رودريجو باز يتولى رئاسة بوليفيا بعد عشرين عامًا من حكم اليسار

رودريجو باز
رودريجو باز

لأول مرة منذ عقدين، يختار الشعب البوليفي تغيير المسار السياسي، بعد فوز المرشح رودريجو باز في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرًا، مما يعكس رغبة المواطنين في تجاوز الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعيشها البلاد، ويرصد الموجز التفاصيل. 

 

من هو رودريجو باز الرئيس الجديد؟

رودريجو باز، البالغ من العمر 58 عامًا، هو ابن الرئيس السابق اليساري خايمي زامورا. درس الاقتصاد في الولايات المتحدة، ودخل الساحة السياسية بعد ذلك، حيث شغل عدة مناصب محلية ووطنية، منها عضو مجلس المدينة وعمدة مدينة تاريا، ثم أصبح سناتورًا عن الإقليم عام 2020.

برنامج باز الاقتصادي يقوم على مبدأ "رأسمالية للجميع"، والذي يشمل تخفيض الضرائب والرسوم الجمركية، بالإضافة إلى سياسة لامركزية تمنح السلطات المحلية دورًا أكبر في صنع القرار الاقتصادي.

ومن المقرر أن يتولى باز الرئاسة رسميًا في 8 نوفمبر المقبل، خلفًا للرئيس المنتهية ولايته لويس آرسي، الذي اختار عدم الترشح لولاية ثانية بعد خمس سنوات شهدت أسوأ أزمة اقتصادية منذ أربعة عقود.

 

أولويات الحكومة الجديدة

دعا إدماند لارا، نائب الرئيس على لائحة باز، إلى الوحدة والمصالحة الوطنية فور إعلان النتائج. وأكد على أهمية ضمان استقرار أسعار الوقود والسلع الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى مكافحة الفساد وتعزيز الظروف المعيشية للمواطنين، الذين يعانون من ضغوط اقتصادية كبيرة.

يهدف برنامج باز إلى تقليل الإنفاق الحكومي، خاصة دعم الوقود، مع تعزيز دور القطاع الخاص وتطبيق الانضباط المالي، قبل اللجوء لأي مديونية جديدة، لضمان استقرار الاقتصاد وتحفيز النمو.

 

نتائج الانتخابات واحتفالات الشعب

أعلنت المحكمة الانتخابية العليا أن رودريجو باز حصل على 54.5% من الأصوات في الجولة الثانية بعد فرز أكثر من 97% من أوراق الاقتراع، فيما اعترف منافسه خورخي "توتو" كيروغا بهزيمته وهنأ الرئيس الجديد.

شهدت شوارع لاباز احتفالات واسعة بأنصار باز، مع إطلاق المفرقعات وصيحات الفرح والموسيقى، بعد أن كانت المدينة شبه خالية قبل إعلان النتائج.

 

التحديات الاقتصادية الراهنة

تواجه بوليفيا أزمة حادة في الوقود نتيجة انهيار صادرات الغاز ونفاد الاحتياطيات من العملة الأجنبية. تسبب هذا الوضع في ارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 23%، وتكدس الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود.

تتضمن أولويات الحكومة الجديدة مواجهة هذه التحديات من خلال سياسات اقتصادية متوازنة تعزز الاستقرار المالي وتحفز النمو، مع الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وتحسين الخدمات الأساسية.

 

يمثل فوز رودريجو باز علامة فارقة في تاريخ بوليفيا السياسي، بعد عقدين من حكم اليسار الاشتراكي، مع فرصة حقيقية لمواجهة الأزمات الاقتصادية المستمرة وتحقيق إصلاحات واسعة في هيكل السلطة والاقتصاد.

تم نسخ الرابط