الري: فيضان صناعي بسبب السد الإثيوبي يهدد أمن شعوب دول المصب

بيان وزارة الموارد المائية والري بشأن فيضان النيل
أصدرت وزارة الموارد المائية والري بياناً رسمياً كشفت فيه تفاصيل ما وصفته بـ"الإدارة الأحادية والعشوائية" للسد الإثيوبي، مؤكدة أن التصرفات غير المنضبطة في تخزين وتصريف المياه تسببت في فيضان صناعي متأخر هذا العام، ألحق أضراراً مباشرة بالسودان وأثار مخاوف بشأن أمن مصر المائي، ويرصد الموجز التفاصيل.
تجاوزات إثيوبيا في إدارة السد
أوضحت الوزارة أن إثيوبيا خالفت القواعد الفنية المتعارف عليها عند إدارة السد، حيث قامت بتخزين كميات أكبر من المتوقع مع تقليل التصريفات، ثم عمدت إلى تصريف كميات ضخمة ومفاجئة من المياه عقب ما سُمّي باحتفال افتتاح السد في 9 سبتمبر 2025.
ووصفت الوزارة هذه الخطوة بأنها "استعراض إعلامي وسياسي" بعيد عن أي اعتبارات علمية أو إنسانية، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تفتقر إلى الشفافية وتمثل تهديداً مباشراً لدول المصب.
فيضان صناعي وأضرار في السودان
أدى هذا التصرف الأحادي إلى تغيير موعد الفيضان الطبيعي – الذي تبلغ ذروته عادة في أغسطس – وإحداث فيضان صناعي أشد قوة في سبتمبر.
وتابعت الوزارة أن هذه الزيادة المفاجئة في كميات المياه تزامنت مع اختلاف مواعيد الأمطار وارتفاع إيراد النيل الأبيض، ما تسبب في غمر مساحات من الأراضي الزراعية وقرى سودانية، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
الموقف داخل مصر: لا غرق للمحافظات
أكد البيان أن الأراضي التي غمرتها المياه داخل مصر تقتصر على أراضي "طرح النهر"، وهي بطبيعتها جزء من المجرى الفيضي، وليست مخصصة للزراعة الدائمة.
وشددت الوزارة على أن ما يتم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل تحت عنوان "غرق المحافظات" غير صحيح ومضلل، موضحة أن الأمر يقتصر على أراضٍ مخالفة أقيمت على مجرى النيل.
إدارة مائية دقيقة ورصد لحظي
أشارت الوزارة إلى أنها تتعامل مع الموقف المائي عبر إدارة ديناميكية دقيقة تعتمد على الرصد اللحظي في أعالي النيل والتنبؤات الهيدرولوجية الحديثة، وذلك لضبط كميات المياه بما يحقق التوازن بين الاحتياجات الزراعية والصناعية والكهربائية.
كما أوضحت أنها اتخذت إجراءات استباقية منذ 7 سبتمبر 2025، بمخاطبة المحافظين لتحذير المواطنين من احتمالية ارتفاع مناسيب المياه وضرورة حماية ممتلكاتهم، رغم أن هذه التعديات على مجرى النهر مخالفة للقانون.
السد العالي ضمانة الأمن المائي المصري
في ختام البيان، طمأنت وزارة الموارد المائية والري المواطنين بأن الدولة تتابع الموقف على مدار الساعة، مؤكدة أن السد العالي بما يملكه من قدرات تخزينية وتصريفية يمثل خط الدفاع الأساسي لحماية مصر من تقلبات الفيضان والتهديدات المائية،
وأكدت الوزارة أن إدارة موارد مصر المائية تتم بكفاءة عالية تضمن تلبية احتياجات المواطنين وحماية الأرواح والممتلكات في مواجهة أي تصرفات غير مسؤولة من الجانب الإثيوبي.