكون عواقبه وخيمة
- كيرك
- الموجز
- الولايات المتحدة
- مصر
- إسرائيل
- الخارجية المصرية
- الرئيس السابق دونالد ترامب
- انقلاب
- دونالد ترامب
- الديمقراطيين
- الخارجية المصرى
- الرئيس السابق
- المكتب البيضاوي
- العمل الوهمية
- تشارلي كيرك
- اغتيال تشارلي كيرك
- مقتل تشارلي كيرك
- ترامب وتشاري كيرك
- علاقة تشارلي كيرك بترامب
- نتنياهو وتشارلي كيرك
- دعم إسرائيل
- الموساد
- اتهام الموساد
- الحزب الديمقراطي
- الجمهوريون
- الانتخابات الأمريكية 2026
- Turning Point USA
- الصراع السياسي في أمريكا
- الديمقراطيون والمحافظون
- نفوذ إسرائيل في واشنطن
- اغتيالات سياسية
- صراع اللوبيات
- علاقة ترامب بإسرائيل
- اللوبي الإسرائيلي
- الصراع الداخلي الأمريكي
- ترامب والديمقراطيون
- مؤامرة اغتيال تشارلي كيرك
- لغز اغتيال كيرك
- السياسة الأمريكية
- نفوذ الموساد
- الانتخابات الامريكية
- واشنطن
- ترامب 2026
- الديمقراطيون ضد ترامب
- كيرك ونتنياهو
- مؤسس Turning Point USA
- اغتيال سياسي
- اخبار امريكا
- ترامب وأنصاره
- السياسة الأمريكية الداخلية
- أزمة واشنطن
- صراع النفوذ
- الرأي العام الأمريكي