هل يجب الوضوء قبل قراءة القرآن؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي بالتفصيل

أعادت دار الإفتاء المصرية توضيح الحكم الشرعي بشأن قراءة القرآن الكريم على غير وضوء، وذلك بعد تساؤلات عديدة وردت إليها من الجمهور، حول ما إذا كان يجب الوضوء قبل التلاوة أو تجديده في حال انتقاضه أثناء القراءة، ويرصد الموجز التفاصيل.
وأوضحت الدار، عبر بث مباشر على صفحتها الرسمية، أن الوضوء ليس شرطًا لصحة قراءة القرآن الكريم، لكنه من آداب التلاوة المستحبة التي تعظّم شأن كلام الله وتزيد من ثواب القارئ.
متى يُشترط الوضوء لقراءة القرآن؟
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الوضوء لا يُشترط إلا في حالة مس المصحف الورقي، مستدلًا بقوله تعالى:
﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 79]
وأضاف أن المسلم إذا كان على غير طهارة صغرى، فله أن يقرأ القرآن عن ظهر قلب أو من الهاتف المحمول، لأن هذه الوسائل لا تُعد “مصحفًا” من الناحية الشرعية. أما الجنُب، فلا يجوز له قراءة أي آية من القرآن حتى يغتسل.
التلاوة بغير وضوء جائزة.. لكن الطهارة أكمل
وأشار الدكتور عاشور إلى أن من انتقض وضوؤه أثناء القراءة يجوز له أن يُكمل التلاوة ما دام لا يلمس المصحف، لأن المقصود بالطهارة هو لمس المصحف لا القراءة نفسها.
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن جمهور الفقهاء اتفقوا على جواز تلاوة القرآن دون وضوء من الذاكرة أو من الأجهزة الإلكترونية، مشيرًا إلى أن الطهارة هنا من مكملات الأدب مع كتاب الله وليست من شروط صحة القراءة.
من الهاتف أو الذاكرة.. لا حرج
وأوضح الشيخ وسام أن المسلم يمكنه تلاوة القرآن في أي مكان وأي وقت، حتى أثناء العمل أو السير في الطريق، بشرط ألا يلمس المصحف الورقي بيده دون وضوء، لافتًا إلى أن الطهارة تزيد الأجر لكنها لا تشترط للثواب.
واستشهد بما ورد عن النبي ﷺ، أنه “كان يقرأ القرآن في كل أحواله إلا إذا كان جنبًا”، وهو ما يؤكد مرونة الشريعة الإسلامية وحرصها على دوام الصلة بكتاب الله في مختلف الأوقات.
الطهارة.. أدب لا شرط
من جانبه، قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن من يحفظ القرآن ويردده دون وضوء ينال الأجر والثواب، لكن القراءة على طهارة أعظم أجرًا وأكمل أدبًا.
وأضاف أن الأصل في قراءة القرآن هو الخشوع وحضور القلب، أما الطهارة فهي من آداب التلاوة التي ترفع قدر القارئ، مؤكّدًا أن النبي ﷺ كان يحرص على الوضوء قبل القراءة غالبًا، لا على سبيل الوجوب، بل تعظيمًا لكلام الله تعالى.
خلاصة الحكم الشرعي
اختتمت دار الإفتاء المصرية توضيحها بالتأكيد على أن:
- الوضوء مستحب لقراءة القرآن وليس واجبًا.
- يحرم على الجنب فقط قراءة القرآن حتى يغتسل.
- مس المصحف الورقي لا يجوز إلا للطاهر من الحدثين.
- التلاوة من الهاتف أو الذاكرة جائزة في كل الأحوال.
- الطهارة تزيد الأجر وتعبّر عن أدب المسلم مع كتاب الله.
بذلك تُؤكد دار الإفتاء أن المقصود من التلاوة هو دوام الاتصال بالقرآن الكريم، والانتفاع بمعانيه في كل الأوقات، سواء كان القارئ على وضوء أم لا، فالأهم هو صفاء القلب وحضور النية والخشوع أمام كلام الله.
اقرأ أيضًا:
فضل تربية البنات في الإسلام.. طريقك إلى الجنة وستر من النار
132يوماً تفصلنا عن رمضان 2026..الخميس 19 فبراير أول أيام الشهر الكريم فلكيًا