منزل العائلة المسمومة.. رصاصة حفيد الدجوي تفتح صندوق أسرار إمبراطورية التعليم الخاصة في مصر

نوال الدجوي
نوال الدجوي

في صباح 25 مايو 2025، استيقظت مصر على فاجعة جديدة داخل واحدة من أشهر العائلات التعليمية في البلاد، عُثر على حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رائدة التعليم الخاص، جثة هامدة داخل شقته الفاخرة في كمبوند بمدينة 6 أكتوبر، بعد أن أطلق النار على نفسه من سلاح مرخص، ويرصد الموجز التفاصيل. 

التحقيقات الأولية كشفت أن الشاب كان يعاني من أمراض نفسية مزمنة، وقد خضع للعلاج في الخارج خلال الأشهر الأخيرة،  لكن الحادث المأساوي لم يكن مجرد حالة انتحار فردية، بل بدا كأنه رصاصة حرّكت الركام فوق إرث عائلي مليء بالصراعات والخسائر والخلافات.

الرحيل المتسلسل.. وسقوط الأعمدة

بدأت ملامح الانهيار منذ سنوات، حين توفي ابنها الدكتور محمد شريف الدجوي في عام 2015، وتلاه وفاة زوج الدكتور نوال الدجوي اللواء محمد وجيه الدجوي عام 2017. أما الصدمة الكبرى فكانت في مارس 2025، برحيل ابنتها منى الدجوي، ما خلّف فراغًا إداريًا وعاطفيًا داخل الأسرة، وأشعل صراعًا صامتًا بين الأحفاد حول الوصية والميراث.

خلال هذه السنوات، عاشت الدكتورة نوال حالة صحية متدهورة، بينما كانت حفيدتها إنجي الدجوي هي الأقرب إليها، وتتولى مسؤولية رئاسة مجلس أمناء جامعة MSA، ومع غياب الأبناء، تسللت الخلافات المالية والإدارية إلى صلب العائلة، وبدأت بعض الأطراف في اتخاذ مواقف متضاربة بشأن مستقبل ممتلكات الأسرة.

البلاغ الذي كشف المستور

في مايو 2025، فجّرت نوال الدجوي قنبلة مدوية حين تقدّمت ببلاغ رسمي تتهم فيه أطرافًا بسرقة محتويات الفيلا الخاصة بها. ووفق أقوالها، فقدت:

50 مليون جنيه مصري

3 ملايين دولار

350 ألف جنيه إسترليني

15 كيلو من الذهب الخالص


بإجمالي يتجاوز 300 مليون جنيه نقدًا ومشغولات.


النيابة استدعت حفيدتيها إنجي وماهيتاب لسماع أقوالهما، وسط صمت العائلة وتكتم غير معتاد، بينما اتجهت التحقيقات نحو احتمال وجود صراعات عائلية داخلية.


إمبراطورية التعليم والثروة المخفية

منذ تأسيسها لجامعة MSA في تسعينيات القرن الماضي، صنعت نوال الدجوي إمبراطورية تعليمية خاصة، امتدت إلى مدارس دار التربية ودار الطفل، وحصدت مليارات الجنيهات عبر عقود.

تُقدّر المصروفات السنوية للجامعة بين 100 إلى 150 ألف جنيه للطالب، وعدد الطلاب يتراوح بين 10 إلى 15 ألفًا، ما يعني أن دخل الجامعة وحدها يتجاوز 1.4 مليار جنيه سنويًا.
أما المدارس، فتدر دخلًا سنويًا يقدّر بـ 200 إلى 300 مليون جنيه. هذا بخلاف الأصول العقارية الفاخرة والاستثمارات البنكية وأرباح الامتيازات التعليمية.

وتؤكد وقائع السرقة أن 300 مليون جنيه كانت محتجزة في صورة سيولة ومشغولات فقط، ما يعكس أن إجمالي الثروة الحقيقية قد يتجاوز 3 إلى 5 مليارات جنيه مصري.


رصاصة النهاية.. أم بداية فتح الحساب؟

انتحار الحفيد أعاد تسليط الضوء على بيتٍ كان ذات يوم عنوانًا للريادة والفكر التعليمي، وتحول الآن إلى ساحة نزاع قانوني ونفسي، تتشابك فيه الدماء مع الثروة، والجدارة مع الجشع، والحب مع الغياب، ربما لم تكن رصاصة ذلك الشاب موجهة إلى رأسه فقط، بل إلى جدران صمت انهارت على أسرار لم تُروَ بعد،
"منزل العائلة المسمومة" لم يفقد حياته فقط، بل فقد معناه.

اقرأ أيضًا: 

بالصور .. طلاب جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة يحصدون جوائز في 16 مسابقة عالمية خلال 2019
 

تم نسخ الرابط