محمد تمساح يكتب: عادل إمام.. بائع العسلية الذي خطف الزعامة الكوميدية

عادل امام
عادل امام

الزعيم الذي لا يغيب.. يحتفل الفنان الكبير عادل إمام بعيد ميلاده هذا الشهر، ورغم غيابه عن الأضواء منذ عام 2020، إلا أن حضوره في الذاكرة الجمعية لا يزال طازجًا كأنه بالأمس، الزعيم – كما لقّبه الجمهور لا الصحافة – ليس مجرد فنان عابر، بل حالة استثنائية صنعها موهبة نادرة وذكاء اجتماعي وفني قلما يتكرر.

من حيّ شعبي إلى خشبة المسرح الجامعي

في حي السيدة عائشة الشعبي وُلد عادل محمد إمام في 17 مايو 1940، لأسرة بسيطة الحال، وكان والده موظفًا بهيئة السكك الحديدية، لم تكن نشأته ترفًا ولا طفولته محاطة بالكاميرات، بل طفل مصري عادي، لكنه كان يملك من الشغف ما دفعه لأن يتألق على خشبة المسرح الجامعي بكلية الزراعة، ومنها انطلقت شرارة الزعامة الفنية.

من "العسلية" إلى الأدوار الكبيرة

بدأ عادل إمام كـ"كومبارس متكلم"، يصيح من بعيد "العسلية بمليم الأوقية"، لكن العين اللامعة للمخرج حسين كمال التقطته، ليبدأ رحلة نادرة من المسرح إلى الشاشة الكبيرة، محطات التوهج كثيرة، لكن المدهش ليس عدد أعماله التي فاقت 170، بل تنقله السلس بين الكوميديا والتراجيديا، بين السخرية من الواقع وتجسيد عمقه.

الشراكة الذهبية مع وحيد حامد

في السبعينيات، استطاع أن يفرض اسمه كبطل شباك، لكن مرحلة النضج الحقيقي جاءت مع شراكته الذهبية مع الكاتب الراحل وحيد حامد، في أعمال مثل "اللعب مع الكبار"، "الإرهاب والكباب"، و"طيور الظلام"، كان إمام يختار نصوصه بعين المواطن، فيلتقط قضايا الناس ويعالجها بخفة دم ودهاء لا يخلو من النقد.

قصة زواج بدأ برفض واستمر بحب

ولم يكن صعود نجم "الزعيم" مجرد صدفة فنية، بل رافقه تطور إنساني في حياته الخاصة، فرغم رفض عائلة زوجته "هالة الشلقاني" لارتباطها بفنان لم يكن يملك من الدنيا سوى اسمه، أصرّت على الزواج به في عزّ انطلاقته، وتحديدًا خلال بروفات "مدرسة المشاغبين"،  كانت هالة، من عائلة أرستقراطية، وهو الشاب الطموح القادم من هامش الحياة، فاجتمع النقيضان في بيت واحد، دام أكثر من خمسين عامًا بلا شائعات ولا ضجيج.

أبناء الزعيم وأحفاده: سيرة عائلية هادئة

أنجب منها ثلاثة أبناء: رامي، المخرج السينمائي، وسارة، التي ابتعدت عن الأضواء، وأخيرًا محمد عادل إمام، الذي ورث شيئًا من جينات الزعامة، وإن اختلفت أدواته واليوم، أصبح عادل إمام جدًا لسبعة أحفاد، يعيش وسطهم بهدوء، مبتعدًا عن زحام الكاميرات، ولكن حاضرًا في كل بيت عربي.

معادلة البقاء في قلب الشاشة

اللافت أن عادل إمام لم يتوقف يومًا عند قمة، بل كان يصنع القمة التالية، مع كل جيل جديد من نجوم الكوميديا، لم يكن يخشى المقارنة، بل كان يدخل المنافسة بأدوات جديدة: تقليل عدد الأعمال، زيادة الجودة، واختيار ما يناسب سنّه وظرفه السياسي والاجتماعي.

من "أنا وهو وهي" إلى "فلانتينو": خلود فني نادر

من "أنا وهو وهي"، إلى "الزعيم"، إلى "فلانتينو"، تظل مسيرة عادل إمام درسًا طويلًا في البقاء والخلود، لم يكن فقط ابن عصره، بل كان يسبق عصره بخطوة، ويجبر الجميع على اللحاق به.

الزعامة تُنتزع ولا تُمنح

الزعامة لا تُمنح.. تُنتزع، وعادل إمام انتزعها من قلب الناس، وظل محافظًا عليها حتى وهو في ظلال المشهد.

اقرأ أيضًا: 

استئناف تصوير "شمس الزناتي".. محمد إمام يعيد إحياء واحدة من أعظم القصص السينمائية
 

محمد إمام يسير على خطى والده.. ويكشف تطورات صحة الزعيم
 

 

تم نسخ الرابط