أسباب ارتفاع هرمون الحليب.. الأعراض والمضاعفات وطرق العلاج

ارتفاع هرمون الحليب
ارتفاع هرمون الحليب

في ظل تزايد شكاوى النساء والفتيات من اضطرابات الهرمونات، يبرز ارتفاع هرمون الحليب أو البرولاكتين كأحد أكثر المشكلات تأثيرًا على الصحة الإنجابية وجودة الحياة، ورغم أن هذا الهرمون يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم عملية الرضاعة والتكاثر، فإن ارتفاعه بشكل غير طبيعي قد يؤدي إلى أعراض مزعجة ومضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.

في هذا التقرير يستعرض الموجز أسباب زيادة هرمون الحليب، وأبرز الأعراض المصاحبة له، والمخاطر الصحية، وأحدث طرق العلاج، وفقًا لما أوضحته الدكتورة وفاء شريف، استشاري الباطنة والغدد الصماء.

 

ما هو هرمون الحليب ولماذا يرتفع؟

يُفرز هرمون الحليب من الغدة النخامية الموجودة في الدماغ، ويؤدي أدوارًا مهمة في تنظيم الخصوبة لدى النساء والرجال. وترتفع مستوياته طبيعيًا خلال الحمل والرضاعة، لكن الزيادة غير الطبيعية خارج هذه الفترات تُعرف باسم فرط برولاكتين الدم.

تحدث الزيادة بسبب اضطرابات هرمونية أو أمراض أو even تأثيرات دوائية، وقد تؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية، صعوبة الحمل، ومشكلات صحية عامة.

 

أعراض ارتفاع هرمون الحليب

تظهر مجموعة من الأعراض التي تختلف في شدتها، ومن أبرزها:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها لفترات طويلة.
  • ضعف التبويض وصعوبة حدوث الحمل.
  • خروج إفرازات شبيهة بالحليب من الثدي دون وجود حمل أو رضاعة.
  • جفاف المهبل وآلام خلال العلاقة الزوجية.
  • انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء والرجال.
  • صداع متكرر، خصوصًا عند وجود ورم صغير في الغدة النخامية.
  • مشكلات في الرؤية في الحالات المتقدمة.
  • زيادة الوزن والشعور بالإرهاق المستمر.
  • تقلبات مزاجية أو أعراض اكتئاب.
  • انخفاض كثافة العظام مع استمرار ارتفاع البرولاكتين لفترات طويلة.

 

الأسباب الطبية لزيادة هرمون الحليب

توضح الدكتورة وفاء شريف أن الأسباب تتنوع بين عوامل مرضية وأخرى دوائية، وتشمل:

  • تناول أدوية معينة مثل مضادات الاكتئاب، أدوية الغثيان، وبعض علاجات الضغط.
  • وجود ورم حميد في الغدة النخامية يعرف بـ"البرولاكتينوما".
  • قصور الغدة الدرقية وقلة إفراز هرمون الثيروكسين.
  • الفشل الكلوي المزمن.
  • متلازمة تكيس المبايض التي تسبب اضطرابًا هرمونيًا واسعًا.

 

مخاطر إهمال علاج ارتفاع البرولاكتين

إهمال المشكلة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، من بينها:

  • ضعف التبويض وتراجع الخصوبة، مما يسبب تأخر الحمل أو العقم.
  • هشاشة العظام نتيجة اضطراب الهرمونات الجنسية.
  • زيادة حجم الورم النخامي في حال وجوده، مما قد يضغط على العصب البصري ويسبب صداعًا شديدًا ومشكلات في الرؤية.
  • اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب بسبب تأثير الاختلال الهرموني على كيمياء الدماغ.

 

طرق علاج ارتفاع هرمون الحليب

يعتمد العلاج على السبب الأساسي للارتفاع، ويشمل:

  • العلاج الدوائي: ويُعد الخيار الأول لخفض البرولاكتين، ويساعد غالبًا في استعادة انتظام الدورة الشهرية وتحسين الخصوبة.
  • الجراحة: تُستخدم عند وجود ورم نخامي كبير لا يستجيب للأدوية.
  • علاج قصور الغدة الدرقية باستخدام هرمون الثيروكسين.
  • تعديل الأدوية المسببة للارتفاع تحت إشراف الطبيب.
  • إدارة التوتر والابتعاد عن الضغط النفسي.
  • علاج تكيس المبايض عبر أدوية تنظيم الهرمونات أو خفض مقاومة الإنسولين.
  • نمط حياة صحي يشمل النوم الكافي، ممارسة الرياضة، تجنب تحفيز الثدي، والاعتماد على غذاء متوازن قليل الكافيين.

 

ارتفاع هرمون الحليب مشكلة شائعة لكنها قابلة للعلاج بشكل فعال عند اكتشافها مبكرًا، المتابعة الطبية، والفحوص اللازمة، والتدخل العلاجي الصحيح يمكن أن يمنع المضاعفات ويعيد التوازن الهرموني، مما يحسن الخصوبة والصحة العامة وجودة الحياة.

 

تم نسخ الرابط