حرائق غير مسبوقة تجتاح أوروبا.. صيف 2025 يسجل الأسوأ منذ عقدين

شهدت القارة الأوروبية هذا الصيف أربع موجات حر رئيسية، تزامنت مع جفاف شديد ورياح عاتية، ما حول القارة إلى ما يشبه "صندوق بارود" جاهز للاشتعال.
النتيجة: موسم حرائق يُعد الأكثر تدميرًا منذ ما يقرب من 20 عامًا، وفيما يلي ويستعرض الموجز التفاصيل.
صور الأقمار الصناعية تكشف حجم الكارثة
وفقًا لبيانات حديثة من برنامج الفضاء الأوروبي "كوبرنيكوس"، التهمت الحرائق خلال عام 2025 ما يقرب من 8,948 كيلومترًا مربعًا من أراضي الاتحاد الأوروبي. وهو الرقم الأكبر منذ عام 2006، بحسب ما أوردته وكالة "بلومبرج" الأمريكية
من البرتغال إلى ألبانيا.. قارة مشتعلة
تزايدت الحرائق بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة، بعد موجة حر غير موسمية استنزفت بقايا الرطوبة في الغابات والحقول. وسرعان ما امتدت ألسنة اللهب من البرتغال وإسبانيا إلى اليونان وألبانيا، لتتحول مساحات شاسعة إلى رماد.
التغير المناخي يضاعف المخاطر
ويؤكد الباحثون أن تغير المناخ جعل صيف أوروبا أكثر سخونة وجفافًا، مما يضاعف خطورة اندلاع الحرائق عامًا بعد عام. وتشير الدراسات إلى أن القارة الأوروبية تُعد الأسرع عالميًا في معدلات الاحترار، وهو ما ينذر بمستقبل أكثر قسوة وكوارث طبيعية متكررة.
خبراء البيئة يكشفون 6 أسباب رئيسية وراء حرائق الغابات حول العالم
حرائق مدمرة تفتك بالقارات وتُهدد التنوع البيولوجي
شهدت قارات عدة خلال الفترة الماضية سلسلة من حرائق الغابات المدمرة، امتدت من أمريكا الشمالية مرورًا بأوروبا وأفريقيا وصولًا إلى آسيا. هذه الحرائق لم تقتصر خسائرها على مئات الأرواح التي أُزهقت، بل طالت أيضًا ملايين الأفدنة من المساحات الخضراء الغنية بالتنوع النباتي والحيواني، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للتوازن البيئي العالمي.
6 أسباب رئيسية لاندلاع الحرائق
أوضح خبراء البيئة أن حرائق الغابات لا ترتبط فقط بارتفاع درجات الحرارة أو موجات الجفاف، بل تتداخل معها مجموعة من الممارسات البشرية الخاطئة، حيث حددوا ستة أسباب رئيسية لاندلاع هذه الكوارث البيئية:
1. حرق المخلفات الزراعية بشكل عشوائي.
2. إشعال النيران لأغراض الطهي أو التدفئة داخل الغابات.
3. إطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات في المناطق النباتية.
4. الحرق العمد بغرض توسيع الأراضي الزراعية.
5. مخلفات الزجاج المعرضة للشمس والتي تعمل كعدسات تزيد الاشتعال.
6. الإهمال في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال.
هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى اندلاع حرائق سريعة الانتشار يصعب السيطرة عليها، خاصة مع وجود رياح قوية تزيد من تفاقم الأزمة.
دعوات للحذر وتعزيز السلوكيات الإيجابية
وجه الخبراء تحذيرات واضحة للمتنزهين والمزارعين والعاملين في مناطق الغطاء النباتي، بضرورة الالتزام بالإرشادات الوقائية واتخاذ أقصى درجات الحيطة، إلى جانب نشر الوعي البيئي وتعزيز السلوكيات المسؤولة التي تسهم في الحد من مخاطر الحرائق. كما شددوا على أهمية:
إعادة تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى أسمدة عضوية.
تطبيق أساليب الزراعة الحديثة لتقليل النفايات القابلة للاشتعال.
المحافظة على الغابات والمتنزهات الوطنية من أي ممارسات مدمرة.
إعادة تأهيل الأراضي وحماية التنوع البيولوجي
وأكد المختصون أن العمل على إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وحمايتها يعد خط الدفاع الأول للحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها، بما يضمن استمرار التنوع البيولوجي، ويحمي البيئة من التدهور المتسارع الناتج عن هذه الكوارث.
اقرأ أيضًا:
ترامب يصل إلى ألاسكا لعقد قمة مرتقبة مع بوتين وسط ترقب دولي
الصحفي الفلسطيني أنس الشريف.. حكاية صوت الحقيقة الذي أسكته الاحتلال