فشل تشغيل توربينات سد النهضة يربك إثيوبيا.. وخبراء: تشغيل غير منتظم

سد النهضة الاثيوبي
سد النهضة الاثيوبي

إثيوبيا..خبراء يكشفون أسباب فشل تشغيل توربينات سد النهضة، وتحذيرات من تدفقات غير مستقرة قد تؤثر على السودان ومصر خلال الأشهر المقبلة.

 

إثيوبيا تواجه إخفاقًا جديدًا في تشغيل توربينات سد النهضة

كشفت تقارير فنية وتصريحات خبراء في شؤون المياه وحوض النيل عن فشل إثيوبيا في التشغيل الكامل لتوربينات سد النهضة، رغم مرور أكثر من شهرين على افتتاحه رسميًّا في سبتمبر الماضي، وأوضح الخبراء أن إثيوبيا تُجري حاليًا تشغيلًا محدودًا لعدد من التوربينات من أصل 13 توربينًا، وسط مؤشرات على اضطراب فني وإداري في إدارة السد، ويرصد الموجز التفاصيل. 

 

شراقي: التشغيل محدود والتوقف متكرر

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن التجارب التي تجريها إثيوبيا على التوربينات "غير مكتملة"، مشيرًا إلى أن تشغيل السد يوم 9 نوفمبر كان محدودًا للغاية بعد محاولات فاشلة استمرت شهرين، وأضاف أن "الأحواض المحيطة بالتوربينات عادة ما تعود إلى حالة السكون بعد التشغيل القصير"، وهو ما يعكس صعوبة استمرار تشغيل السد بالكفاءة المطلوبة.

وأوضح شراقي أنه في حال استمرار هذا التوقف، ستضطر إثيوبيا إلى فتح جزئي لإحدى بوابات المفيض لتصريف كميات الأمطار الحالية، والتي تقدر بنحو 90 مليون متر مكعب يوميًّا، وشدد على أن مصر لا تستفيد من تعطل التشغيل، مؤكدًا أن "المياه التي لا تمر اليوم عبر التوربينات ستصل غدًا عبر بوابات التصريف".

 

 تشغيل غير منتظم وتدفقات متقلبة

من جانبه، أكد الباحث في الشأن الإفريقي هاني إبراهيم أن التشغيل غير المنتظم للسد يعكس خللًا كبيرًا في الإدارة الإثيوبية، مشيرًا إلى أن كميات المياه المتدفقة شهدت تذبذبًا واضحًا خلال الأيام الأخيرة.
ففي 4 نوفمبر بلغت التدفقات نحو 180 مليون متر مكعب يوميًّا، ثم انخفضت في 10 نوفمبر إلى 130 مليونًا، قبل أن ترتفع مجددًا إلى 170-180 مليونًا في اليوم التالي.

وأوضح إبراهيم أن إثيوبيا لا تشغل سوى 4 إلى 6 توربينات فقط من أصل 13، وهو ما يعني تمرير كميات أقل بكثير من الطاقة التصميمية التي تقدر بـ 350-370 مليون متر مكعب يوميًّا.

 

تأثيرات محتملة على السودان ومصر

وأشار الباحث إلى أن التغيرات المستمرة في التدفقات المائية تؤثر على استقرار مجرى النيل الأزرق، حيث تتسبب في فقد كميات من المياه داخل الجزر الطينية وحواف النهر، إلى جانب تأثير مباشر على سد الروصيرص السوداني الذي يقع بعد سد النهضة مباشرة.
وأضاف أن التأثير الأكبر على مصر والسودان سيظهر على المدى المتوسط خلال الربع الثاني من العام القادم (أبريل – يونيو)، حيث ستتحدد نتائجه وفق منسوب المياه في بحيرة السد الإثيوبي.

 

بحيرة السد عند 639 مترًا وتحكم إثيوبي في التدفقات

وبحسب المتابعة الأخيرة، بلغ منسوب بحيرة سد النهضة نحو 639 مترًا بسعة تخزينية تبلغ 72 مليار متر مكعب. وأكد إبراهيم أن إثيوبيا تحاول الحفاظ على منسوب مرتفع بشكل غير طبيعي، مما يخالف القواعد الفنية للتشغيل، والتي تقتضي تمرير ما يقرب من 285 مليون متر مكعب يوميًّا خلال شهر نوفمبر.

 

يرى الخبراء أن فشل إثيوبيا في تشغيل توربينات السد يعكس ارتباكًا فنيًّا وإداريًّا واضحًا في إدارة المشروع الأضخم في تاريخها، مشيرين إلى أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تداعيات بيئية ومائية سلبية على السودان ومصر في الأشهر المقبلة، ما لم يتم التوصل إلى آلية تشغيل منتظمة وشفافة تضمن استقرار تدفقات المياه عبر النيل الأزرق.

اقرأ أيضًا: 

تصعيد جديد من مصر بشأن التطورات في ملف سد النهضة الإثيوبي
 

تحذيرات مصرية حاسمة بشأن أزمة سد النهضة.. السيسي: الأمن المائي خط أحمر
 

 

تم نسخ الرابط