فضل تربية البنات في الإسلام.. طريقك إلى الجنة وستر من النار

تربية البنات نعمة عظيمة لا يعرفها إلا من أنار الله قلبه
تربية البنات في الإسلام ليست مجرد واجب أسري أو مسؤولية اجتماعية، بل هي عبادة عظيمة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وينال بها الأجر الجزيل في الدنيا والآخرة. فقد خصّ النبي محمد ﷺ من يرعى بناته بالعناية والإكرام، وأكد أن الإحسان إليهن سبب لدخول الجنة ووقاية من النار، ويرصد الموجز التفاصيل.
روى أبو داود عن النبي ﷺ أنه قال: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ، وَزَوَّجَهُنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، فَلَهُ الْجَنَّةُ»، وفي حديث آخر قال ﷺ: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ». وهي بشارة عظيمة تبيّن مكانة البنات وفضل رعايتهن في الإسلام.
الإحسان إلى البنات.. ستر من النار وسبب لمغفرة الذنوب
ورد في الصحيحين عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «دخلت امرأة ومعها ابنتان تسأل، فلم أجد عندي غير تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم خرجت، فدخل النبي ﷺ فأخبرته، فقال: مَن ابتُلي من هذه البنات بشيءٍ فأحسن إليهن كُنّ له سترًا من النار».
وهذا الحديث يوضح أن الصبر على البنات، والقيام بحاجاتهن، وحسن معاملتهن، كلها أعمال تُرفع بها الدرجات وتُغفر بها الذنوب.
من الجاهلية إلى الإسلام.. كيف رفع الدين مكانة البنات؟
في الجاهلية، كانت نظرة العرب إلى البنات سلبية مليئة بالعار والخوف، حتى وصل الأمر إلى وأد البنات ودفنهن أحياءً. قال تعالى: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ» (النحل: 58)
«وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ» (التكوير: 8-9)
لكن الإسلام جاء ليحرر المرأة من هذا الظلم، فحرّم وأد البنات وأكد كرامتهن وحقهن في الحياة والرعاية، فقال ﷺ: «إن الله حرّم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات».
أحاديث نبوية تؤكد عظمة الأجر في تربية البنات
روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «مَن عال جارِيَتَيْنِ حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين»، وأشار بأصابعه ليدل على شدة قربه منه يوم القيامة.
كما قال ﷺ في حديث آخر: «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعَمهن وسقاهن وكساهن من سعته، كن له حجابًا من النار يوم القيامة».
هذه النصوص النبوية تؤكد أن رعاية البنات ليست فقط عملاً دنيويًا، بل عبادة عظيمة ومفتاح من مفاتيح الجنة.
تربية البنات اليوم.. رسالة إنسانية وأجر لا ينقطع
تربية البنات في العصر الحديث لا تقل أهمية عن زمن النبي ﷺ، فهي تتطلب الحب والرحمة والتعليم والتربية الصالحة. وكل أب أو أم يبذلان جهدًا في تنشئة بناتهن على الدين والخلق الحسن، ينالان الأجر المستمر ما دامت آثار التربية الصالحة باقية في المجتمع.
فالرسالة التي يقدمها الإسلام واضحة: البنات رزق من الله، والقيام عليهن باب عظيم للثواب. ومن أحسن تربيتهن نال الجنة ووقي من النار.
اقرأ أيضًا:
132يوماً تفصلنا عن رمضان 2026..الخميس 19 فبراير أول أيام الشهر الكريم فلكيًا
بناء ضريح الدكتور أحمد عمر هاشم بجوار جده في الزقازيق