مدبولي: المدن الجديدة وفرت 5 ملايين فرصة عمل وخفضت البطالة إلى 6.2%

مصطفي مدبولي
مصطفي مدبولي

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن مشروع المدن الجديدة وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، نجح في توفير نحو 5 ملايين فرصة عمل للشباب المصري، وأسهم بشكل مباشر في خفض معدل البطالة إلى نحو 6.2%، رغم الزيادة السكانية الكبيرة خلال السنوات الماضية، ويرصد الموجز التفاصيل. 

جاء ذلك خلال لقاء العمل الاقتصادي بعنوان «آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر ولبنان»، الذي عُقد في العاصمة اللبنانية بيروت، بمشاركة ممثلي الهيئات الاقتصادية وغرفة التجارة والصناعة اللبنانية.

 

التوسع العمراني ضرورة لمواجهة الزيادة السكانية

أوضح رئيس الوزراء أن مصر، بحكم طبيعتها الجغرافية، ظلت لعقود طويلة تعيش على رقعة معمورة لا تتجاوز 6 إلى 7% من إجمالي مساحتها، نتيجة تركز السكان حول نهر النيل، ومع وصول عدد السكان إلى نحو 110 ملايين نسمة، أصبح التوسع العمراني وبناء مجتمعات جديدة خيارًا حتميًا وليس رفاهية.

وأشار إلى أن الدولة تبنت خطة طموحة لمضاعفة الرقعة المعمورة إلى 14% كمرحلة أولى، عبر إنشاء مدن جديدة متكاملة توفر السكن وفرص العمل والخدمات، وتدعم تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

 

خطة رئاسية شاملة لبناء دولة حديثة

أكد مدبولي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع منذ توليه المسؤولية رؤية متكاملة لبناء دولة حديثة، تعتمد على شبكة متطورة من الطرق ووسائل النقل الجماعي، وموانئ ومطارات حديثة، إلى جانب مشروعات استصلاح زراعي ومدن جديدة للشباب.

ولفت إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة ليست المشروع الوحيد، بل جزء من منظومة تضم نحو 30 مدينة جديدة، من بينها مدينة العلمين الجديدة على ساحل البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات واجهت انتقادات بدعوى ارتفاع تكلفتها، لكنها حققت أهدافًا اقتصادية واجتماعية واضحة.

 

من 13.5% بطالة إلى 6.2% رغم زيادة السكان

استعرض رئيس الوزراء المشهد الاقتصادي في عام 2013، موضحًا أن معدل البطالة آنذاك بلغ 13.5%، بينما كان عدد السكان أقل من 90 مليون نسمة. وخلال 12 عامًا، زاد عدد السكان بنحو 24 مليون نسمة، بمتوسط مليوني نسمة سنويًا.

وأضاف أن أحد أهم أهداف إنشاء المدن الجديدة كان خلق فرص عمل سريعة للشباب، وهو ما تحقق بالفعل، حيث وفرت مشروعات الإنشاءات وحدها ملايين الوظائف، وأسهمت في خفض البطالة رغم الزيادة السكانية، مستشهدًا بتجارب دولية مشابهة مثل أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

 

العاصمة الإدارية امتداد تاريخي للقاهرة

أوضح مدبولي أن القاهرة الكبرى يبلغ عدد سكانها حاليًا نحو 23 مليون نسمة، وكان لا بد من التوسع خارج النطاق القديم. واعتبر أن العاصمة الإدارية الجديدة امتداد طبيعي لتاريخ نمو القاهرة، بدءًا من القاهرة الإسلامية، مرورًا بالقاهرة الخديوية، ثم مدن أكتوبر والشيخ زايد والشروق.

وأكد أن نقل مقار الحكومة إلى العاصمة الجديدة يخفف الضغط عن القاهرة التاريخية، ويخلق مركزًا إداريًا حديثًا، متوقعًا أن تصبح هذه المنطقة خلال خمس سنوات من أكثر المناطق حيوية في مصر.

 

برنامج الإصلاح الاقتصادي وصندوق النقد الدولي

وفيما يتعلق بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، شدد رئيس الوزراء على أن البرنامج الاقتصادي المصري هو برنامج وطني خالص وضعته الدولة، ثم جرى التفاوض مع الصندوق حول آليات التنفيذ والتوقيتات.

وأوضح أن مصر حرصت منذ البداية على تضمين بُعد الحماية الاجتماعية ضمن برنامج الإصلاح، دعمًا للفئات الأكثر احتياجًا، مؤكدًا أن الصندوق يُبدي مرونة أكبر كلما لمس استقرار الدولة وقدرتها على التنفيذ، خاصة في ظل متغيرات إقليمية مثل الحرب في غزة وتراجع إيرادات قناة السويس.

 

دعم التعاون الاقتصادي بين مصر ولبنان

جدد مدبولي التأكيد على دعم مصر الكامل للبنان، معتبرًا أن استقرار ونمو لبنان من استقرار ونمو مصر. ودعا القطاع الخاص في البلدين إلى لعب دوره الرئيسي في تعزيز الاستثمارات والشراكات الاقتصادية، بينما يقتصر دور الحكومات على تيسير الإجراءات وإزالة المعوقات.

وأشار إلى توجيهاته الفورية بحل المشكلات الإدارية التي تواجه الشركات اللبنانية، ومنح أولوية لتسجيل الأدوية اللبنانية في السوق المصرية بالتنسيق مع هيئة الدواء المصرية.

 

البنية التحتية مفتاح جذب الاستثمارات

أكد رئيس الوزراء أن الطفرة في البنية التحتية المصرية، من طرق وكهرباء وغاز وموانئ، كانت العامل الحاسم في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، مشيرًا إلى أن مصر باتت تحتل مرتبة متقدمة عالميًا في نمو البنية التحتية.

وأوضح أن الاعتماد على الشركات الوطنية، وتجاوز البيروقراطية التقليدية، وتوفير تمويلات ميسرة من مؤسسات دولية، كلها عوامل أسهمت في سرعة التنفيذ وتحقيق النتائج.

 

رسالة للمستثمرين: مصر جاهزة

اختتم مدبولي بالتأكيد على أن الإرادة السياسية والمتابعة المستمرة هما سر نجاح التجربة المصرية، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت بيئة جاذبة للاستثمار، وقادرة على فتح أبواب أسواق إقليمية ودولية أمام الشراكات المصرية اللبنانية، بما يخدم مصالح البلدين ويدعم النمو الاقتصادي المستدام.

تم نسخ الرابط