حكم صلاة المنفرد والجماعة قائمة.. دار الإفتاء توضح الرأي الشرعي بالتفصيل

الصلاة
الصلاة

أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لصلاة المسلم منفردًا بينما تقام صلاة الجماعة في المسجد، مؤكدة أن صلاة المنفرد صحيحة لكنها مكروهة شرعًا، لما فيها من مخالفة لمقصد الشريعة في الاجتماع ووحدة الصف بين المسلمين، ويرصد الموجز التفاصيل. 

فضل صلاة الجماعة في الإسلام

أكدت دار الإفتاء أن صلاة الجماعة من أعظم شعائر الإسلام، وهي فرض كفاية وسنة مؤكدة على الأعيان، مشيرة إلى ما ورد من أحاديث نبوية كثيرة تبين فضلها العظيم، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم:

«صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» (متفق عليه).

كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجة…»

وبيّنت الإفتاء أن هذه النصوص تدل على عِظم أجر الجماعة، إذ يضاعف الله تعالى ثوابها مرات عديدة، كما أن حضور الجماعة يُكفّر الخطايا ويرفع الدرجات ويُعلي شأن المسلمين في الدنيا والآخرة.

حكم صلاة المنفرد والجماعة قائمة

أوضحت دار الإفتاء أن الأصل فيمن دخل المسجد ووجد الجماعة قائمة أن يلتحق بها على أي حال، لأنها المقصودة شرعًا، أما إن صلّى منفردًا والجماعة قائمة فصلاته صحيحة لكنها مكروهة.
واستشهدت بعدد من أقوال العلماء من المذاهب الأربعة الذين أكدوا أن المنفرد آثم بترك الجماعة دون عذر، لكنه لا يُطالب بإعادة الصلاة لأنها مجزئة شرعًا.

وقال العلامة ابن عابدين الحنفي إن صلاة الجماعة واجبة على الراجح في المذهب، وتاركها يأثم ويعزر، أما من صلى منفردًا فصلاته صحيحة وإن كانت مكروهة تحريمًا.
كما أوضح الإمام الباجي المالكي أن من وجد جماعة تصلي فصلى منفردًا فقد أساء، لكن صلاته صحيحة ومجزئة.

رأي فقهاء المذاهب في صلاة المنفرد

أشار الإمام الحطاب المالكي إلى أن الانفراد بالصلاة في المسجد وقت الجماعة مخالف لمقصد الشارع من تشريع الجماعة، لأن الهدف منها هو اجتماع المسلمين ووحدة كلمتهم، كما ذكر الزرقاني المالكي أن من بالمسجد وترك الجماعة ليصلي وحده يُعد فعله مكروهًا، خصوصًا إذا تسبب ذلك في تعطيل الجماعة، أما البهوتي الحنبلي فأكد أن صلاة المنفرد صحيحة لكنها تُفقد صاحبها فضل الجماعة ويأثم بتركها من غير عذر.

الحكمة من مشروعية صلاة الجماعة

أوضحت دار الإفتاء أن المقصود الأعظم من صلاة الجماعة هو تحقيق الوحدة والتآلف بين المسلمين، وإظهار قوة الصف وتراحم الأمة، كما أن صلاة الفرد منفردًا في وقت الجماعة تُخالف هذا المعنى العظيم.

كما بينت أن الشريعة الإسلامية حرصت على منع تفريق المسلمين حتى في حال الحرب، حيث أمر الله تعالى بتقسيم الصفوف والصلاة بإمام واحد، مما يؤكد أن الجماعة رمز لوحدة الأمة وتماسكها.

خلاصة الفتوى

خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن من صلى منفردًا والجماعة قائمة فصلاته صحيحة لكنها مكروهة، وينبغي عليه أن يحرص على الجماعة لما فيها من فضلٍ كبير وأجرٍ عظيم، ولأنها تُحقق مقاصد الشريعة في التعاون والوحدة بين المسلمين.

اقرأ أيضًا: 

هل يجب الوضوء قبل قراءة القرآن؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي بالتفصيل
 

الإفتاء توضح حكم قول "حرما" بعد الصلاة: دعاء مشروع ومعناه نبيل
 

 

تم نسخ الرابط