خلاف إسرائيلي أمريكي حول رفع العقوبات عن سوريا
سوريا.. تباين في المواقف السياسية وانتقادات داخلية لأداء حكومة الاحتلال
كشفت تقارير إعلامية عبرية عن وجود خلاف واضح بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن مستقبل العقوبات المفروضة على سوريا، في تطور يعكس تباينًا في الرؤى السياسية بين الجانبين، بالتزامن مع تصاعد الانتقادات الداخلية داخل إسرائيل حول إدارة الملفات الإقليمية والأمنية، ويرصد الموجز التفاصيل.
إسرائيل تطلب الإبقاء على العقوبات كورقة ضغط
أفادت هيئة البث العبرية، نقلًا عن مصدرين إسرائيليين مطلعين، بأن الحكومة الإسرائيلية تقدمت بطلب رسمي إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعت فيه إلى عدم رفع جميع العقوبات المفروضة على النظام السوري الجديد.
ووفقًا للمصادر، فإن الهدف من هذا الطلب يتمثل في الاحتفاظ بأوراق ضغط سياسية يمكن استخدامها لاحقًا في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بالملف السوري، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
إلا أن هذا المطلب الإسرائيلي قوبل برفض واضح من الجانب الأمريكي، ما يعكس اختلافًا في أولويات التعامل مع الأزمة السورية، ويشير إلى وجود فجوة سياسية بين الحليفين التقليديين في هذا الملف الحساس.
معاريف: الأزمة الحقيقية سياسية وليست عسكرية
وفي سياق متصل، سلطت صحيفة معاريف العبرية الضوء على ما وصفته بـ"المأزق الحقيقي" الذي تواجهه إسرائيل، مؤكدة أن المشكلة الأساسية لا تكمن في القدرات العسكرية، بل في غياب رؤية سياسية واضحة لدى حكومة الاحتلال.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الفراغ السياسي هو العامل الرئيسي وراء تعقيد الأوضاع الأمنية وتدهورها، مشيرة إلى أن الاعتماد المفرط على الحلول العسكرية دون وجود أهداف سياسية محددة يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
استنزاف مفتوح على عدة جبهات
وأشارت معاريف إلى أن إسرائيل باتت عالقة في حالة استنزاف مفتوحة على أكثر من جبهة، تشمل قطاع غزة ولبنان وسوريا، نتيجة ما وصفته بـ"سياسات غير محسوبة".
وأضافت الصحيفة أن غياب قيادة سياسية قادرة على إدارة الأزمات بعقلية استراتيجية، والاعتماد على منطق عسكري ضيق، أدى إلى تفاقم الخسائر الأمنية والاقتصادية.
عمليات عسكرية بلا أهداف سياسية واضحة
وانتقدت الصحيفة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، معتبرة أنها تُبرَّر بادعاءات غير مقنعة، في ظل غياب أهداف سياسية قابلة للتحقق.
وحذّرت من أن هذا النهج يسهم في إطالة أمد المواجهات، ويؤدي إلى استنزاف الموارد، فضلًا عن تعميق العزلة السياسية لإسرائيل على الساحة الدولية.
تراجع المكانة الدولية لإسرائيل
وأكدت معاريف أن السياسات الحالية أسهمت بشكل مباشر في تحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة نسبيًا على المستوى الدولي، في ظل تصاعد الانتقادات السياسية والحقوقية، وتراجع مكانتها الدبلوماسية عالميًا.
أزمات داخلية ومحاولات تمرير "الانقلاب القضائي"
وعلى الصعيد الداخلي، رأت الصحيفة أن ما شهدته الساحة الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين من محاولات متسارعة لتمرير قوانين ما يُعرف بـ"الانقلاب القضائي"، يعكس حالة من الارتباك وفقدان السيطرة داخل الحكومة.
وأوضحت أن هذه التحركات تكشف عن سعي محموم لضمان الفوز في الانتخابات المقبلة، حتى وإن جاء ذلك على حساب استقرار النظام السياسي والمؤسسات القضائية، وهو ما ينذر بمزيد من الانقسام الداخلي خلال المرحلة المقبلة.
