الصحفي الفلسطيني أنس الشريف.. حكاية صوت الحقيقة الذي أسكته الاحتلال

وداعًا لمراسل الجزيرة الشجاع في غزة أنس الشريف.
استشهد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، أحد أبرز مراسلي قناة الجزيرة في قطاع غزة، بعد استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الممنهجة ضد الإعلاميين، جاء استشهاده أثناء قيامه بتغطية ميدانية بالقرب من مستشفى الشفاء بمدينة غزة، حيث تعرضت خيمة الصحفيين للقصف، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة فارق الحياة على إثرها، ويرصد الموجز التفاصيل.
تحدي الخطر في قلب الميدان
أنس الشريف لم يكن مجرد مراسل ينقل الأخبار، بل كان شاهدًا حيًا على المآسي اليومية التي يعيشها المدنيون في ظل الحصار والقصف المستمر، تحدّى تهديدات الاحتلال التي حاولت إسكات صوته، وظل يسلط الضوء على صور المجاعة والدمار، ناقلًا للعالم صورة حية عن معاناة شعبه، مؤكدًا أن الكلمة الحرة أقوى من الرصاص.
أسرة صغيرة تحمل إرثه
رغم الظروف القاسية التي عاشها، كان لـ أنس الشريف عائلة صغيرة تتكون من طفلين، أحدهما صلاح، الذي وُلد عام 2024 وسط أجواء الحرب، شكّل صلاح مصدر أمل للشريف وزوجته، التي وثقت آخر لقاء جمع الأسرة في مشهد مؤثر، داعيةً الله أن يعود سالمًا، إلا أن قذائف الاحتلال حرمتهم هذا اللقاء المنتظر، تاركة طفليه ليحملا اسمه وإرثه الإعلامي.
وصية تخلّد الرسالة
نشرت الصفحة الرسمية للصحفي الراحل وصيته الأخيرة، التي بدأها بالتأكيد على أنه أفنى حياته ليكون "صوتًا وأملًا" لشعبه، منذ طفولته في مخيم جباليا وحتى آخر لحظاته، عبّر عن شوقه للعودة إلى بلدته الأصلية عسقلان، وأوصى بعدم السكوت أمام الظلم، داعيًا الجميع لأن يكونوا جسورًا نحو تحرير فلسطين، وخاصة لأجل الأطفال الذين حُرموا من حقهم في الأمان.
دعوة لحماية الصحفيين
أوصى أنس الشريف أحبته، من والدته وزوجته وأطفاله، بأن يجدوا السند والدعم من المجتمع بعد رحيله، كما وجّه رسالة للعالم بألا ينسوا غزة، وألا ينسوه من صالح الدعاء، مؤكدًا أن دمه سيكون نورًا يضيء طريق الحرية، استشهاده يعيد طرح السؤال المؤلم حول حماية الصحفيين في مناطق النزاع، وسط مطالبات دولية متجددة بوقف استهداف الإعلاميين وضمان سلامتهم.
خسارة للإعلام الحر
برحيل أنس الشريف، فقدت الساحة الإعلامية الفلسطينية والعربية صوتًا حرًا وقف في وجه آلة الحرب، ودفع حياته ثمنًا لكلمته. ستظل قصته شاهدًا على شجاعة الصحفيين في الميدان، وعلى أن الكاميرا قد تكون أحيانًا أخطر من البندقية.
الجيش الإسرائيلي يقرّ باغتيال الصحفي أنس الشريف ويتهمه بالانتماء لحماس
أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أنه نفّذ غارة جوية على مدينة غزة الأحد الماضي، أسفرت عن استشهاد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة. وزعم البيان أن الشريف كان قائد خلية تابعة لحركة حماس، ومسؤولًا عن إطلاق صواريخ تجاه المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش.
تفاصيل الاتهامات الإسرائيلية
وجاء في البيان أن الجيش يمتلك ما وصفها بـ"أدلة استخباراتية ووثائق" عُثر عليها داخل قطاع غزة، تؤكد ـ بحسب مزاعمه ـ انخراط الشريف في نشاطات عسكرية، وتضمنت هذه الوثائق قوائم بأسماء أفراد، وسجلات لدورات تدريبية، وأدلة اتصال، إضافة إلى ما أطلق عليه "وثائق رواتب"، اعتبرها الجيش دليلاً على ارتباطه بحماس.
استهداف خيمة الصحفيين
بحسب التلفزيون الفلسطيني، فقد تم استهداف خيمة مخصصة للصحفيين أمام مستشفى الشفاء في غزة، مما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص، بينهم أربعة من الصحفيين:
- أنس الشريف – مراسل قناة الجزيرة
- محمد قريقع – مراسل قناة الجزيرة
- إبراهيم ظاهر – مصور صحفي
- محمد نوفل – مصور صحفي
كما أصيب الصحفي محمد صبح، مراسل قناة الكوفية، بجروح جراء القصف.
ردود فعل دولية واسعة
أثار الإعلان الإسرائيلي موجة من التنديد، إذ دعت بريطانيا إلى فتح تحقيق مستقل في الحادث، فيما وصف الاتحاد الأوروبي مقتل صحفيي الجزيرة بأنه "انتهاك خطير لحرية الصحافة". كما اعتبرت حركة حماس أن أنس الشريف كان "أيقونة الحقيقة" وشاهدًا على المجاعة والدمار في قطاع غزة.
استمرار استهداف الصحفيين
يأتي اغتيال أنس الشريف ضمن سلسلة من الهجمات التي طالت الطواقم الإعلامية في غزة منذ بدء العدوان، وسط مطالبات دولية متزايدة بوقف استهداف الإعلاميين وضمان سلامتهم أثناء أداء مهامهم. ورغم الاتهامات الإسرائيلية، يظل مقتل الصحفيين في مناطق النزاع قضية حساسة، خاصة في ظل غياب تحقيقات شفافة ومستقلة.
اقرأ أيضًا:
الإمارات تدين قرار إسرائيل احتلال غزة وتحذر من كارثة إنسانية
إصابة نتنياهو بالتهاب في الأمعاء.. وعائلات الأسرى تطالبه بصفقة شاملة