الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 08:18 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

”جيش الله”.. نص تقرير المخابرات الأمريكية عن ”التدين” فى حياة السيسي وجنرالاته وجنوده


>> الإخوان فشلوا فى إضفاء وصف "العلمانية" على القوات المسلحة.. والشعب يرفض التشكيك فى إيمانهم
>> جنود مصر يرون فى أنفسهم ورثة صلاح الدين الأيوبى الذين اختصهم الله للدفاع عن الأمة العربية عامة
>> الرئيس وجنرالات الجيش حريصون على أداة الصلوات جماعة فى المساجد العامة والاستماع لخطبة الجمعة
>> الشئون المعنوية بالجيش تنظم الخطب الدينية وتستعين برجال الأزهر لنشر مفهوم الإسلام الوسطى بين الجنود
>> السيسى أصدر قرار بإلغاء الحظر المفروض على الصلوات خلال المناورات العسكرية الذى اتخذ فى عهد "مبارك"
>> الشئون المعنوية خصصت ضباط للاجتماع بأعضاء الأقليات المسيحية .. وكتابة الخطابات نيابة عن الجيش في الأعياد والمناسبات
>> الجيش استعان بـ "خالد الجندى" للإشراف على مجلة المجاهد التى يتم توزيع 45 ألف نسخة منها للتعريف بصحيح الإسلام
"إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض لأنهم في رباط إلى يوم القيامة".. هكذا نطق رسول البرية منذ مايزيد على 14 قرنا واصفا جنود مصر .. منذ هذا التاريخ وحتى الآن مازال عامل الدين لاعبا أساسيا فى تكوين ضابط الجيش المصرى مهما اختلفت الأقاويل وترددت الشائعات حوله بأنه جيش علمانى لاعلاقة بقياداته بالدين الذى يعتنقونه وهو ماثبت عدم صحته مع مرور السنوات .. المتابع الجيد للسنوات الثلاث الماضية والتى ظهر فيها الدور السياسى للجيش عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك ودوره فى عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى , يجد أن معظم خطابات رجال القوات المسلحة غلب عليها الطابع الدينى واستخدمت فيها آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية فى دلالة واضحة على أن عامل التدين يلعب دورا رئيسيا فى توجهات رجال الجيش.. هذا ما أكدت عليه أيضا العديد من التقارير الأجنبية وعلى رأسها التقرير الذى نشرته صحيفة "فورين أفيرز" , قريبة الصلة بالمخابرات الأمريكية, والتى أشارت إلى أن ضباط وجنود الجيش المصري يرون في أنفسهم ورثة صلاح الدين الموكل لهم الدفاع عن الأمة العربية بأسرها وليس المصرية فقط ،كما أنهم متدينون بطبعهم بحكم نشأتهم.
وأوضحت الصحيفة , أنه قبل أسابيع من يوم 27 مارس وهو اليوم الذي استقال فيه عبد الفتاح السيسي من منصبه كوزير للدفاع من أجل خوض حملة ناجحة للرئاسة ،شارك في صلاة الجمعة في مسجد سلاح الدفاع الجوي بالقاهرة وبالتحديد بمدينة نصر ،ورافقه حينئذ كل من صدقي صبحي الذي كان رئيسا للأركان وعدد من القيادات السياسية والعسكرية والدينية حيث ألقى على جمعة مفتي الجمهورية الأسبق الخطبة في ذلك اليوم وكان موضوعها يدور حول أن مصر بلد الأمن والأمان وأن الله كرمها بذكرها في القرآن ،موضحا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال إن جنودها خير أجناد الأرض . وأوضحت الصحيفة أن تصريحات جمعة جاءت لتؤكد الحقيقة البسيطة التي غالبا ما يساء فهمها من قبل المراقبين الغربيين ،الذين يرون أن الجيش المصري يمثل القوة العلمانية ،ولكن الحقيقة أن الجيش كما هو الحال في المجتمع المصري ككل به خط ديني واضح فالجنود يرون أنفسهم أنهم ورثة صلاح الدين الأيوبي القائد الإسلامي الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي وقاوم الصليبيين حتى استعاد القدس ،والذي كان يأخذ من القاهرة عاصمة لإمبراطوريته وفي المعركة وفقا للصحيفة, فإن الجيش المصري يلجأ باستمرار لاستخدام المراجع والمصطلحات الدينية ،فهو يطلق على أكبر مناورة يقوم بها سنويا "بدر" في إشارة إلى معركة القرن السابع في مكة المكرمة بين الرسول وأصحابه من جانب وقبيلة قريش من جانب آخر ،وفي خطابهم مع الجنود يستعين الجنرالات بآيات القرآن والأحاديث النبوية لبث الروح فيهم ولإعطاء أنفسهم الشرعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي لم يكن صاحب الصحوة الدينية في الجيش ،إلا أنه قيل في وقت من الأوقات إنه كان يشجع وجود محمد مرسي الرئيس الإخواني ليكون رئيسا لمصر في عام 2012، كما أشيع في الإعلام المصري أنه تم اختياره وزيرا للدفاع نظرا لميوله الدينية ،إضافة إلى أن زوجته ترتدي الحجاب وهو الأمر الذي جعل البعض يقارن بينه وبين وزير الدفاع الأسبق عبد الحليم أبو غزالة الذي كانت زوجته ترتدي أيضا الحجاب وكان معروف عنه التدين.. ولكن كان مرسي مخطئا عندما فكر أن تدين وزير الدفاع قد يكون كافيا لضمان ولاؤه له ،والحقيقة أن عدد من المحللين والمراقبين ومن بينهم زينب أبو المجد الأستاذ السابق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قالت بإن السيسي نفسه عضوا بجماعة الإخوان المسلمين ،وكانت هناك مخاوف من أن يقوم بأخونة الجيش , وأشارت الصحيفة إلى أن صلاح عيسى الذي يعد من أكثر الإعلاميين تأثيرا في المجتمع المصري عبر عن مخاوفه من أن تصبح مصر أمام جيش مثل باكستان حيث يطلق الضباط اللحى ويخوضون الحروب من أجل الشريعة الإسلامية , وعلى الرغم من نفي كل من المؤسسة العسكرية وحتى الإخوان المسلمين فكرة أن السيسي عضوا بالجماعة إلا أن المخاوف ازدادت عندما تم إلغاء الحظر المفروض على الصلوات خلال المناورات العسكرية وهو القرار الذي كان قد اتخذ في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ،وهي الخطوة التي أشاد بها الإسلاميون كثيرا ،كما زاد اتهام السيسي بانتمائه للجماعة عندما قال أمام حشد مكون من 1500 ضابط من قيادات الجيش والشرطة إن الله خصهم بمهمة كبيرة وهي حفظ الأمن واستعان بعدد من الآيات القرآنية .. ورغم أيضا أن السيسي لم يكن أول الشخصيات العامة التي تستعين بالآيات القرآنية ،إلا أن هذا الأمر كان يصوره للمصريين على أنه أكثر تبعية للرئيس الأسبق محمد مرسي ،وفي نفس الوقت أعلن مدير الكلية الحربية بالقاهرة وهي المدرسة العسكرية الأكبر على الإطلاق أنه سيتم قبول الطلاب الذين ينحدرون من عائلات إخوانية ،حتى أنه تم قبول ابن شقيق محمد مرسي ،وكان الجيش في العقود السابقة قد حافظ على سياسة رفض المجندين الذين ينتمون لعائلات إسلامية متشددة للحد من تسللهم للمؤسسة العسكرية وتنفيذ أجندتهم من خلالها.
وأوضحت فورين أفيرز أن السيسي كوزير للدفاع قاوم بعض المطالب التي تقدم بها مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ،وتسربت تقارير أن الرئيس الإخواني أراد أن يطيح به ورئيس الأركان صدقي صبحي بسبب رفضهم تبني المجندين المنتمين من الجماعة وبدأت فكرة تبعية "السيسي لمرسي تنتهي عندما زاد الاستياء في الجيش بعد أن سمح الرئيس لضباط الشرطة بإطلاق اللحى ولكن الجيش أصر على حظر هذا الأمر كونه علامة خارجية على التدين ،وبحلول صيف 2013 كانت العلاقة بين الرئيس ووزير الدفاع تدهورت للغاية وغير قابلة للإصلاح مما أدى في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالرئيس الإخواني في يوليو من نفس العام .
ولفتت فورين أفيرز إلى أن السيسي على الرغم من معارضته لجهود الإخوان الذين سعوا إلى دمج الجيش تحت سيطرتهم ،إلا أنه كان يعتقد دائما بأن الإسلام يجب أن يلعب دورا أكثر مركزية داخل المؤسسة القوية التي ينتمي لها ،ويرى أن هذا أمر واجب والحقيقة أنه هذا الفعل جزء منه نظرا لنشأته الدينية ،حيث أنه نشأ في عائلة محافظة في أحضان القاهرة الإسلامية ومع ذلك قد يكون السيسي عندما كان ضابطا شابا في السبعينيات من القرن الماضي انجرف إلى حد ما للدين المؤسسي ،حيث لجأ الرئيس الراحل محمد أنور السادات في هذه الفترة إلى الإسلاميين ليجعل منهم ثقلا أمام الناصريين وبالتالي سمح للمؤسسة العسكرية أن تنحو نحو هذا الاتجاه والقوات المسلحة حديثا يبدو أنها أخذت اتجاه مماثل بعد الثورة لدعم شرعية الجيش الذي قاد حملة ضد الإخوان المسلمين وإلى حد كبير قامت إدارة الشئون المعنوية بالجيش والتي يقودها اللواء محسن عبد النبي تنظيم هذه الجهود فإلى جانب عمل الإدارة كمكتب للجيش لوسائل الإعلام والدعاية والشئون المعنوية أشرفت أيضا على عدد من الأنشطة الدينية ،وأصبح عدد من ضباط الإدارة مسئولون فقط عن هذه الأنشطة التي شملت أيضا الاجتماعات مع أعضاء الأقليات المسيحية ،وكتابة الخطابات نيابة عن الجيش في الأعياد والمناسبات الإسلامية ،وأيضا استضافة رجال الدين المسلمين لإلقاء الخطب على الجنود والتي كان من أبرزها الخطب حول الأمن والأمان وسيناء في القرآن الكريم وكذلك كانت الإدارة تشرف على توزيع الوجبات قبل وبعد الصيام في رمضان ،كما تم ترتيب رحلات الحج للضباط والمتقاعدين منهم وعائلاتهم ،كما أنها مسئولة أيضا عن إعداد الخطبة الأسبوعية التي يستمع إليها الجنود كل يوم جمعة . وقالت فورين أفيرز إن السلوك والنمط الإسلاميين اللذان تحث عليهما إدارة الشئون المعنوية للجيش يتفق مع أهداف السيسي الذي يحاول فرض الصيغة المعتدلة التي تقرها الدولة والإسلام للدين في مصر
وقد تحالفت إدارة الشئون المعنوية مع الأزهر وهو المؤسسة الدينية الأكبر في البلاد لنشر أيديولوجية راديكالية مضادة ونشر الفكر الوسطي المستنير ،واستعان الجيش في هذا الأمر بعدد من رجال الدين البارزين مثل سالم عبد الجليل وشريف السيد خليل وخالد الجندي للمساعدة لتوضيح وجهة النظر الإسلامية فيما يحدث على الساحة السياسية.
ونقلت فورين أفيرز عن مقال في نيو يورك تايمز جاء فيه أن عبد الجليل قال إن المتظاهرين المؤيدين لمرسي هم معتدلون لديهم فرصة التوبة إلى الله ،إلا أن هذا القول جلب عليه موجة من الانتقادات ورأى البعض أنه يبرر للعنف ،لكنه تراجع فيما بعد عن هذه التصريحات واعترف لاحقا بأن زوجته وأولاده شاركوا في مظاهرات ضد ما أسموه الانقلاب في ساحة رابعة العدوية ،وفي مقطع فيديو آخر حذر من أن يهاجم المتظاهرين جنود الجيش معتمدا على عدد من آيات القرآن الكريم حيث أكد أنه من يقتل مؤمنا متعمدا فلا جزاء له سوى النار .. كما أصدرت الشئون المعنوية أيضا مجلة المجاهد ،وهي المجلة التي ركزت على التواصل الديني ،ويشرف عليها خالد الجندي ،ووفقا لدار النشر والتوزيع التابعة لوزارة الدفاع يتم توزيع 45 ألف نسخة من المجاهد شهريا حيث تصل إلى المدنيين والعسكريين على حد سواء.
وأكدت فورين أفيرز أن ضباط الشئون المعنوية ليسوا العسكريين الوحيدين الذين ينشرون الفكر الإسلامي وخطبه ،إلا أن الدوافع الدينية أصبحت أمرا شائعا في جميع أقسام وإدارات وأسلحة المؤسسة العسكرية ،ووفقا لأحد المجندين فقد تم إلصاق ملصقات تحفيزية تحث على الجهاد في ثكنات الجنود. وفي سبتمبر الماضي كان السيسي يشاهد تدريبات حول كيفية الانتشار السريع للقوات أثناء المعركة ،وخلفه لافته كبيرة هي نفسها جزء من القرآن الذي يتخذه الإخوان شعارا لهم وهي "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط خيل"
وقالت الصحيفة إن الدين والحياة العسكرية في مصر يتشابكان مع بعضهما بشكل كبير ،فرجال الدين يذكرون المؤسسة العسكرية في المساجد ،والشخصيات العسكرية تستخدم الإشارات الدينية عند التحدث في الأماكن العامة .. وعقب الإطاحة بمحمد مرسي دعا أحمد محمد على المتحدث العسكري في ذلك الوقت الشعب المصري لإظهار الرحمة أسوة بالرسول عليه الصلاة والسلام وكان هذا التصريح لافتا للنظر وكان شبيها بعنوان خطبة لأحد علماء الأزهر قبل أيام من هذه الدعوة.
وأكدت الصحيفة, أنه من غير المفاجيء أن يحتضن الجيش المصري الإسلام وأن يعطي دورا بارزا لرجال الدين في الحياة الثقافية المصرية ،وعلاوة على ذلك فإن جنرالات المؤسسة العسكرية المصرية يدركون أن قوتهم في الحفاظ على تماسك المجتمع وتعزيز الروح المعنوية وكسب تأييد الرأي العام ،وفي ضوء الإطاحة بمرسي كان من المهم النظر لهذه المسألة كعنصر هام من معركة أيديولوجية للدولة المصرية لاستعادة عباءة الإسلام من جماعة الإخوان المسلمين وحتى الآن يبدو أن الأمر ناجحا ،لكن هناك مخاوف من أن يكون لهذا الأمر تأثيرا عكسيا فالتاريخ يقول إنه تم اغتيال الرئيس السادات على يد ضباط إسلاميين عام 1981 بسبب محاولاته لإقحام الدين في السياسة .. وليس غريبا أن يكون الجيش المصري صاحب كل هذا التأثير الكبير في المجتمع المصري كونه من أكبر جيوش العالم وفقا لموقع موقع "جلوبال فاير باور" الذي قال في تقريره الصادر هذا العام إن الجيش المصري يحتل المرتبة 13 في قائمة أقوى جيوش العالم نظرا لامتلاكه عدد كبير من السلاح والجنود فهو يحتل المرتبة السادسة عالميا من حيث امتلاك الدبابات حيث يمتلك 4767 دبابة بينما تمتلك روسيا أكبر عدد من الدبابات وهو 15ألف و500 دبابة.
كما يعد الجيش المصري ثالث أكبر جيش في العالم من حيث امتلاك المدرعات العسكرية المسلحة حيث يمتلك 18 ألف و 986 مدرعة بينما تأتي روسيا في المرتبة الأولى بـ 27 ألف مدرعة وأمريكا بـ 25 ألف مدرعة.
ويحتل أيضا المرتبة الثالثة عالميا من حيث امتلاك الراجمات النارية أو (نظم إطلاق الصواريخ المتعددة) حيث يمتلك 1469 راجمة بينما تأتي روسيا في المرتبة الأولى بـ3781 راجمة والصين في المرتبة الثانية بـ1770 راجمة.
والجيش المصري هو ثامن أكبر جيش من حيث امتلاك طائرات حربية حيث يمتلك 1100 طائرة بينما يحتل الجيش الأمريكي المركز الأول بامتلاكه 13 ألف 583 طائرة في حين تأتي روسيا في المركز الثاني بـ3 آلاف و82 طائرة.
ويعد خامس جيش في العالم من حيث امتلاك المقاتلات الجوية فلديه 358 مقاتلة جوية ثابتة الأجنحة و343 مقاتلة جوية اعتراضية كما يمتلك 245 طائرة هيلكوبتر منها 36 طائرة مقاتلة.
ويأتي الجيش المصري كسابع قوة بحرية في العالم بـ237 قطعة بحرية منها 4 غواصات، و9 بوارج حربية، و152 مركب دفاعي ساحلية صغيرة وطرادين.
والجيش المصري هو الجيش الـ 11 في العالم من حيث تعداد قواته المسلحة حيث يمتلك 476 ألف جندي في حين الجيش الصيني في المرتبة الأولى بـ 2 مليون و258 ألف جندي، والجيش الأمريكي في المرتبة الثالثة بـ 1 مليون و 430 الف جندي.
كما يحتل المرتبة الـ 14 على مستوى العالم من حيث قوات الاحتياط والدعم بـ 800 ألف جندي بينما تأتي الصين في المرتبة الأولى بـحوالي 5 ملايين جندي يليها كوريا الشمالية بحوالي 4.5 مليون جندي ،وهو ثامن أكبر جيش في العالم من حيث امتلاك المدافع الثقيلة ذاتية الدفع حيث يمتلك 889 مدفعا بينما يمتلك الجيش الروسي أكبر عدد من هذه النوعية إذ يوجد لديه 5990 مدفعا.
كما أن الجيش المصري هو الثامن عالميا من حيث امتلاك المدافع الصغيرة المتنقلة (مدافع السحب) حيث يمتلك 2240 مدفع بينما يمتلك الجيش الهندي أكبر عدد من هذه النوعية من الأسلحة إذ لديه 6445 مدفع سحب صغير.
ويحتل أيضا المرتبة الـ 45 من حيث ميزانية الإنفاق العسكري حيث تبلغ ميزانيته 4.4 مليار بينما يحتل الجيش الأمريكي المركز الأول بجدارة إذ يبلغ حجم ميزانيته العسكرية 612.5 مليار دولار.
وفي تقرير آخر لصحيفة ناشيونال جيوجرافيك قالت إن الجيش المصري هو القوة المهيمنة في البلاد وقد تم إثبات ذلك خلال الثلاث سنوات التي أعقبت ثورة يناير حيث كان الجيش المصري المؤسسة التي ساهمت في الإطاحة بمحمد حسني مبارك الذي ظل في الحكم لفترة طويلة خلال ثورة يناير 2011 ،وكان هذا الحدث أكثر التطورات دراماتيكية وتبعه موجة الربيع العربي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش كان قد حذر محمد مرسي الرئيس الذى تلى مبارك وطالبه بتنفيذ مطالب المحتجين من الشعب المصري الذين ملئوا الشوارع ،كما طالبه بتشكيل حكومة أكثر شمولية , موضحة أنه منذ الإطاحة بمبارك برز الجيش المصري كضامن للوحدة الوطنية ومدافع محايد عن الحرية التي حصل عليها المصريون بشق الأنفس وكان الجنود في الميادين حراسا للثوار . وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش لعب دورا كبيرا في التاريخ المصري وإن كان بعيدا وغير واضحا ،والعلاقة بينه وبين المجتمع المصري متشابكة ومعقدة حيث تختلط أحيانا بين الوطنية والمصلحة الذاتية والهزيمة والنصر. ورصدت الصحيفة العلاقة التاريخية بين الجيش والشعب المصريين حيث قالت إن مصر اكتسبت استقلالها عن بريطانيا عام 1922 إلا أن الاحتلال البريطاني واصل احتلال البلاد بقوته العسكرية لمدة 25 عاما آخرين
وكان الجيش المصري في هذا الوقت مؤسسة ضعيفة نسبيا لاسيما خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين ،حيث قال جويل بينين أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ستانفورد البريطانية إن الاحتلال لم يكن يرغب في التعامل مع جيش يحتمل أن يكون قويا فعمل على إضعاف قوة المؤسسة العسكرية المصرية إلا أن عدد من الجنود المصريين خاضوا الحرب إلى جانب القوات البريطانية خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية ،وكان في ذلك الوقت يقف الجيش المصري على استحياء في مواقف قليلة مع الشعب المصري وكان دوره محدود في الشئون الحكومية.. وفي عام 1948 عندما تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل وعلت الدعوات للحرب العربية الإسرائيلية ،وبالفعل كان هناك عام من القتال المتقطع تعرض خلاله التحالف العربي للهزيمة على يد القوات الإسرائيلية.
ووفقا لـ "نزار الصياد", رئيس مركز باركليز لدراسات الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا: منذ هذا التاريخ بدأ تعريف الجيش المصري من خلال الصراع العربي الإسرائيلي .. وعملت هذه الهزيمة على تقويض العاهل المصري الملك فاروق وألقى الجيش المصري باللوم عليه ورأى أنه سبب هذه التجربة الفاشلة ،وفي عام 1952 قامت مجموعة من الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر بثورة ،وكان ذلك بداية لتأسيس الجمهورية المصرية الحديثة وسعى الجيش بقيادة عبد الناصر الذي كان يملك شخصية كاريزمية وشعبية لإعادة بناء نفسه ليكون قوة قتالية مختصة لكن هذا الأمر لم يسر على ما يرام فبعد حملة التدخل السريع المكلفة لدعم القوات العربية في الحرب الأهلية باليمن ،استطاع عبد الناصر أن يكون ائتلاف ضد إسرائيل لكنه مني بهزيمة في عام 1967 وفقدت سيناء بالكامل وبسبب الهزيمة تراجعت شعبية الجيش المصري وفقد مصداقيته بين الجمهور نظرا لتراجعه خلال الحرب من سيناء وبعد وفاة عبد الناصر في عام 1970 تولى السادات الحكم ،وعمل على تطهير الحكومة من الناصرين وإصلاح الجيش المصري الذي كان لا يزال يتعافى من آثار حرب 1967 وفي عام 1973 قاد السادات التحالف العربي الثالث ضد إسرائيل أملا في استعادة سيناء وعلى الرغم من أن الحرب انتهت بعد ثلاثة أسابيع إلا أن الجيش المصري حصل على مكاسب عديدة واستعاد سيناء بعد مفاوضات كامب ديفيد عام 1979 ،ودمر انتصار أكتوبر أسطورة إسرائيل التي لا تقهر واستعاد الجيش المصري سمعته كقوة مقاتلة ومدافع عن مصالح الأمة وبعد أن تولى مبارك الحكم عقب اغتيال السادات عام 1981 ،قام الجيش بتوسيع وتحديث قوته بدعم من المعونة الأمريكية وبعد أن أطلق مبارك سياسة الاقتصاد الحر بدأ الجيش يعتمد على نفسه اقتصاديا ،وبذلك أصبح للجيش دور كبير في المجتمع المدني من خلال امتلاكه لمخابز ومصانع لسلع مؤثرة وحافظ طوال هذه المدة على المسافة بينه وبين العمل السياسي. ونقلت الصحيفة عن ستيفن سايمون المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في واشنطن قوله إن الجيش المصري كان بعيدا عن الأبصار في السياسة ولم يكن متصلا بشكل واضح بفئة الحكام التي لم تكن تحظى بشعبية مع حفاظه على كونه حاميا للشرعية. لكن خلال الاحتجاجات الضخمة التي أدت إلى الإطاحة بمبارك أعلن الجيش صراحة أن ولائه الأول للشعب وسرعان ما انتزع السيطرة من المستبد الذي يبلغ من العمر 80 عاما
وخلال فترة الحكم العسكري التي أعقبت هذا الحدث تحول الرأي العام ضد الحكم العسكري المؤقت بسبب الاعتقاد أنه كان مترددا في التخلي عن السلطة
ولكن بعد عام من حكم مرسي استرد الجيش مرة أخرى شعبيته وساهم في الإطاحة بالرئيس الإخوانى وطبقا للصحيفة فإن غالبية الشعب المصري الآن ينظرون للجيش المصري على أنه مؤسسة وطنية يمكن الوثوق بها للتصرف في شئون الأمة , ونقلت الصحيفة عن السيسي قوله إن الجيش موجود فقط لخدمة الشعب المصري وإرادته.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.