جارديان: مسيّرات غامضة تثير نوبة قلق جماعية وتعيد شبح الحرب لأوروبا

المسيّرات الغامضة
المسيّرات الغامضة

حذّرت صحيفة غارديان البريطانية من موجة قلق غير مسبوقة تجتاح أوروبا نتيجة تزايد مشاهدات المسيّرات الغامضة في أجواء القارة، وهو ما وصفه خبراء بـ"نوبة قلق جماعية".


ورغم أن هذه الحوادث لم تتسبب حتى الآن في أضرار مادية كبيرة، فإنها خلقت إحساسًا متناميًا بانعدام الأمان، وجعلت الأوروبيين يشعرون وكأن الحرب تقترب من أبواب منازلهم، وفيما يلي يعرض موقع الموجز التفاصيل.

غموض المصدر يزيد المخاوف

تقرير غارديان أشار إلى أن الجهة المسؤولة عن هذه المسيّرات لم تُحدد بعد، لكن كثيرًا من الأوروبيين يعتقدون أن روسيا تقف وراءها، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
 

وذكرت الصحيفة أن هذا الغموض يغذي حالة من القلق الجماعي، خصوصًا بعد تداول شهادات شخصية مثل قصة رجل الإطفاء النرويجي "فيغارد رابّان"، الذي شاهد ضوءًا أحمر غريبًا قرب منزله، ليكتشف لاحقًا أنه كان ضمن موجة المشاهدات المنتشرة.

سلاح نفسي يهدف إلى زرع الخوف

بحسب الأستاذة بيريل بونغ، مديرة مشروع "المسيّرات والثقافة" بجامعة كامبردج، فإن الهدف من هذه التوغلات ليس بالضرورة الهجوم العسكري، بل إثارة القلق والاستفزاز النفسي، لجعل الأوروبيين يشعرون بالضعف وقلة الحيلة دون اندلاع حرب مباشرة.
وأضافت بونغ أن هذه الظاهرة "تجلب الحرب إلى الحياة اليومية للمواطن الأوروبي"، وتجعلهم يتساءلون عن مدى استعدادهم الفعلي لمواجهة روسيا.

تبدّل نظرة الناس إلى السماء

وأوضح الباحث ريتشارد كارتر أن استخدام المسيّرات في النزاعات المعاصرة حوّل "السماء الهادئة إلى مصدر تهديد دائم"، ما يغير نظرة الناس للفضاء من حولهم ويخلق إحساسًا مستمرًا بالخطر.

تاريخ يتكرر... ومخاوف متجددة

وأشار الأستاذ روبرت بارثولوميو من جامعة أوكلاند إلى أن أوروبا الشمالية عاشت تجارب مشابهة في العقود الماضية، منها مشاهدات غامضة لطائرات وصواريخ "شبحية" في الثلاثينيات والأربعينيات، وغواصات مريبة في السبعينيات والثمانينيات، قبل أن يتضح أن معظمها ظواهر طبيعية أو مبالغات جماعية.
ويرى بارثولوميو أن المشهد الحالي يعيد ذلك التاريخ في سياق جديد من الفوضى الجيوسياسية، تغذيه العدوانية الروسية ومخاوف الأوروبيين من تراجع الدعم الأميركي.

سماء أوروبا تحت المراقبة

شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في مشاهدات المسيّرات المجهولة فوق شمال وغرب أوروبا، حيث تم إسقاط ثلاث منها داخل الأجواء البولندية خلال الشهر الماضي.
كما تسببت تقارير مشابهة في إغلاق مطارات كبرى مثل كوبنهاغن وميونخ، مما أدى إلى تعطيل رحلات وتأثر آلاف المسافرين.

اتهامات ضمنية لروسيا واختبارات لقدرات الناتو

وكشفت غارديان أن شركات الطاقة في إستونيا رصدت رحلات مسيّرات غير مسجلة قرب منشآتها الصناعية منذ أواخر العام الماضي.
وقال ريني باجو، الرئيس التنفيذي لشركة "إينيفيت باور"، إنهم وثقوا 22 رحلة مشبوهة هذا العام، ما أثار تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراءها.
ويرى إيغرت بيليتشيف، المدير العام لقوات الحدود الإستونية، أن هذه الحوادث تمثل "اختبارات متكررة لقدراتنا وردود أفعالنا"، في إطار ما وصفه بـ"الاستفزازات الروسية غير المباشرة".

 

اقرأ أيضًا: 

ماكرون بعد هجوم القدس: لا نهاية للصراع إلا بالحل السياسي
 

السيسي يتلقى اتصالًا من ماكرون: دعم فرنسي للمساعي المصرية في غزة وترحيب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية

 

تم نسخ الرابط