الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 08:23 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

لأول مرة .. تقارير المخابرات الأمريكية عن ”بيت العائلة”

>> أكدت أن السيسى يستخدمه للقضاء على الفتن الطائفية فى مصر
>> المنظمة ازداد نفوذها فى الثلاث سنوات الأخيرة ولعبت دورا هاما فى الصلح بين المسلمين والأقباك بالصعيد
>> السيسى يرى أن "بيت العائلة" يمتلك الامكانيات المطلوبة لتحقيق حلم الوحدة الوطنية
أكد الكاتب الأمريكى جاسون كاسبر, أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني لم تكن موجهة فقط لقيادات الدين الإسلامي ولكن أيضا الدين المسيحي ،حيث تعد المهمة الأولى للقيادات الدينية على حد سواء دعم الوحدة الوطنية كجزء من دعم الاستقرار بالبلاد والحفاظ على النسيج الشعبي بما يفوت على الأعداء إختراق الوطن وبث الفتن بين طرفيه.
وأوضح "كاسبر" قريب الصلة بالمخابرات الأمريكية فى في مقال له على موقع معهد الشرق الأوسط , أن الرئيس المصري لم يجد حرجا في إعلانه ضرورة إصلاح الخطاب الديني , لافتا إلى أنه يشعر بالقلق بشأن تشويه صورة الإسلام من قبل المسلمين أنفسهم وإقحام الأفكار المتطرفة به وتمزق نسيج وحدة المسلمين ،متطرقا إلى حديث السيسى أثناء زيارته للكاتدرائية الأرثوذكسية عشية عيد الميلاد الماضي موجها خطابه لجميع المصريين: " سنبني مصر معا وسوف نحب بعضنا البعض ،" ولكي تكون هذه الكلمات حقيقة واقعة قد يكون الرئيس نفسه أداة فاعلة في منظمة مصرية تحمل اسم بيت العائلة- بحسب الكاتب- .
وأشار "كاسبر" إلى أن هذه المنظمة تأسست عام 2011 من قبل مجلس الوزراء الذي كان يترأسه عصام شرف في أعقاب الثورة ،حيث تم إعلانها من قبل شيخ الأزهر أحمد الطيب وبطريرك الكرازة المرقسية المتوفى البابا شنودة ،وكان قرار التأسيس قد اتخذ عقب الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد في أكتوبر عام 2010 والذي أعقبته تهديدات مباشرة لأقباط مصر ،وبالفعل بعد شهرين تم تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ما أسفر عن مقتل 21 شخصا ،وسببت هذه الحادثة تصاعدا في أعمال العنف بالبلاد ،ولأن الثورة المصرية روجت لفكرة وجود جهة واحدة تؤكد على وحدة المسيحيين والمسلمين ،وقد وجدت هذه الفكرة استحسان لدى الحكومة المؤقتة آنذاك التي شرعت بالفعل في تأسيس مؤسسة تهدف إلى تعزيز الانسجام الديني المصري. وأضاف الكاتب: كانت التوترات السياسية في أعقاب ثورة يناير 2011 قد هددت هذه الوحدة ،والاضطرابات العامة كانت عائقا لتطوير هذه المنظمة في بداية نشأتها ولكن على مدار العامين الماضيين تضافرت جهود المجتمعات الدينية ممثلة في الأزهر الشريف والكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية وقد تم العمل على تحقيق رسالة منظمة بيت العائلة.
ولفت الكاتب إلى أن المنظمة يتم إدارتها من قبل مجلس قيادة مكون من 27 عضوا تحت رئاسة مشتركة من الطيب وتواضورس البابا الحالى للكنيسة حيث ينبثق عنها 8 لجان تم تشكيلها بعد موافقة المجلس ولها أحقية الانخراط المباشر مع وزراء الحكومة لتحديد السياسات العامة التي تتعلق بهذا الشأن ،وأحد الأمثلة على هذه الجهود كان من قبل العمل الأخير للجنة التعليم التي تتكون من 20 عضوا فكروا في وضع مناهج بالتعليم تقدم توازنا بين الدين الإسلامي والمسيحي ،وتأمل هذه اللجنة في أن تقدم قريبا كتبا جديدة في مختلف مراحل التعليم لوزارة التربية والتعليم من شأنها تعزيز القيم الدينية المشتركة كما تضمن التدريب المناسب لجميع معلمي مادة الدين .
وقال الكاتب إن المرحلة الثانية من تطوير فكرة بيت العائلة هي إنشاء فروع لها في جميع أنحاء البلاد ،حيث أنه من أشد الانتقادات التي يتم توجيهها للزعماء الدينيين انهم غالبا ما يلتقون سويا على مستوى المناسبات الوطنية لتقديم نوعا جديا من الدعاية لتعزيز الوحدة الوطنية ،في حين أنهم يتركون التوترات الطائفية على المستوى المحلي دون حل ،ولذلك تهدف لجنة الخطاب في بيت العائلة إلى تغيير هذا النموذج وإيجاد حلول شعبية حقيقية للمشكلة.
وأضاف الكاتب أنه على مدار العامين الماضيين إضافة إلى السنة الثالثة الجارية قامت المنظمة بتدريب مجموعة مكونة من 70 من الأئمة والشيوخ والكهنة والقساوسة حيث يقومون بعمل حوار مجتمعي أربع مرات في السنة لمدة ثلاثة أيام يتشاركون خلاله السكن مع الزملاء من الدين الآخر ويقومون بزيارة دور العبادة التاريخية ،ويأتي المشاركون من جميع المحافظات ثم يعودون إليها بعد الحوار لنشر الرسالة التي تعلموها.
وأشار الكاتب إلى أن قادة بيت العائلة استطاعوا إنشاء 9 فروع إقليمية رسمية في الإسكندرية وبني سويف والمنيا وملوي وأسيوط والأقصر والبحيرة والغردقة وبور سعيد والفرع العاشر سوف يتم تأسيسه في الإسماعيلية ،وهذه الفروع تعمل بشكل جيد ففي بور سعيد يقوم الشيخ عبد الرحمن والأب سريال بزيارات مستمرة للمدارس والمستشفيات والسجون لنشر رسالة التسامح ،كما أن الأنبا كيرلس والشيخ حسن كانا قد حلا مشكلة بين عائلة مسلمة وأخرى مسيحية كانت ستتسبب فى حادث طائفي كامل في الإسكندرية عام 2012 ومع كل هذه الجهود تبين أن هذه الفروع لا تعمل معا وكان هذا أبرز الانتقادات الموجهة إليها .
وبدأ الكاتب في سرد عدد من إنجازات الأفرع المختلفة لبيت العائلة وفي نفس الوقت بعض القصور العملية في أدائها ففي فرع الإسكندرية مثلا استطاع رئيس الفرع مع أربعة من الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من الدولة العمل مع نواب من القطاعات المحلية مثل الثقافة والصحة والتضامن الاجتماعي للتخطيط حول كيفية تقديم الخدمات للمواطنين ولاسيما توفير سكن للمحرومين.. لكن في الوقت نفسه كان فرع الإسكندرية بطيء في تنظيم الأنشطة حيث عقد مؤتمرا واحدا حول المواطنة حضره المحافظ ،كما أجرت لجنة الأسرة المنبثقة عن الفرع زيارتين فقط للأحياء ذات الدخل المنخفض بالمحافظة ،فضلا عن أن الفرع لم يقدم الكثير فيما يتعلق بتوضيح الصورة الإيجابية للوحدة الوطنية بين معتنقي الديانتين ، كما أن دعوات الاشتراك في اجتماعات الحوار المشترك بالفرع لم يشارك بها سوى نصف الأعضاء فقط وفقا للأب بولي عوض الرئيس المشارك بالفرع.
وأكد الكاتب أنه حتى داخل منظمة بيت العائلة لم يكن من السهل التغلب على ثقافة الانفصال وجهل الآخر الديني ،حيث قال "عوض" إن الأعضاء أمضوا الكثير من الوقت للتعرف على بعضهم البعض وتعلم كيفية التواصل مع الأئمة والقساوسة في المنظمة ولا توجد أمثلة كثيرة على التعاون العملي بين الطرفين, ورغم كل الانتقادات إلا أن القيادة القومية لبيت العائلة لا تزال الأكثر نشاطا حيث تدخلت لجنة الطوارئ بالمنظمة في الأحداث الطائفية في أسوان والمنيا وديرمواس ودهشور وسمالوط ،وأجرت لجنة الشباب خمسة مؤتمرات إقليمية لكل 200 طالب مع التركيز على التنمية الروحية والاقتصادية والثقافية ولكن التنسيق بين اللجان لا يزال يشكل أزمة إضافة إلى أن أحد الأسباب التي تحد من انتشار بيت العائلة وتسهل التنسيق بين فروعه هو عدم وجود خطة كافية للتواصل مع الإعلام لنشر نجاحات المنظمة .
وأوضح الكاتب أن بيت العائلة لديه إمكانية حقيقية لتعزيز الوحدة الإسلامية المسيحية ولكن هذا الأمر يعتمد على إرادة المعنيين ،فهل سيتوقف الأمر على العناق والقبلات بين قيادات الطرفين في المناسبات ؟أو أن الزعماء الدينيين سوف يكرسون جهودهم للعمل معا وإيجاد طريقة لإشراك الشعب المصري في روح جديدة من التعاون بين الأديان بحيث يتم ترجمة الأمر في الشارع؟
ولفت الكاتب إلى أنه بالمثل تتجاهل الحكومة توصيات بيت العائلة للإصلاح المؤسسي الذي يهدف إلى تعزيز الوحدة المصرية متسائلا هل ستشهد الأيام المقبلة ترحيب الحكومة بوجهة نظر الخبراء والقاعدة الشعبية التي تحدد أوجه القصور في الدولة؟
وشدد الكاتب على أن صدق دعوة السيسي في تجديد الخطاب الديني ودعوته للوحدة الوطنية سوف يكون منوطا باستعداد منظمة بيت العائلة لتنفيذ رسالتها، موضحا أن الرئيس المصري يرى أن الرأي العام جاهز لنوع جديد من التجديد الديني وأن بيت العائلة هو أداته لترجمة هذا الأمر على أرض الواقع.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.