الإفتاء توضح شروط التوبة من كبائر الذنوب.. سر الباب المفتوح

شروط التوبة من كبائر الذنوب.. يقوم الإنسان في حياته بالكثير من الذنوب والمعاصي، قد تصل أحيانًا إلى كبائر الذنوب التي نهى الله عنها في كتابه، وتوعد فاعليها بالعقاب الشديد.
لكن بعد لحظة صدق أو موقف مؤثر، يشعر الإنسان بالندم الحقيقي، وتنبض بداخله رغبة في التوبة، والرجوع إلى طريق الله، طامعًا في رحمته، راجيًا أن تُمحى ذنوبه ويبدأ من جديد.
ورغم صدق النية، يتساءل البعض: ما هي شروط التوبة من الكبائر؟ وهل تُقبل التوبة مهما كان الذنب؟
يستعرض الموجز في هذا التقرير، الإجابة عن هذه التساؤلات كما وردت عن دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، حيث أكدت الدار أن باب التوبة لا يُغلق أبدًا، وأن الله سبحانه وتعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين.
ما هي شروط التوبة من كبائر الذنوب؟
أوضحت دار الإفتاء أن التوبة من أي ذنب، وخاصة الكبائر، لا بد أن تتوفر فيها مجموعة من الشروط حتى تُقبل، وهي:الإقلاع الكامل عن الذنب وعدم الاستمرار فيه، الندم الشديد على ما فعله الإنسان من معصية، العزم الجاد على عدم العودة إلى الذنب مستقبلًا،عدم المجاهرة بالمعصية بعد ستر الله.
كما شددت الإفتاء على أن التائب الصادق يُكثِر من الأعمال الصالحة كالصلاة والاستغفار والصدقة، والحرص على قراءة القرآن، والتقرب إلى الله بالنوافل والطاعات.

أدلة من القرآن والسنة على قبول التوبة
استدلت دار الإفتاء بعدد من الآيات والأحاديث التي تؤكد على رحمة الله الواسعة وقبوله للتوبة مهما كانت الذنوب، ومنها قوله تعالى:﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر: 53]
﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ [الفرقان: 70]
وفي السنة النبوية، قال رسول الله ﷺ:"اتقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".
كما قال ﷺ:"والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"

هل تقبل التوبة في الكبائر ؟
أكدت دار الإفتاء أن كبائر الذنوب لا تمنع من التوبة، بل إن الله سبحانه وتعالى جعل باب التوبة مفتوحًا حتى للمذنبين الذين وقعوا في كبائر مثل الشرك، أو القتل، أو الزنا، طالما تاب العبد توبة صادقة واستوفى شروطها.
وقد جاءت الأحاديث النبوية والآيات الكريمة لتطمئن القلوب وتفتح باب الأمل لكل من ندم وقرر الرجوع إلى الله، ومنها الحديث الشريف عن النبي ﷺ عندما سئل عن أعظم الذنوب، فقال:"أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك..."، ورغم عظم هذا الذنب، فإن الله يقبله ممن تاب وأناب.
الجهر بالمعصية
وجهت دار الإفتاء نصيحة مهمة، وهي عدم المجاهرة بالمعصية، مشيرة إلى أن الله إذا ستر على عبده معصيته، فلا ينبغي له أن يُفشيها أو يتحدث بها، لأن المجاهرة قد تكون سببًا في عدم قبول التوبة أو زوال أثرها.
ماذا يفعل من وقع في معصية؟
اختتمت دار الإفتاء بيانها بتأكيد أن من وقع في المعصية، فعليه أن يسارع إلى التوبة، ويُكثر من الطاعات، ويبتعد عن مواطن الذنوب، وألا يفقد الأمل في رحمة الله، فهو غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذو الطول.
اقرأ أيضا:
دعاء كفارة المجلس.. يحمي من الغيبة واللغو ردده كثيرًا
فضل الأذكار والتسابيح في حياة المسلم.. إزالة الذنوب والآثام