خالد الصاوي: لا أخشى الموت وأتمنى التكفين بعلم مصر
أكد الفنان خالد الصاوي أن نظرته للحياة والموت تقوم على الشجاعة والتصالح مع الذات، مشيرًا إلى أنه لا يخشى الموت في حد ذاته، بقدر ما يخاف من العجز وفقدان القدرة على الحركة أو التحول إلى عبء على من حوله، وهي الهواجس التي تؤرقه أكثر من فكرة الرحيل نفسها. جاء ذلك خلال لقائه ببرنامج «كلمة أخيرة» المذاع عبر قناة «أون»، حيث كشف عن العديد من الجوانب الإنسانية والفكرية في حياته، ويرصد الموجز التفاصيل
الخوف من العجز وليس الموت
أوضح خالد الصاوي أن تقدُّم العمر وما قد يصاحبه من ضعف جسدي هو أكثر ما يخيفه، مؤكدًا أنه يخشى الاعتماد الكامل على الآخرين، لما يحمله ذلك من شعور ثقيل على النفس، وأضاف أن الإنسان يجب أن يعيش حياته بكرامة واستقلال، وأن فكرة فقدان هذه الكرامة أصعب عليه من فكرة الموت ذاتها.
أمنية التكفين بعلم مصر والتفكير في التبرع بالأعضاء
وكشف الفنان خالد الصاوي عن أمنية خاصة لديه، وهي أن يتم تكفينه بعلم مصر بعد وفاته، تعبيرًا عن انتمائه وحبه لوطنه، وفيما يتعلق بقرار التبرع بالأعضاء، أكد أنه لم يحسم موقفه بعد، لكنه يفكر في الأمر بجدية، إيمانًا منه بقيمة العطاء حتى بعد الرحيل.
الفن مرآة الواقع.. وتجربة «عمارة يعقوبيان»
وأشار خالد الصاوي إلى أن الفن الحقيقي يجب أن يكون انعكاسًا صادقًا للواقع بكل ما يحمله من تناقضات وإيجابيات وسلبيات، واستعاد تجربته في فيلم «عمارة يعقوبيان»، مؤكدًا أنه واجه انتقادات حادة وقتها، إلا أن الجمهور المصري أثبت وعيه وقدرته على الفصل بين الفنان والدور الذي يجسده، وهو ما اعتبره شهادة تقدير للجمهور قبل الفنان.
ما تعلمه من الكلاب.. والعودة إلى الإيمان
وفي جانب إنساني لافت، قال خالد الصاوي إن الكلاب علمته معنى الرحمة، موضحًا أنه كان في فترة من حياته يتعامل بقسوة مع الحيوانات، لكنه اكتشف فيها مشاعر صادقة جعلته من أبرز المدافعين عن حقوق الحيوان. كما تحدث بصراحة عن مروره بمرحلة الإلحاد في شبابه، قبل أن يعود إلى الإيمان بالله عن قناعة ويقين، معتبرًا تلك الرحلة واحدة من أهم محطات نضجه الفكري والروحي.
ندم على تأخر الزواج و«الأبوة الروحية»
واعترف الصاوي بندمه على تأخره في الزواج، خاصة أن ذلك حرمه من أن يكون أبًا في سن مبكرة، مشيرًا إلى أنه عوض هذا الأمر بما أسماه «الأبوة الروحية» لعدد من الشباب، عبر الدعم والنصح والمساندة الإنسانية.
شخصية صعبة الطباع وعام فارق في حياته
ووصف خالد الصاوي نفسه بأنه شخصية صعبة الطباع، لكنه يرى في ذلك جانبًا إيجابيًا، لأنه يساعده على فهم الناس بعمق ودراسة الشخصيات بعناية، كما أكد رضاه عن نفسه خلال عام 2025، رغم ما واجهه من أزمات صحية ومشكلات على مستوى العلاقات، معتبرًا العام محطة مهمة للمراجعة والتصالح.
الثقافة والهوية المصرية أولوية
وشدد الفنان على ضرورة استعادة المكانة الدولية للثقافة المصرية، مؤكدًا أن الحفاظ على الهوية يبدأ باحترام التاريخ والرموز والنقوش والكتابات القديمة، وعدم التفريط فيها، لأنها تمثل جذور الأمة وذاكرتها الممتدة عبر آلاف السنين.
من المحاماة إلى الفن
واختتم خالد الصاوي حديثه بالإشارة إلى أنه عمل في مجال المحاماة قبل دخوله عالم الفن، لكنه تركه بعد أول مرافعة، لشعوره بثقل المسؤولية تجاه مصائر الناس، كما أكد أنه تعلم من والده الصدق المطلق، بينما كانت والدته تخشى عليه من المخاطر السياسية، وهو ما شكّل جزءًا مهمًا من وعيه وتكوينه الشخصي.

